أعياد الايزدية ( ايزي ــ شيشم ــ بيلندا ــ باتزمية ) في الاقترانات الفلكية
قاسم ميرزا الجندي
ــ عيد صوم (ايزي ــ شيشم) في الايزدية
ان الايزدية يصوم لاسم الخالق ايزيد(ازدان) ثلاثة ايام يعرف بـ (صيام ايزي)وان اختلف الصائمون في فترة صومها, وهناك صيام اخرى في الايزيدية يعرف بصيام شيشم(ايزي) , يأتي قبل عيد صوم ايزي بأسبوع, هذه الصيام(ايزي ــ شيشم) يجب ان يكون في (الايام الثلاثة الاخيرة) من نزول الشمس نحو الافق, اقصر الايام في السنة الى الانقلاب الشتوي في (21/22) من ديسمبر, اي ان في لحظة الانقلاب الشتوي تتحرر عندها الشمس من النزول والقصر, وتنقلب الى الانفراج والتحرر من القيود والانطلاق نحو الاعلى يوما بعد يوم .هذه الصيام تحددها القتران الفلكي(الانقلاب الشتوي), وطريقة حساب هذه الصيام في الوقت الحاضر يتجه في الاتجاه الخاطئ, لابد من الرجوع والتوجه الاصح.
ان مجموعة نجوم كوكبة(فارس الفضاء)هي بالقرب من برج الجوزاء, النجوم الثلاثة المتراصة على ابعاد متساوية, تسميتها نجوم (بيرو ترازو )لدى المجنمع الايزدي, هذه النجوم تكون في منتصف القبة الفلكية عند منتصف الليل, وعندما تغرب هذه المجموعة الفلكية في الغروب الليلي بعد (6)ساعات, اي بعد غروبها سوف تشرق الشمس من جهة الشرق, ان الارض يقطع مسافة (2,500,000) كيلو متر تقريبا كل يوم في مدارها , معنى ذلك ان(بيرو ترازو )نجوم حزام الجبار والقرغ تختفي في كل ليلة نجم وهكذا خلال ثلاثة ايام تختفي النجوم في الغروب النجمي والذي يحدث في الساعة السادسة صباحا او اكثر أقل بقليل.
ان كوكب الارض يقطع المسافة المذكورة في كل يوم وتساوي درجة واحدة في الازاحة الزاوية, والشمس تنزل في الانحدار من على مدارها منذ الاعتدال الخريفي في (22/23) من ايلول, الى ان قطع مسافة تساوي (2,5)مليون مضروبا في 90 يوم, مطروحا منه المسافة التي تقطعها كوكب الارض في(ثلاثة صيام) عندها تصبح مجموعة نجوم (البيروترازو والقرغ)في منتصف القبة الفلكية في السماء الليلي, وهي اشارة واضحة للاقتران الفلكي وتشير الى قدوم صوم (ايزي ــ شيشم).
ــ بيلنده (عيد الشمس) في الديانة الايزيدية
بيلندا يعني اعياد الميلاد وهو عيد الشمس باللاتينية ( Dies Natalis Solis Invicti) التي كان يحتفل بها الرومان في يوم 25 ديسمبر, كان مكرسا لعيد ميلاد آله الشمس تزامنًا مع الاقتران الفلكي في الانقلاب الشتوي بخلاف يومين او ثلاثة، وهي المناسبة التي ورثتها المسيحية وجعلتها(عيد الميلاد).
وكان الاحتفال بعيد الشمس في اوربا مهرجانًا شعبيًا في العديد من الثقافات وخاصة الزراعيّة منها ، وخلاله كان يتم تبادل الهدايا وإنارة المنازل بالمشاعل وإعداد صنوف خاصة من الطعام, وقد قام المبشرون خلال نشر المسيحية في اوربا, الاستعانة ببعض الرموز المسيحية في عيد الشمس للاحتفال بها عيدا للميلاد, بعد اضافة طابع ديني مسيحي اليها.وهكذا دخل عيد بيلندا الى المسيحية , بسبب عدم ترك طقوسها من قبل الذين اعتنقوا المسيحية في حينها.
عيد الميلاد يوم(25) ديسمبر, في التقويم الشمسي الايزيدي يعني (6)من يناير في التقويم الميلادي, كان عيد بيلندا في يوم 25 ديسمبر, هو عيد ميلاد الشمس(بيلندا) والى الان يمارسه الايزدية وكان يمارسه الشعوب والأمم في معظم دول اوربا والى زمن متأخر, ويمارسها الى الان شعوب وأقوام في الدول الاسكندنافية.
وعدم التمكن من تحديد موعد دقيق لمولد السيد المسيح, لقد حدد الكنيسة يوم عيد الشمس (25/12) من كل عام , موعدا لذكرى ورمزًا للميلاد, حيث كانت رأس السنة الميلادية المسيحية في (1)من نيسان سابقا, كان مطابقا لعيد اكيتو عند البابلين و يحتفل به المسيحيين الاشوريين الى الان.
ان يوم(25)من شهر ديسمبر هو عيد الشمس (بيلندا)الايزيدي المثرائي قبل ظهور المسيحية, وتم محوها واعتبارها يوم الميلاد في المسيحية.
ــ عيد الباتزمية في الايزدية
ان عيد الباتزمي يظهر فلسفة الدين الإيزيدي وماهيته بشكل مفصل, من حيث المعاني التاريخية والدينية هي عيد لكل الإيزيديين, وليس لعشيرة الجيلكا فقط.
يعود تاريخ هذا العيد الى تاريخ قديم حيث وجدت في الكتب السومرية(ألواح سومر) ورود كلمة (باسيسمي) والتي تعني الخلق والكون والتكوين أو التخثر , وهي تشابه كلمة الباتزمي(باسيمي)(باستمي) ويطلق لنفس المناسبة والعيد.
ان بعض العشائر الايزدية ومنها عشيرة الجيلكا هو امتداد بعيد لعادات وتقاليد تمدد الى زمن الميتانيين والمثرائيين, وان عيد الباتزمية يستمر لـ (7) ايام وبعد ذلك يكون العيد وذلك بعدد الملائكة السبعة, وعدد تقسيمات الكون و قدسية الرقم 7 في الايزدية, وفيها يجب اشعال القناديل قبل غروب الشمس حتى ظهور نور الشمس في الصباح, ليتصل النور بالنور, ويتم البدء بحياة جديدة(الشمس) الذي يرمز للخالق, ويجب أن يكون مكان وضع القناديل بالجهة الغربية ونظيفا, وكما يؤدئ الإيزيدي دعائه متوجها الى الشمس كما يجب اشعال الجرا وهو متوجه نحو الشمس .
ويبدو ان جميع هذه الاعياد ترتبط بنفس الحدث (الاقتران الفلكي)(الانقلاب الشتوي) وجميعها تشترك في صفات معينة متشابهة كعيد ايزي وشيشم وبيلندا وباتزمية وبداية اربعينية الشتاء .. انها اعياد مرتبطة بالاقتران الفلكي, للتقرب والعبادة للخالق.
وبسبب ما تعرض له الايزدية من ابادات جماعية واعتدءات, جاء التغيير والانحراف في تاريخ هذه الاعياد والطقوس الايزدية, ينبغي الرجوع الى اصل تاريخ حساباتها واقتراناتها (الفلكية والمناخية) وتصحيح كل هذه التجاوزات والانحرافات التي احدثتها الظروف القاهرة على الايزيدية. وإعادة ترتيب تلك الاعياد في اقتراناتها الفلكية , مستندا ومعتمدا على التطور والتقدم العلمي في الحسابات الفلكية حول مواقع الأرض وحركتها في افلاك النجوم والكواكب الاخرى.
ــ مربعانية (الصيف ــ الشتاء)
المربعانيتين هي طريقة الايزدية نحو التصوف والعبادة من الخالق منذ القدم, الصوم في
وهما اقترانان فلكيان أشارة إلى حركة كوكب الارض في افلاك الكواكب والنجوم في طبيعة نظام الكون. أن العلاقة الفلكية بين مربعانية( الصيف ــ الشتاء) تشبه العلاقة المناخية والفلكية بين الانقلاب الصيفي في (21/6)والانقلاب الشتوي(22/12)ويجب الرجوع الى حساب التواريخ الفلكية الدقيقة في طول وقصر النهار والليل في حساب هاتين المربعانيتين (الصيف ـ الشتاء). لابد ان نجعل بداية مربعانية(الصيف ـ الشتاء) في اليوم التي تلي الانقلابين صيفي والشتوي, لكي تدل على الاقتران الفلكي الدقيق, وتعطي الانطباع للدوران والسجود والتصوف للخالق يزدان الأعظم.
فيهما السنة مقسمة الى تقسيمات عديدة بعد(140)يوم و(49) ساعة من مربعانية الصيف تأتي مربعانية الشتاء, ويفصل بين المربعانيتين فترة زمنية تساوي:ــ
(140×2)=280 يوم +(98) ساعة +(80) يوم و(28) ساعة للمربعانيتين يساوي = 365 يوما وربع اليوم الفترة الزمنية للسنة, وهو نفسه الحساب الفلكي والاقترانات التي تحدثها دوران كوكب الأرض حول الشمس, ولا يجوز التغير في مواعيدهما, لأننا نغير في كل معانيهما الدينية والفلكية. اذن مربعانية الشتاء ينبغي أن يبدأ في اليوم الذي الانقلاب الشتوي, لان كوكب الارض تحرك في الحركة التراجعية لها , حول مدارها.
قاسم ميرزا الجندي
5/1/2017 الجمعة عيد بيلندا
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية