تثبيت القومية الإيزيدية: بين الواقع السياسي والحق التاريخي
عزيز شركاني
في خطوة أثارت الكثير من الجدل، قام النائب عن الكوتا الإيزيدية في البرلمان العراقي بجمع 182 توقيعاً إضافة إلى توقيعه لتثبيت القومية الإيزيدية في البرلمان، هذه الخطوة تعتبر إهانة للشعب الإيزيدي، فهي تتجاهل تاريخه العريق وهويته القومية والدينية التي لا يمكن تغييرها أو تحديدها بتواقيع خارجية.
الإيزيديون يمثلون جزءاً أساسياً من تاريخ العراق والمنطقة، إذ تمتد جذورهم إلى آلاف السنين، يعتبر الإيزيديون ديانة قديمة وعريقة، وقد حافظوا على تقاليدهم وثقافتهم عبر العصور، رغم كل التحديات والصعوبات التي واجهوها، إن محاولة تثبيت قوميتهم عبر توقيعات نواب البرلمان يعد تجاوزاً على حقهم في تحديد هويتهم وتاريخهم.
جميع النصوص الدينية والثقافية والتراثية للإيزيديين تؤكد انتمائهم القومي للكوردية، ورغم السياسات الممنهجة التي تحاول تغيير هذا الواقع، فإن الحقيقة التاريخية تثبت أن الإيزيديين هم جزء أصيل من القومية الكوردية، هذه الحقيقة ليست من أجل إرضاء أحد، بل هي واقع تاريخي تؤكده المصادر التاريخية.
نتيجة للسياسات الممنهجة والاضطهاد المستمر، هناك البعض من الإيزيديين الذين ينكرون انتمائهم الكوردي، معتقدين أن الكورد هم فقط مسلمون، هذه الفكرة مغلوطة، إذ أن الإيزيديين كانوا جزءاً من القومية الكوردية قبل أن يعتنق البعض الإسلام ، يجب التوضيح هنا أن الإيزيديين هم الأساس في هذه القومية، نحن الأصل وأصحاب الحق الرئيسيين في هذه القومية، وليس غيرنا.
جمع التواقيع لتحديد هوية شعب كامل ليس من شأن نائب أو نائبين، حتى لو تم التوقيع من قبل جميع نواب الإيزيديين في البرلمان، فإنهم لا يمثلون الشعب الإيزيدي بالكامل في قرار مثل هذا، الهوية القومية لا تتغير بجمع التواقيع، فهي جزء لا يتجزأ من نسب الإنسان.
الأمر محسوم؛ الهوية القومية لا يمكن أن تتغير، الإنسان مسيّر في تحديد هويته القومية، فالقومية تعتبر جزءاً من نسب الإنسان، حتى إذا تم طرح مسألة اللجوء إلى الاستفتاء في هذا الموضوع، لا يمكن قبول ذلك، إذ لا يجري أحد استفتاءً لتحديد نسبه، يتم اللجوء إلى الاستفتاء عندما تريد أن تقرر مصيرك وتسعى للاستقلال عن دولة أو إقليم أو مدينة، وليس لتحديد القومية والنسب.
الهدف من جمع التواقيع واضح، وهو محاولة ضرب جذور الإيزيديين، إذا كان النائب قد جمع التواقيع لاختيار أحد الأعياد الإيزيدية أو ذكرى الإبادة الإيزيدية عطلة رسمية في العراق أو تحويل شنكال إلى محافظة، فهل كان سيحصل على هذا العدد الكبير من التواقيع؟ بكل تأكيد لا، هذا يوضح أن الهدف الحقيقي هو تقسيم وتشتيت الشعب الإيزيدي وضرب جذوره التاريخية، ومحاولة تثبيت القومية الإيزيدية في البرلمان العراقي عبر جمع التواقيع تعتبر إهانة لحق الشعب الإيزيدي في تحديد هويته وتاريخه، الإيزيديون هم جزء أصيل من القومية الكوردية، وتاريخهم العريق يشهد على ذلك، يجب احترام حقوقهم وعدم محاولة تغيير هويتهم بناءً على توقيعات سياسية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية