في الثاني من شهر / اب / 2008 .. نظم مركز لالش / المانيا في مدينة بيلفيلد ، واستمرارا لسلسلة من نشاطاته الثقافية التي يقيمها المركز بين اونة واخرى …محاضرة ثقافية تزامنت مع مرور عام على تاسيسه ، للسياسي والشاعر قادر قاجاغ بعنوان :
” الوعي القومي الكوردي “
بدات الامسية بمقدمة ترحيبة من قبل السيد حسون جهور مسوًول الهيئة الاعلامية وقصيدة شعرية جميلة القاها بالمناسبة … بعدها قدم السيد خلات شيخ مراد عضو الهيئة الرئاسية كلمة بمناسبة مرور عام على تاسيس المركز عارضا نشاطاته وفعالياته الثقافية والاجتماعية خلال العام المنصرم …..
تلا ذلك..ادارة الندوة من قبل السيد مراد مادو مرحبا بالمناضل قادر قاجاغ والسادة الحضور وقراءة نبذة مختصرة عن سيرة حياة المحاضر …ابتداً بعدها السيد قاجاغ للحديث باسهاب عن الوضع الكوردستاني، تناوله من جوانب عديده ، متنقلا عبر البعد التاريخي مما حدث من انزلاقات وانتكاسات وهزائم لاحقت الكودر عبر القرون ، من قبل الفرس والترك والعرب ،عزا اسبابها الى عاملي الدين والعشيرة قائلا :
اننا كنا دوما ضحية الدين ،عمل علمائنا ،مفكرينا، وامراءنا ضمن الفكر الديني وقوة العشيرة حتى امسينا اقسام واجزاء تتلاعب بنا الاقوام الاخرى يوًثرون في افكارنا ويغيرون احاسيسنا ويسرقون منا الارض … لقد سبق احمد خاني المفكر فيخته الالماني باكثر من قرن ببلورة الفكر القومي من خلال تاكيده على اللغة واحوال الكورد ومصيرهم الا ان افكاره بقت بين صفحات كتابه ، بينما اصبحت كتب فخته الانجيل المقدس لدى الالمان لتترجم الى واقع حال من قبل بسمارك وغيره من المفكرين والقاده الالمان …
اننا اليوم بامس الحاجة الى الحس القومي ، والشعور الوطني .. انقسمنا الى قبائل وعشائر وامارات ، الى اديان ومذاهب ، الكورد المسلمين اصبحوا شيعه في ايران ،وفي تركيا والعراق اصبحوا سنه .. وفي الوقت الذي اصبحوا هم دول نحن فقدنا حتى اماراتنا … واقتدى بمقولة جواهر ال نهرو الذي قال :
العثمانين استفادوا من الدين والعشيرة بين الاكراد ،علموهم على القتال فيما بينهم لينسوهم القتال من اجل قوميتهم …مضيفا: الاعداء لم يفرقوا بيننا حسب الدين او المذهب، عاملونا كقوم “كورد” وعليه شردنا، قتلنا ، خربت قرانا عن بكرة ابيها ..غيروا اسماء المدن الى لغاتهم .. غيروا اسماء نا الى لغاتهم ..غيروا حروف كتابتنا الى حروفهم… انفلونا …
كنا 6 الاف بيشمركه في الحركة التحررية الكوردية وكان عدد الجحوش اكثر من 300 الف جحش … لماذا…؟ لو كان الشعب الكوردي يملك الحس الوطني القومي
لما كان هذا الكم الهائل من الجحوش ….؟ حتى مثقفينا واصحاب الشهادات كانوا ضمن تشكيلة هذه الجحوش .. لانهم كانوا اكراد بالاسم فقط دون الاحساس بالشعور القومي .
لازال الشعور العشائري والشعور الديني لدينا اقوى من الشعور القومي ، لازلنا نجهل قيمة جذورنا .. ان استمرارنا بهذه القيم البائده سيتركنا في مستنقع اخطائنا .. الاوربين كانوا مثلنا ,، اليابانين ,, لكنهم تخطوا حاجز الدين والعشيرة وتراصفوا في الصفوف الاماميه .
انتقل بعدها الى دور المثقف في الوسط الكردي قائلا :
اننا اليوم بحاجه ماسه الى مفكرين ، الى مثقفين .. اننا للاسف لانملك المثقف الحقيقي ، المثقف الفاعل …المبدع، الريادي .. لازال مثقفنا انتهازي يركض خلف السياسي ليملاً جيبه ،، مثقفنا يفكر بخلفية التلقين الفارسية او العربيه او التركيه …
انتهى زمن النضال المسلح .. اننا امام نضال الفكر وكلمة القلم ..علينا بالعقل والوعي بالتفاهم والتسامح ..بتجاوز ذاتنا ، ذات الدين والعشيرة والنقود…. نحن بحاجة الى موًسسات مدنيه فاعلة في الوسط الكردستاني حتى نستطيع ان نعمل على التغير…… علينا بمراودة احلامنا / من ليس لديه حلم لن يتحقق حلمه/ .. علينا بمسيرة البارزاني الذي اضاء طريق القوميه……
مثلما تناول موبقات العادات والتقاليد العشائرية والدينيه قائلا:
عندما نقرا ملحمة ” مم وزين ” نتالم اشد الالم نذرف الدموع ونقول .. لماذا تلك القسوه وذلك الظلم ..بحق زين ومم .. تتكرر الان ماساة زين كل يوم .. تقتل النساء بسبب هذه العادات والتقاليد دون رحمة بعيدا عن الحس الانساني ، اننا نقتل العشق .. العشق هو العشق ، جميل عذب، ليس له حدود، يتخطى كل الحواجز ودائما عبر التاريخ تحدى العشق الواقع ..اننا نرفض اليوم اشياء كثيرة ونغير اشياء كثيرة اخرى لكننا نقبل بالافكار القديمة والعادات الباليه …
في اطار حديثه ، كان قاجاغ يغنيه باشعارة العاطفيه والثوريه الصادرة من اعماقه والتي اثارت في نفوس المستمعين شتى الافكار والاحاسيس والحماس لتترجم وتستقبل بحفاوة وتصفيق حار .
اختتم الشاعر قاجاغ المحاضرة بباقة من اشعارة وقراءة كاملة لقصيدة/ البطل محمود الايزيدي ….
مثلما اختتمت الامسية بجو من الدفْ وصداقة وود واسئلة كثيرة من الحضور .. والتقاط العديد من الصور مع المناضل ، الشاعر، الانسان………. قادر قاجاغ .
مراد مادو
مركز لالش / المانيا
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية