‹أطباء بلا حدود›: تفشي «كورونا» في بغداد «يثير الفزع»
حذّرت منظمة ‹أطباء بلا حدود›، اليوم الأحد، من تفشي وباء «كورونا» في العاصمة العراقية بغداد، مشيرة إلى عدم كفاية الإمكانات الطبية المتوفرة وعجز المشافي عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الإصابات بالفيروس المميت.
وقالت المنطمة في بيان اليوم، انه «بات تفشي مرض فيروس كورونا المستجّد المسمى بكوفيد-19 مثيرًا للفزع في العراق، حيث وصل معدّل عدد المصابين إلى نحو 4,000 حالة يوميًا، مع ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن المرض إلى نحو 500 وفاة في الأسبوع. وخلال الشهل الماضي فقط تم تسجيل أكثر من 100,000 حالة جديدة في العراق»، مشيرة إلى أن «ما يقرب من 30 بالمئة من إجمالي عدد المصابين في البلاد هم من سكان بغداد».
ولفتت المنظمة إلى أنها بدأت العمل في مستشفى الكندي في بغداد بعد هذا التزايد الكبير في أعداد الإصابات، عبر دعم وحدة الرعاية التنفسية من خلال تقديم التدريب السريري للعاملين الطبيين في المستشفى.
وقال البيان، إنه «وعلى الرغم من الجهود المستمرة المبذولة للسيطرة على المرض، غير أنّه أصبح العدد المتزايد من الحالات الشديدة والحرجة بين مرضى كوفيد-19 يشكل عبئًا هائلًا على مستشفى الكندي وغيرها من المراكز الصحية التي تعالج المصابين بهذا المرض. وتصل القدرة الاستيعابية في وحدة الرعاية التنفسية في مستشفى الكندي إلى 52 سريرًا، مع العلم أن جميع هذه الأسرة ممتلئة».
وقال الدكتور بيدرو سيرانو جواخاردو الذي يعمل مع «أطباء بلا حدود» كاختصاصي رعاية مركّزة: «يمكث كثير من المرضى في وحدة الرعاية التنفسية لمدة تصل إلى 15 أو 20 يومًا لتلقي العلاج، مما يعني أنّه ينبغي في بعض الأحيان وضع المرضى الجدد على قوائم الانتظار لمدة يومين أو حتى ثلاثة أيام إلى حين وصول دورهم وتلقيهم العلاج الذي يحتاجونه. وعندما يتوفر أخيرًا سرير لهؤلاء، تكون حالتهم قد تدهورت للغاية».
وأضاف «بعض الناس لا يقدّرون مدى خطورة الموقف فلا يتّبعون إجراءات الوقاية. ويؤجّل المرضى المجيء إلى المستشفى لطلب العلاج حتى يصبح الوقت متأخرًا جدًا لعلاجهم»، عازياً هذا التأخير إلى «الوصمة الاجتماعية المرتبطة بمرض كوفيد-19 المنتشرة في المجتمع».
وأردف البيان بالقول: «تأثّر العاملون في مجال الصحة العراقيون أيضًا بشكل كبير بسبب الأزمة، حيث وصل عدد الإصابات بكوفيد-19 في صفوفهم إلى نحو 15,000 إصابة. ويزيد هذا من حدة مشكلة نقص الموارد البشرية في كثير من مستشفيات بغداد».
بدورها قال مديرة بعثة ‹أطباء بلا حدود› في العراق جوينولا فرانسوا: «إننا نبذل كل ما في وسعنا لدعم جهود السلطات الصحية العراقية على الرغم من محدودية إمكاناتنا. ورغم أننا نرى حاليًا عددًا كبيرًا من المرضى، إلا أننا لا نعلم أين وصلنا في منحنى انتشار المرض. ووفقًا لما نشهده، نخشى أنّ الموقف اليوم يشكّل مدعاة للقلق».
الجدير بالذكر أن ‹منظّمة أطباء بلا حدود› تعمل في مختلف أنحاء العراق وإقليم كوردستان للمساعدة على التصدي لجائحة كوفيد-19.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية