دراسة: الكورد الأيزيديون .. نزوح لا ينتهي وإبادة حصدت الآلاف
الأطفال يشكلون 93% من إجمالي الذين قضوا على جبل سنجار
نصر حاجي خدر: من الصعب الوصول إلى أرقام دقيقة عن ضحايا الإبادة التي تعرض لها الكورد الأيزيديون بعد سيطرة تنظيم داعش على مناطقهم في شمال العراق، حيث لا يزال الآلاف من أبناء هذه الأقلية العرقية قيد الأسر لدى التنظيم .
وكشفت دراسة جديدة شاملة نشرتها مجلة PLOS Medicine ، أن حوالي 9900 شخص من الأيزيديين قتلوا أو تعرضوا للاعتقال خلال الأيام الأولى من اجتياح تنظيم داعش لمناطقهم في شنكال وضواحيها، في الـ 3 من آب/أغسطس عام 2014.
وحسب الدراسة فإن 3100 أيزيدي قتلوا على يد داعش، نصفهم بطريقة الإعدام عبر إطلاق الرصاص أو قطع الرأس أو حرقهم أحياء.
فيما قتل آخرون بسبب الجوع والعطش بعد أن حاصر داعش جبل سنجار الذي لجأ اليه الأيزيديون.
وقدر الباحثون المشرفون على الدراسة عدد الذين اختطفهم التنظيم خلال حملته بـ 6800 شخص، مع أن ثلث هذا العدد لا يزال مفقودا حتى تاريخ إنجاز الدراسة.
ونوهت الباحثة والمؤلفة الرئيسية للدراسة فاليري كيتوريلي إلى أن العدد قد يكون أكبر من المذكور في الدراسة، بسبب إبادة عائلات بأكملها وعدم وجود أي شخص ليبلغ عن وفاتهم.
أشارت كيتوريلي في مقابلة مع صحيفة الأندبندنت البريطانية ، إلى احتمال أن يكون أبناء عائلة كاملة قد تعرضوا للإبادة على سبيل المثال، وبالتالي عدم وجود أي شخص ليخبر عن الاختطاف أو القتل الذي تعرضت له هذه العائلة.
وتعتقد الدراسة أن الضحايا الذين قضوا خلال فرار الإيزيديين الى جبل سنجار هم من الأطفال تحت سن الـ15 عاما.
وقد كشفت الدراسة التي أجراها باحثون من أميركا وبريطانيا وإسرائيل واقليم كوردستان بأن الأطفال قد تأثروا بأشكال مختلفة بسبب عملية الإبادة التي تعرض لها الأيزيديون.
وفضلا عن أن الأطفال يشكلون 93 في المئة من إجمالي عدد الذين قضوا على جبل سنجار، فإنهم أيضا الأقل احتمالا لأن تكون لهم القدرة على الفرار من التنظيم.
وقد ظهر أطفال أيزيديون في عدد من الأفلام الدعائية التي بثها التنظيم على مواقع خاصة به على شبكة الإنترنت.
وقال باحثون أجروا مقابلات مع 1300 عائلة أيزيدية نازحة تعيش في اقليم كوردستان العراق إن معاناة الأيزيديين مستمرة رغم أن قوات البيشمركة الكوردية استطاعت طرد داعش من معظم المناطق التي كان يسيطر عليها.
وقالت كيتوريلي للصحيفة ،إنه بالرغم من مرور ثلاثة أعوام تقريبا على هجوم داعش على الأيزيديين، فإنهم لا يزالون يعيشون ظروفا صعبة وحالة من التشتت في ظل استمرار نزوحهم من المدن والقرى حتى الآن .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية