العراق يشكل قوة من مكافحة الإرهاب لملاحقة الميلشيات.. فهل تنجح؟
تُثار تساؤلات في الشارع العراقي حول قدرة القوة المشكلة من جهاز مكافحة الإرهاب على مواجهة الفصائل المسلحة ومطلقي الطائرات المسيرة، ومدى قدرتها على أداء مهامها وإنهاء أنشطة هذه المجموعات، خصوصًا أن الحكومة العراقية تتجه نحو منع الفصائل من التصعيد ضد قواعد التحالف الدولي والانخراط في الحرب الإقليمية الدائرة.
وقد قررت السلطات العراقية تشكيل قوة خاصة تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب، مهمتها رصد وملاحقة المجاميع المسلحة التي تستهدف مصالح التحالف في البلاد.
ووفقًا لوثيقة «سرية»، أصدر قائد جهاز مكافحة الإرهاب توجيهات بإعداد قوة مجهزة تضم مقاتلين وعجلات وأسلحة وعتادًا، على أن تكون في حالة استعداد دائم لأي طارئ. وأشارت الوثيقة إلى ضرورة توفير الأرزاق والمياه بكميات تكفي لمدة شهر، لضمان جاهزية هذه القوة للعمل في المناطق النائية دون عوائق لوجستية.
وتُبرز الوثيقة أهمية الجهد الاستخباري لرصد ومنع أي محاولات لإطلاق صواريخ أو طائرات مسيرة تستهدف مستشاري التحالف الدولي. تأتي هذه التعليمات في إطار مواجهة الفصائل المسلحة الموالية لإيران، التي تعتمد بشكل متزايد على الطائرات المسيرة في عملياتها، خصوصًا انطلاقًا من المناطق الصحراوية في الأنبار التي تبعد مئات الكيلومترات عن المناطق الحضرية.
وجاءت هذه الإجراءات بعد الكشف عن وثيقة قدمتها إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي، حملت فيها الحكومة العراقية لأول مرة رسميًا مسؤولية استخدام أراضيها لشن هجمات ضد إسرائيل.
وكشفت مصادر أن السلطات العراقية قد تصدر أوامر بمواجهة الفصائل المسلحة والميليشيات التي تستهدف المصالح الأمريكية والإسرائيلية. وفي هذا السياق، دخلت القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي في حالة «إنذار قصوى».
خطوة نوعية
من جانبه، اعتبر الخبير في الشأن الأمني، رياض الجبوري، أن «هذه الخطوة تمثل تحولًا نوعيًا في استراتيجيات التعامل مع التهديدات الأمنية، من خلال التركيز على العمليات الاستباقية».
وأضاف الجبوري لـ (باسنيوز)، أن «وجود هذه القوة سيحد من قدرة الفصائل المسلحة على تنفيذ هجماتها، خاصة تلك التي تعتمد على الطائرات المسيرة، كما سيعزز من حماية المصالح الدولية داخل العراق». لكنه شدد على أن «قدرة الحكومة على تنفيذ هذه الاستراتيجية تعتمد بشكل كبير على توافر الموارد الفنية والاستخبارية اللازمة، فضلًا عن الإرادة السياسية لمواجهة الجماعات المسلحة بحزم».
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تمكنت حكومة السوداني من إقناع عدد كبير من الفصائل المسلحة بإيقاف هجماتها ضد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، إضافة إلى وقف استهداف الأهداف الإسرائيلية في الجولان ومناطق أخرى.
لكن، وفقًا للمصادر، فإن فصيلين، هما: كتائب حزب الله بقيادة أبو حسين الحميداوي، وحركة النجباء بزعامة أكرم الكعبي، رفضا وقف هجماتهما، وعمدا إلى تصعيد عملياتهما بمعدل يتراوح بين ثلاث وخمس هجمات يوميًا باستخدام الطائرات المسيرة.
تحرك إسرائيلي
بدوره، صرح النائب المستقل جواد اليساري بأن «إسرائيل عازمة على مهاجمة أهداف عسكرية داخل العراق، بما فيها مقرات للفصائل المسلحة». وأوضح أن «رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وضع الائتلاف الحاكم، ومن بينهم الإطار التنسيقي الشيعي، في صورة الرسالة الأمريكية الأخيرة التي نقلتها إسرائيل، حول نيتها شن هجمات عسكرية داخل العراق لوقف أنشطة الفصائل».
وأضاف اليساري في تصريح صحفي أن «السوداني وعد خلال آخر اجتماع للإطار التنسيقي، الذي عقد يوم الإثنين الماضي، باتخاذ إجراءات احترازية وتأمين الحدود، بعد ورود رسائل واضحة حول احتمال تعرض البلاد لهجمات».
وخلال الساعات الماضية، تواترت أنباء عن مغادرة قادة بعض الفصائل العراقية إلى طهران تحسبًا من هجمات إسرائيلية مرتقبة. كما صعّدت الفصائل العراقية من مواقفها تجاه المفاوضات الجارية في لبنان، متجاهلة التحذيرات الموجهة إلى الحكومة العراقية بشأن تداعيات استمرار استهداف إسرائيل باستخدام الطائرات المسيرة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية