ايزيدي مسلم.. و ايزيدي مسيحي.. وايزيدي بوذي!!
خدر خلات بحزاني
بطلب من نائب ايزيدي في مجلس النواب العراقي، وبتواقيع من 182 نائب مسلم (شيعي وسني) هنالك محاولة لتشريع (قانون القومية الايزيدية)، من اجل اعتبار الايزيديين قومية مستقلة بهدف “إنصافهم”..
حسنا، انه طلب مشروع وفق الديمقراطية العراقية التي تحكمنا ونحتكم اليها.. ومن حقنا ان نناقش هذه المسالة، لانصاف الايزيديين..
لنفترض جدلا، انه تم تمرير هذا المشروع، وتم اعتبار الايزيديين قومية مستقلة بحد ذاتها، وبعد تطبيق هذا القرار، اعجب شاب ايزيدي بفتاة مسلمة، ثم تزوجها واصبح مسلما (القانون الديني الايزيدي يطرد كل ايزيدي يتزوج من واحدة من غير دينه ونفس الشيء للاناث ايضا). ولنفرض ان شابا ايزيديا اعجب بفتاة مسيحية وتزوجها، وايزيدي اخر تزوج من شابة بوذية..
ففي حالة الشاب الايزيدي الذي تزوج من مسلمة، عليه تغيير هويته الشخصية وتصبح كالتالي: الاسم: فلان/ المواليد: كذا/ القومية: ايزيدي/ الديانة مسلم..!!!
بشرفكم شايفين (ايزيدي مسلم) بحياتكم؟ او (ايزيدي مسيحي)؟ او (ايزيدي بوذي)؟؟؟
اي منطق يقبل ان يكون هنالك هكذا شيء؟؟
يوجد عربي مسلم، كردي مسلم، تركي مسلم، ايراني افغاني مصري صيني بريطاني مسلم ووووو الخ.. لكن هل يمكن ان يوجد ايزيدي مسلم؟ او ايزيدي مسيحي؟؟؟
اقول هذا مع كل الاحترام والتقدير للدين الاسلامي والمسيحي والبوذي وباقي الاديان والمعتقدات والمذاهب..
مسالة المتاجرة بالقومية الايزيدية ليست جديدة، فهناك من اراد اعتبارنا عربا وفشل في ذلك، هنالك من اراد احتسابنا اشوريين وايضا فشل في ذلك..
واقول لكل من يريد ان يعرف الانتماء القومي للايزيديين: اسماؤنا واسماء قرانا ومناطقنا اغلبها كردية، ازياؤنا كردية، عشائرنا كردية، جغرافيتنا كردية، ثقافتنا كردية، عاداتنا وفلكلورنا كردي، (كل هذه الانتماءات الكوردية للايزيديين لها نكهة خاصة وواضحة تميزنا بشكل واضح عن الكرد المسلمين) لكن القومية الكردية تجمعنا.
يمكن للانسان ان يغير دينه، او جنسيته، او انتماؤه الحزبي وحتى العقائدي والمذهبي، لكن لا يمكنه تغيير انتماؤه القومي.
يمكن ان تكون لا تحب الكرد او الاحزاب الكردية، فهذه مسالة شخصية تتعلق بظروف ما، لكن لا يمكنك ان تتنكر لكرديتك.
اذا وافق البرلمان العراقي على تغيير الانتماء القومي للايزيديين بدون الاستئناس لاراء الخبراء والمختصين بهذا الشان، فستكون مهزلة حقيقية لا تقل عن مهزلة توجه النظام البعثي البائد الذي اراد تعريبنا وتعريب جغرافيتنا، وفشل واصبح مثالا لكل من يريد ان يشوه الانتماء الديني والقومي للاخرين غصبا عليهم وعلى عناد حقائق التاريخ.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية