كوردي يفوز بجائزة أفضل كاتب سيرة للعام في أستراليا
فاز الكاتب والناشط الكوردي، بهروز بوجاني، الأسبوع الماضي بجائزة أفضل كاتب سيرة للعام في أستراليا، وقد جاء فوز بوجاني بهذه الجائزة وهو محتجز منذ ست سنوات في مخيم للمهاجرين بجزيرة مانوس. الجائزة منحت لكتاب “لا أصدقاء سوى الجبال” الذي ألفه بوجاني.
الجائزة تعرف بـ”جائزة السيرة المحلية الأسترالية” وتمنح من قبل مكتبة إقليم ويلز الجنوبي الجديد. تعتبر هذه الجائزة أثمن جائزة للسيرة في أستراليا ويحصل الفائز بها على 25 ألف دولار، وقد أعلن عنها يوم الاثنين الماضي.
وجاء في إعلان المكتبة: “الكتابة شعرية أسطورية مغلفة بالتقاليد والتراث والنظام الفكري الإيراني. الكتاب هام جداً، قبل كل شيء بفضل أسلوبه حيث أنه سرد مثير من قبل شاهد عيان، وفي نفس الوقت دليل على قوة الحفاظ على الكتابة حية كوسيلة للصمود”.
لم يستطع بوجاني حضور مراسم إعلان الجائزة ومنحها، وتحدث عبر الهاتف للمشاركين في الحدث قائلاً: “لا أريد الخوض في الحديث عن الأدب، لكني أود فقط أن أقول للأدباء كونهم جزءاً من المجتمع المدني الأسترالي، إنهم كانوا جزءاً من صمودنا في وجه هذا النظام، أعتقد أن هذا الشيء قيّم وأشكر جميع من قدّر أن عملي يستحق أن يكرّم”.
طريقة كتابة ونشر كتاب “لا أصدقاء سوى الجبال” في حد ذاتها مثيرة، فالكتاب كله عبارة عن مجموعة مذكرات وروايات وأحداث كتبها الكاتب وأرسلها عبر تطبيق (واتساب) لـ”أوميد توفيقيان” ليجمعها الأخير ويترجمها ويعدها للنشر. في مطلع هذا الشهر، قال بوجاني من خلال محاضرة عبر الإنترنت: “لم أكن أشعر بأني محمي من السلطات الأمنية في مانوس، فقد كان ممكناً أن يداهموا غرفتنا في أي وقت ويصادروا هاتفي النقال. حينها لم يكن من حقنا أن نحتفظ بهاتف نقال. لهذا فإن كتابة تلك المواضيع وإرسالها فوراً لتوفيقيان، كانت تحفظ كتاباتي حتى في حال ذهاب هاتفي النقال مني”.
تقول لجنة التحكيم الخاصة بالجائزة، في بيانها: “نحن لا نعرف بوجاني من خلال روايته لقصة حياته الكاملة، بل من خلال طريقة نجاته، وملاحظته للآخرين وتحليله لنفسية وتركيبة السلطة. نحن نعرفه من مكان يسميه هو “سجن مانوس” وكل تجاربه وما تعلمه في حياته موجود في هذا الكتاب”.
بوجاني الذي رحل عن إيران منذ العام 2013، كان يعمل في مجلة “وريا” الكوردية، وهو خريج كليتي التربية للمعلمين والتربية للمدرسين في طهران، وحاصل على ماجستير في العلوم السياسية والجغرافيا السياسية. مدرس في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة ويلز الجنوبية وباحث في مركز مهاجري آسيا المطلة على المحيط الهادئ بسدني، وعضو فخري في مجموعة “بين” الدولية.
ليست هذه المرة الأولى التي يفوز فيها هذا الكاتب الكوردي بجائزة عن كتابه هذا. ففي مطلع العام الحالي، فاز بوجاني بجائزة “فيكتوريان” التي تعد أثمن جائزة أدبية أسترالية. ثم فاز بجائزة ويلز الجنوبية الجديدة الأدبية وجائزة صناع الكتب الأسترالية.
إضافة إلى هذه الجوائز الأدبية، فاز بوجاني بعدد من الجوائز الصحفية والحقوقية، منها الجائزة الإعلامية لمنظمة العفو الدولية للعام 2017، جائزة ندوة العدالة الاجتماعية للشتات، جائزة كرسي فيكتوريا الخالي للحرية للعام 2018 وجائزة آنا بوليتكوفسكا للعمل الصحفي.
تم إغلاق مركز مانوس رسمياً في نهاية تشرين الأول 2017، لكن 600 شخص من المحتجزين فيه امتنعوا عن إخلائه، لأنهم كانوا يخافون على حياتهم من سكان الجزيرة. في حين تم نقل عدد من المهاجرين المتواجدين في الجزيرة إلى الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
أعلن الكاتب والناشط الكوردي، بهروز بوجاني في محاضرته الأدبية مطلع هذا الشهر: “السؤال الذي يدور ببال كل شخص، هو متى سنكون أحراراً. إنه وضع في منتهى الصعوبة. نحن لم نرتكب أي جريمة، لكننا نتعرض للتعذيب بطريقة منظمة. حرس المخيم يفتشون غرفتك كل أسبوع ويستولون على مقتنياتك”.
كان مقرراً أن تستقبل الحكومة النيوزيلندية 150 من المحتجزين في المخيم، وقد علق المحتجزون الآمال على فوز حزب العمل في انتخابات أيار من هذا العام، ليسهل نقل قسم منهم إلى نيوزيلندة، لكن تحالف الليبراليين هو الذي فاز في تلك الانتخابات.
يقول الباحث الكوردي إن المهاجرين المحتجزين في مانوس فقدوا الأمل بعد فوز الليبراليين “لأننا كنا نعتقد أن حزب العمل عندما يفوز سيصادق على المقترح النيوزيلندي المعقول ويتم نقلنا إلى هناك، لكن ذلك لم يحصل، فقد الناس الأمل، ومنذ ذلك الحين زاد عدد محاولات الانتحار، وتجاوز عدد من حاول الانتحار 100 شخص، وهو عدد ضخم بالنسبة لمكان مثل مخيم مانوس”.
وفي جزء من كلمته بمناسبة فوزه بالجائزة، قال بوجاني: “لا أدري ماذا أقول غير أني أشكركم. أعتقد أن التاريخ هو الذي سيصدر حكمه على هذه المرحلة المظلمة من تاريخ أستراليا وعلى هذا الجيل وعلى الجميع”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية