الكردستاني: كركوك مدينة عراقية، لكن بهوية كردستانية
وكالات: أبدى التحالف الكردستاني خشيته من أن يكون ما تحدث به رئیس الوزراء العراقي نوری المالكي في كركوك هو شكل من أشكال الدعاية الانتخابية عبر نوع من عسكرة المجتمع.
وقال عضو البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني شوان محمد طه في تصريح لصحیفه ـ«الشرق الأوسط»، إن «المشكلة الرئيسة التي نعانيها في العراق اليوم هي أن هناك ضبابية وارتباكا في كل شيء وهو ما يزيد من أزمة الثقة بين الشركاء السياسيين». وأضاف طه، أن «الأمر يصبح مثيرا للانتباه والإشكال معا عندما تتشبث القوت الأمنية بالعشائر من خلال مجالس الإسناد أو الصحوات أو ما جرى الإعلان عنه من قبل دولة القانون، حيث في نيتهم تشكيل لجان شعبية لحماية المناطق»، معتبرا أن «هذا الأمر ورغم كل تبعاته الخطيرة على أمن البلاد الذي يدار بهذا الأسلوب فإنه يعد دعاية انتخابية مبكرة». وأشار إلى أنه «إذا كان رئيس الوزراء ينطلق من مصالحة اجتماعية فهذا أمر جيد، فنحن بحاجة إلى ذلك، ولكن من الواضح لكل مراقب أن تزامن هذه المسائل وغيرها مع الانتخابات فإنه يدخل في باب الدعاية الانتخابية التي لا تجدي نفعا ولا تصب في مصلحة البلاد في ظل استمرار التردي الأمني والخلافات السياسية».
وبشأن تصريحات المالكي بشأن عراقية كركوك قال طه، إن «إقليم كردستان كله جزء من العراق، وكركوك هي أيضا جزء من العراق، ولا أحد يقول بخلاف ذلك، فنحن عراقيون وقدمنا تضحيات كثيرة من أجل الديمقراطية في العراق، وكان وما زال لنا إسهاماتنا البارزة في بناء الدولة العراقية، لكن المنطق والحق يجعلنا نقول إن كركوك مدينة عراقية، لكن بهوية كردستانية، وهذا الأمر غير قابل للنقاش».
وبشأن قوات دجلة التي نفذت عملية أمنية في المحافظة ورؤية الكرد لدورها بعد الخلافات العميقة التي نشبت العام الماضي وكادت تؤدي إلى مواجهة مسلحة بين الجيش الاتحادي وقوات الپبيشمرگه قال طه، إن «موقفنا واضح من هذا الأمر وذلك من خلال لجان التنسيق التي جرى تشكيلها بين وزارة الدفاع في بغداد ووزارة لپبيشمرگه والتي تتمثل في إدارة الملف الأمني في المناطق المتنازع عليها بشكل مشترك». وأوضح طه أن «هناك من يقول إن الخلافات السياسية بين الشركاء تنعكس على المنظومة الأمنية وأدائها في حين أن الصحيح هو أن تسييس المنظومة الأمنية هو الذي انعكس على المشكلات بين القوى السياسية وليس العكس».
وكان المالكي قال في مكالمة هاتفية مفتوحة خلال مؤتمر لشيوخ العشائر في محافظة كركوك، عقدته قيادة الفرقة الـ12 في الجيش العراقي في منطقة كيوان، شمال غربي كركوك، بشأن دعم العشائر للقوات الأمنية، إن «ما يحدث اليوم ليس عراقيا، بل هو امتداد لما يحصل في سوريا ومصر وليبيا».
ودعا المالكي إلى «بحث الخطر الأمني وترك القضايا الخلافية»، مؤكدا أن «المستفيدين من الفتنة هم العصابات الإجرامية والإرهاب». واعتبر المالكي أن «المطلب الأساسي هو أمن العراق ووحدته وتجنب الفتنة الطائفية، فكركوك عراقية شأنها شأن البصرة والسليمانية»، مشددا على أن «مشكلتنا هي مع الطائفيين والميليشيات».
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية