وفد الماني يكرّم رئيس برلمان كوردستان والشيخ شامو بقطعة من جدار برلين
و تكريم الوفد الاماني بشعار (آرم) لالش
شيخ شامو: المانيا الفدرالية هي وطننا الثاني لنا نحن الكورد الأيزديين
ـ لا حكومة العراق ولا الامم المتحدة قاموا بواجبهم تجاه الأيزيديين كما يجب
من اجل الاطلاع عن قرب على وضع كوردستان بشكل عام والكورد الأيزيديين بشكل خاص وحسب برنامج عملهم زار معبد لالش في يوم 14/11/2014 وفد مكون من برلمانيين من حزب الخضر الألماني وهم كل من (جيم اوزدمير) رئيس الوفد وهو عضو بارز في حزب الخضر الالماني و(توم كوينكس) وهما عضوان في برلمان المانيا، برفقتهم السيد (شهاب داخ) رئيس البيت الأيزيدي في اولدنبورك بالأضافة الى (كيوك ئينتسفايلر)القنصل الألماني العام في اربيل.
وأستقبل الوفد من قبل السيد حازم تحسين بك وكيل أمير الايزيديين وعدد من الشخصيات الأيزيدية، بعدها زار الوفد مخيم النازحين في خانك و قرية سيجي في قضاء سيميل، حيث أطلع الوفد خلالها عن قرب على الوضع المعيشي السيئ للنازحين واستمع الى مطاليبهم.
تجدر الإشارة هنا ان السيد شيخ شامو أيضا كان ضمن الشخصيات التي رافقت الوفد ضمن هذه الجولة.
وكذلك أستقبل الوفد المذكور في أربيل من قبل (د. يوسف محمد) رئيس برلمان كوردستان وبحضور السيد شيخ شامو عضو برلمان كوردستان. وتم الحديث مطولا عن وضع المنطقة والظروف الصعبة التي تمر بها كوردستان والمنطقة بشكل عام نتيجة هجمات إرهابيي داعش والظلم الذي وقع على الاقليات الدينية في العراق بشكل عام وخاصة تلك المشاهد المؤلمة والإبادة الجماعية التي تعرض لها الأيزيديون.
من جانب آخر وخلال احدى هذه المناقشات تحدث السيد شهاب داغ عن الكارثة والأعمال الاجرامية التي تعرض لها الايزيديون من مذابح جماعية وأسرهم وخطفهم وبيع وشراء النساء، والأوضاع الصعبة والقاسية التي يعيشها النازحون في المخيمات أو في جبل شنكال. وفي نهاية حديثة سأل داغ رئيس البرلمان كبرلمان وإقليم كوردستان إن كان هناك محاولة لتحرير الأسرى والمخطوفين من يد داعش وإنقاذ أهلنا من هذا الوضع الصعب؟ فأجاب رئيس البرلمان بأنهم مطلعون على أوضاع الأيزيديين بشكل عام وأشار الى لقاء لهم قبل أيام مع السيد رئيس إقليم كوردستان تحدثوا فيها حول هذا الموضوع وأعلموهم ان هناك خطط من اجل إنقاذ الأسرى والمخطوفين والتخلص بشكل نهائي من هذا الوضع الصعب.
وفي نهاية اللقاء تم تكريم كل من رئيس برلمان كوردستان والسيد شيخ شامو من قبل (جيم اوزدمير) كتعبير عن الايام الصعبة التي مرت بها المانيا، وكان التكريم عبارة عن حجر من (جدار برلين) تعبيرا عن التعاطف والتضامن الالماني ازاء الايام الصعبة التي تمر بها كوردستان حاليا.
وفي نفس اليوم ومن اجل توسيع النقاش والحديث حول وضع الكرد الايزيديين بعد تلك الجولة بين النازحين، أجرى الوفد المذكور لقاءا خاصا مع السيد شيخ شامو رئيس مركز لالش وعضو برلمان كوردستان.
وخلال هذا اللقاء تحدث شيخ شامو مطولا عن الكارثة التي تعرض لها الايزيديون وقال: كنا نأمل ان نسعد بلقائكم في ظروف أفضل مما نحن فيه الآن لنتحدث عن الانجازات المتحققة خلال السنوات الفائتة بعد تحرير العراق في ظل الحرية في كوردستان والقيادة السياسية برئاسة مسعود البارزاني، ولكن للأسف وفي يوم صعب كهذا مليء بالقصص والمشاهد المؤلمة التي هزت وجدان المجتمع الدولي كله، والوضع القاسي لأهلنا النازحين التقينا، لذلك ليس لنا إلا ان نتحدث فقط عن ما تعرضنا له نتيجة الهجمات الوحشية لارهابيي داعش، وخلال اليوميين الفائتين اتضح لكم بشكل جلي واجزم انكم قمتم بتقييم الوضع الذي نعيشه بشكل عام، وحتى هذه اللحظة هناك الآلاف من البنات والنساء والأطفال والرجال مازالوا أسرى في يد داعش، الأبادات الجماعية واهلنا الذين الذين لقوا حتفهم من الجوع والعطش على جبل شنكال، حتى هذه اللحظة ليس لدينا أحصائية دقيقة لهم، ولكن عددهم كبير.
وتطرق الشيخ شامو أيضا الى السياسة الخاطئة لحكومة المالكي وقال: السياسة الخاطئة للحكومة العراقية كانت بعدم تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي وتعليق مصير 90% من مجتمعنا وجغرافيتنا، وهذه السياسة هي التي فتحت الطريق للارهابيين لدخول ارض العراق. وأشار الشيخ شامو في حديثه الى ان الايزيديين في العراق يتعرضون للظلم مرتين، مرة كديانة مختلفة، ومرة اخرى ككورد من الناحية القومية.
وأضاف الشيخ في مجرى حديثه: لقد ذكرنا ذلك قبل ألآن، نحن ككورد ايزيديين نعتبر المانيا وطننا الثاني، وفي هذا الظرف الصعب واضح أيضا أن لألمانيا دورا مؤثرا وايجابيا جدا في دعم كوردستان ان كانت من الناحية العسكرية، كالأسلحة والعتاد للبيشمركة، او من ناحية التحالف الدولي الذي يواجه الإرهاب، أو من الناحية الانسانية، والدولة المانية كانت من الدول السباقة لتقديم المساعدات الانسانية عن طريق حكومة إقليم كوردستان الى اهلنا النازحين، وحضوركم في كوردستان في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها هو دليل تعاطفكم ودعمكم لكوردستان بصورة عامة والأيزيديين خاصة.
كذلك من خلالكم نطالب بدعم أكثر، حيث هناك عبئ كبير على حكومة إقليم كوردستان يتجاوز قدراتها، واحتياجات النازحين كثيرة، وحاليا وفي هذا الشتاء االبارد يعيشون تحت الخيم، واعدادهم كبيرة، وحكومة العراق والامم المتحدة لم يقوموا بواجبهم كما يجب.
مثلما تعلمون الكثير من اهلنا وعوائلنا تعرضوا للأبادة، بعض العوائل فقدوا أطفالهم، وبعض الاطفال فقدوا عوائلهم، وخاصة أولئك الذين فروا ونجوا من قبضة داعش بأي طريقة كانت، لا شك أن هؤلاء الاشخاص ان كانوا بنات أو أولاد هم من الناحية النفسية بحاجة الى رعاية، أقترح ان تقوم الحكومة الألمانية ان تفتح اباوابها لاستقبال هؤلاء الاشخاص واعادة تاهيلهم نفسيا كي يتخلصوا من تلك الذكريات والمشاهد القاسية والمؤلمة التي رأوها بأم اعينهم، وبلا شك سيتم هناك رعايتهم من الناحية الاجتماعية والنفسية بشكل افضل، كما ندعو الى تقديم التسهيلات لمن يرغب فيهم باللجوء لالمانيا، والسماح للاخرين بالعودة للديار ان رغبوا بذلك.
وتابع الشيخ حديثه بالقول: بخصوص مستبل مناطقنا بعد تحريرها من عصابات داعش الارهابية، فاننا نؤيد وجهة النظر التي ترى بمنح هذه المناطق شكلا من اشكال الادارة الذاتية، شريطة ان تكون ضمن اطار حكومة اقليم كوردستان.
وأضاف الشيخ شامو في حديثه للوفد الضيف وقال: نحن نشعر بفخر كبير عندما تقيمون عاليا دور الاخ شهاب والبيت الأيزيدي في اولدنبورك في خدمة الأيزيديين، وبالفعل أن ذلك البيت معروف في خدمة الأيزيديين، ولنا معا كمركز لالش والبيت الأيزيدي بروتوكول تعاون من أجل خدمة الأيزيديين والايزيدية، وكل دعم من المؤسسات ذات العلاقة في المانيا للبيت الأيزيدي هو دعم لنا أيضا.
من جانب آخر قال القنصل العام الألماني الجديد في اربيل الذي باشر عمله مؤخرا: هذه المعلومات والوضع الذي تحدثتم لنا عنه تأثرنا به جدا، وادعو الى لقاءات مماثلة في المستقبل من أجل الاطلاع أكثر وعن قرب على أوضاعكم.
وفي الختام تم تكريم رئيس الوفد الضيف من جانب السيد شيخ شامو بشعار (آرم) لالش، وخلال ذلك تحدث الشيخ بنبذة تعريفية مختصرة عن مركز لالش ونضاله المستمر خلال 21 عاما في الجانب الاجتماعي والثقافي والديني، وكيف ان معظم الكوادر والعاملين في المركز في هذه الظروف الدقيقة وفي لجان ومجموعات مختلفة يخدمون أهلهم النازحين في منطقة دهوك، وتحدث أيضا عن مركز لالش المانيا وكيف انهم يناضلون من اجل هدف واحد.
الوفد الضيف ايضا شكر الشيخ شامو وعبروا عن سعادتهم للاستقبال الحار الذي قوبلوا به، وتعهدوا بنقل كل ما أطلعوا عليه وناقشوه وتحدثوا عنه الى البرلمان والحكومة الالمانية، وان ويبذلوا ما بوسعهم لتقديم المساعدة عن طريق حكومة الإقليم وحسب امكانياتهم المتاحة.
جدير بالإشارة هنا أيضا، أن الوفد الألماني ذكر ان ضمن برنامج الحكومة الالمانية أنشاء مخيم للنازحين الايزيديين عن طريق حكومة إقليم كوردستان، أيضا ضمن برنامج الوفد المذكور اجراء العديد من اللقاءات والاجتماعات مع المسئولين والجهات ذات العلاقة في كوردستان.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية