أمير الإيزديين: لولا نيجيرفان بارزاني لما أعيد أغلب المختطفين الإيزديين
يقول أمير الإيزديين إنه لولا نيجيرفان بارزاني لما كان ممكناً إعادة أغلب من أعيد من الإيزديين الذين اختطفهم داعش، مضيفاً أن “فخامة الرئيس مسعود بارزاني ساعدنا أيضاً”.
مر يوم أمس (3 آب 2024) عقد على هجوم داعش على سنجار وأطرافها، وفي حوار أجرته معه رووداو، تحدث أمير الإيزديين في كوردستان والعراق والعالم، الأمير حازم تحسين بك، عن أوضاع الإيزديين وقال إنها ليست على ما يرام وأن هناك حاجة للمزيد من العمل من أجل إعادتهم إلى سنجار.
وأشاد أمير الإيزديين بجهود رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني في مجال استعادة المختطفين، وأشار إلى أن “الحكومة العراقية تمنح النازحين العائدين أربعة ملايين دينار، في حين كان يجب أن يعوضوا على الأقل بما بين 10 و15 مليون دينار”.
أدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع أمير الإيزديين في كوردستان والعراق والعالم، الأمير حازم تحسين بك:
رووداو: كيف هي أحوال الإيزديين؟
الأمير حازم تحسين بك: بصورة عامة، أوضاع الإيزديين اليوم ليست على ما يرام. بصراحة، كانت جيدة جداً قبل قدوم داعش. كنا نعيش في كوردستان والعراق ولم تكن لنا مشاكل. بعد قدوم داعش واجهتنا مشاكل كثيرة. كثير من أهلنا وقع في قبضة داعش، وكثير من أهلنا خرج من العراق، يوجد نحو 300 ألف كوردي إيزدي في مخيمات كوردستان، وخاصة مخيم دهوك.
رووداو: أحوال الإيزديين تحت سلطة كوردستان أفضل أم تحت سلطة الحكومة العراقية؟
الأمير حازم تحسين بك: لم يبق الذين تحت سلطة الحكومة العراقية، كلهم في كوردستان ولم يبق غير سنجار.
رووداو: أنا كنت أقصد سنجار..
الأمير حازم تحسين بك: 20% فقط من الأهالي موجودون في سنجار، 80% منهم في دهوك.
رووداو: كيف هي أحوال الإيزديين في أوروبا؟
الأمير حازم تحسين بك: ليس الإيزديون حديثي عهد بأوروبا، فهم هناك منذ الستينيات. إيزديو العراق وحدهم ليسوا هناك، أما إيزديو تركيا وسوريا وجورجيا فمتواجدون في المهجر. كل من يرحل عن دياره، يخسر لغته، ويخسر تاريخه، ويخسر تقاليده. أعتقد أن الذين ذهبوا إلى أوروبا نادمون جداً. صحيح أن حياتهم هانئة، عندهم بيوت وسيارات جميلة، لكنهم يفتقرون للراحة النفسية.
رووداو: هناك مهاجرون إيزديون يعودون الآن إلى كوردستان من المهجر. ما موقفكم من هذا؟
الأمير حازم تحسين بك: كنت في ألمانيا قبل عشرة أيام، زرت وزارتي الخارجية والداخلية. كذلك برلمان هامبورغ، وتحدثنا في هذا. قلنا: لماذا تعيدون الإيزديين؟ قالوا إن لم يسبب الإيزدي مشاكل، لن نعيده. قالوا إنهم ليسوا الإيزديين وحدهم، بل عندنا أسماء 27 ألف عراقي ممن يسببون مشاكل وفوضى، ونحن مضطرون لإعادتهم.
رووداو: أي نوع من المشاكل على سبيل المثال؟
الأمير حازم تحسين بك: القصد هو أن لديهم مشاكل، قوانينهم بحد ذاتها مشاكل. لكنهم يقولون إن لم تكن عندهم مشاكل لن نعيدهم.
رووداو: عدد كبير من المهاجرين الإيزديين مفقودون، ماذا يمكن فعله لإعادتهم؟
الأمير حازم تحسين بك: من هم المفقودون؟
رووداو: مثلاً، الإيزديون الذين بقوا في الخارج ولم يسجلوا، انتشروا في الأرض. هل عدد الإيزديين في أوروبا معروف؟
الأمير حازم تحسين بك: حسب معلوماتي، ولأني أجوب كل الأقطار. يوجد الآن 800 ألف إيزدي في العراق. كما قلت تحت سيطرة حكومة كوردستان، 20% منهم في سنجار و80% في دهوك.
رووداو: هل عدد الإيزديين في أوروبا معروف؟
الأمير حازم تحسين بك: عدد الإيزديين في أوروبا هو 300 ألف.
رووداو: حسناً، المفقودون، الذين لا يعرف مصيرهم بعد، بعد الإبادة العرقية، ماذا يجب فعله لأجلهم؟ لتحديد مصيرهم وإعادتهم؟
الأمير حازم تحسين بك: منذ اليوم الأول، شكل السيد نيجيرفان مكتباً، بعد أن وقع الإيزديون في قبضة داعش، وحسب معلوماتي، وقع 6417 شخصاً في قبضة داعش. أعاد مكتب السيد نيجيرفان الكثيرين، واليوم بقي منهم 2600 شخص على ما أعتقد. نحن نتطلع إلى الحكومة العراقية وكوردستان والمجتمع الدولي ليعيدوا لنا هؤلاء. لكن ها قد مرت عشر سنوات. إنه أمر صعب حقاً.
رووداو: كيف هي أوضاع الذين قلتم سيادتكم إن نيجيرفان بارزاني أعادهم؟
الأمير حازم تحسين بك: بخير، ولكنهم بحاجة إلى أمور.
رووداو: بعضهم في روجآفاي كوردستان ويجري تحريرهم وإعادتهم. هل أنت مطلع على أحوالهم وكيف هي؟
الأمير حازم تحسين بك: أجل. لدينا كل المعلومات عن هذا. من يتواجد أين؟ ومتى تم تحريره وكيف. كانت هناك مواقف كثيرة إنسانية وأخلاقية تجاه الإيزديين بعد أن وقعوا في قبضة داعش. لم يقصروا. كل من استطاع على شيء. كما رأيت، المسألة الإنسانية هي فوق كل شيء.
رووداو: بعض عرب منطقة سنجار وأطرافها معروفون، وقد انخرطوا في صفوف داعش ثم عادوا. مثلاً، يقال إن سائق واحدة من الجرافات التي دفنت الإيزديين أحياء وأمواتاً معروف. هل طلبتم محاكمة المتورطين مع داعش؟
الأمير حازم تحسين بك: سأصدقك القول. في اليوم الذي جاء داعش وأسروا الإيزديين، مثلاً لو كان عدد الدواعش مائة، فإن الدواعش الأجانب كانوا يشكلون 10 إلى عشرين في المئة منهم، و80% كانوا من أهالي المنطقة الذين تعاونوا معهم. لكن لا يمكن القول إن الجميع تواطأ مع داعش. كثير من أبناء العشائر لم يشاركوا معهم. ما نطلبه باستمرار من الحكومة العراقية وكوردستان والمجتمع الدولي هو محاسبة ومحاكمة المتواطئين مع داعش الذين ظلموا الإيزديين.
رووداو: حسناً، كم هي نسبة تنفيذ قانون تعويض المتضررين وهل الإجراءات تروق لكم؟
الأمير حازم تحسين بك: في الواقع، ظلم داعش الإيزديين ظلماً معنوياً كبيراً، وفي نفس الوقت من الناحية المادية. الآن يمنح مبلغ أربعة ملايين دينار لكل عائلة تعود، لكنه مبلغ ضئيل. كنا نريد أن يكون ما بين 10 إلى 15 مليوناً. ليتمكن الناس على الأقل من ترميم بيوتهم. من طلائها وإصلاح تأسيساتها الكهربائية، لتتمكن من العودة.
رووداو: توجد اتفاقية بين أربيل وبغداد لتطبيع أوضاع سنجار، هل يجب تنفيذها أم أن أوضاع سنجار بحاجة إلى اتفاقية جديدة؟
الأمير حازم تحسين بك: طلبت من حكومة بغداد ومن حكومة كوردستان، وقلت أنتم حكومتنا، ونحن نريد أن نجتمع معكم. لكن اللوم الأكبر يقع على الحكومة العراقية، لأنها الأخ الأكبر. لتدع حكومة كوردستان للجلوس وتقل لنفعل كذا وكذا. ليكون هناك تفاهم بشأن أهالي سنجار. في الحقيقة، نفد صبر أهالينا ولم يعودوا يطيقون الصبر. لقد مرت عشر سنوات وأهلنا تحت الخيم. نطالب الحكومة العراقية وكوردستان بحل مسألة الإيزديين في أقرب وقت.
رووداو: كيف تجدون موقف رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني من مسألة الإبادة العرقية للإيزديين؟
الأمير حازم تحسين بك: بصراحة ليس هذا باليوم الأول الذي نرى فيه مشاعر السيد نيجيرفان، فمنذ سقوط صدام لمسنا مشاعر السيد نيجيرفان تجاهنا، وقد ساعدنا. فخامة الرئيس مسعود بارزاني ساعدنا أيضاً. لولا السيد نيجيرفان لما كان ممكناً استعادة أغلب الذين وقعوا في قبضة داعش. نحن نشكر موقف فخامته.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية