آن الأوان لصحوة الضمير الايزيدي
الحلقة الثالثة
وللايزيديين حق على المنظمات في الشعور بهم لتفعيلهم في المجتمع اكثر
الشيخ: زيدو باعدري
آراء شهرية على شكل حلقات تتناول مواضيع مختلفة في الشأن الايزيدي المهمّش تستوجب صحوة الضمير, ويشرفني ان اقوم به كواجب يقع على عاتقي شعورا بالمسؤولية امام التاريخ.
ان المجتمع المدني كمفهوم عام هو ثورة من ثروة فكرية ومعرفية وسياسية باسلوب مدني وحضاري وبطاقة طوعية وخلاقة وابداع متجدد وثمرة للجميع على طريق آمن يقود قافلة المجتمع نحو الاستقرار والامن لخلق الرفاهية والازدهار والمتانة والسلم الاجتماعي وقبول الاخر وتعايش بعضهم مع البعض.
ان منظمات المجتمع المدني هو في البدء خلايا صغيرة من البشر لهم افكار متشابهة و متقاربة تصب في قالب واحد لعلاج مرض اومعضلة اومشكلة ما وغالبا ماتكون طوعية من صلب ارادتهم وقد يتعدى ميدان العمل لهذه المنظمات عدة مجالات منها: الاجتماعية والاقتصادية والصحية واخرى حتى انها في الاونة الاخيرة دخلت في المجال السياسي تحت مسميات اخرى مثل (الدفاع عن حقوق الانسان) الفردي مثل (الطفل والمراة والشاب و المعوق والشيخ)والجماعي مثل (الاقليات الدينية والقومية والطبقية والمهنية) والمهم من هذا كله هو ان يكون العمل طوعي اي الخيري المباشر ويعتبر فيها الربح ممنوع وحرام بل خط احمر في هذا المجال.
وقد ازداد في السنوات الاخيرة من القرن الماضي مجال عمل هذه المنظمات بالرغم ان تاريخها اقدم من ذلك وذلك بسبب ازدياد الحاجة اليها من باب (الحاجة ام الاختراع).
وفي هذا الصدد لسنا بحاجة الى تسليط الضوء المباشر على تاريخها وواجباتها وتنظيمها, ومن مفهومها العام يتضح لنا بان للايزيديين الذين لايتجاوز عددهم المليون نسمة في كافة ارجاء المعمورة ومشتتون جبرا وقسرا وكرها بين جمهوريات السوفييت الشيوعية السابقة وتركيا الوريث العثماني وسوريا ذات الحكومات الديكتاتورية وبخاصة بحق الكورد وايران الجائرة حيث يمارس الايزيدي طقوسه الدينية بسرية تامة خاصة بعد مجيء الخميني وكذلك الايزيديون المشتتون في شتى دول اوربا وامريكا وفي العراق الحديث الذي يكون فيها الايزيدى محكوما قبل ميلاده واحيانا بعد موته ايضا لان الايزبديين لايملكون شيئا واحدا سوى لالش المقدس ولهم ايديولوجية اخرى فريدة في الاقتراب من الله ونحن نعتبر بان ايزيدي كوردستان العراق مصدرا ومرجعية لهم في النوائب والشدائد وعلما ان الايزيدياتى لا تقبل التبشير مطلقا لهذا فهي منذ الازل لم تشكل خطرا على احد بتاتا.
وهنا يطرح سؤال نفسه بالحاح وقوة: اليس للايزيديين حق على منظمات المجتمع المدني للقيام بواجبهم والتخفيف من آلامهم وانقاذهم من الضياع والانصهار المحتمل ؟! فاذا كانت تلك المنظمات تدافع عن النباتات والحيوانات والطبيعة وحتى المثليين الذين يريدون تغيير نمط الحياة البشرية.
وهنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر: منظمة الامم المتحدة لشؤون الاقليات الصغيرة ومنظمة شؤون الهجرة ومنظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الانسان العالمية والصليب الاحمر والكاريتاس وديا كونى و آفو والهلال الاحمر للدول الاسلامية ومنظمة الشعوب المهددة بالانقراض ومنظمة مكافحة الانتحار ومنظمه محامين بلا حدود و……………الخ
والجواب الحتمي هو اننا بحاجة الى لوبي قوي وفعال في شتى المجالات للفت انظار الاحزاب والحكومات والمنظمات الانفة الذكر الى الايزيديين ومستقبلهم المجهول , واقصد باللوبي في المجال الاقتصادي و السياسي والعلمي ويجب علينا الاستفاده من تجربة الشعوب الاخرى مثل اليهود حيث أجبروا البرلمان الالماني للاعتذار منهم , والارمن حيث والى يومنا هذا جعلوا من تركيا ورقة محروقة واثبتوا نجاحهم في تدويل قضيتهم وايصالها الى الجهات العليا والبارزة التي هي مصدر القرارات في العالم وهذا كله وقضايا أخرى تحققت بفضل الجهود الجبارة لتلك المنظمات لان اللوبي الارمني يعتبر الثاني قوة بعد اللوبي اليهودي في امريكا.
والسؤال الذي يطرح نفسه مرة اخرى : ياترى هل إن الكادر الايزيدي قد هيئ نفسه وارتقى الى هذه الدرجة بحيث يستطيع التعامل مع هذه المنظمات بشكل اكاديمي وبروتوكولي بعد ان كان الامر شفويا فقط والى يومنا هذا؟ وبالرغم من امتلاكنا لعدد لابأس به من هؤلاء المتقاعدين من الوزراء والبرلمانيين والموظفين من الدرجة العليا الا اننا ومع الاسف الشديد نستطبع ان نقول بان غالبيتهم والى يومنا هذا بعيدون كل البعد عن العمل في هذا الميدان بل واقول وأسفاه ان الكثير منهم قد عادوا الى بساطتهم في الروتين وبعيدون كل البعد عن مجريات الاحداث.ِ
ان القاء نظرة سريعة على الماضي الاليم والواقع المرير للايزيديين يتضح لنا مباشرة بان احداث كثيرة قد حصلت لهم وماتزال مما يستوجب تدخل تلك المنظمات: منها الهجرة المستمرة والترحيل القسري والانفجارات وكثرة عدد الارامل والايتام وتفشي ظاهرة العنوسة والجفاف والفقر وقلة الخدمات والازدحام في المدارس والصعوبات للقبول بالمعاهد والجامعات ومشكلة الطبقات الدينية والاجتماعية والمشاركة الضعيفة في العملية السياسية في العراق وكوردستان ومشكلة الزواج وتكاليفها الباهظة والاهم من هذا كله هو حرمان الانسان الايزيدي من عدة مناصب وتهميشهم قصدا تحت ذريعة انهم لايملكون كتابا سماويا وان طعامهم حرام وقبولهم في السلك القضائي والدبلوماسي شبه معدوم…..
ألا يستحق لهذا كله بان تتدخل تلك المنظمات للتخفيف من آلامهم وجمع شتاتهم واعادة النظر في توزيعهم الجغرافي في الوحدات الادارية ومكافحة ظاهرة التحول الطبغرافي؟ حيث ان صفحات التاريخ المعاصر شاهد حي على ذلك والكف عن الشعار المعمول به حول الدم الايزيدي الرخيص وغض الطرف عن معاقبه المجرمين وملاحقتهم وعدم التستر عليهم كما حدث في الموصل في وضح النهار وفي تل عزير وفي قلب العاصمة بغداد وتكاد لاتوجد مدينة عراقية الا واريق فيها الدم الايزيدي البريء فيها.
وهذا الشيء يجب ان لايدخل اليأس في قلوبنا بل على العكس من ذلك علينا ان نصمد امام تلك التحديات ونقاوم وبحزم تلك المخططات لان تلك الارادة القوية والمقاومة الصلبة موجودة لدى الايزيدي منذ فجر التاريخ والدليل على ذلك استمرار الوجود الايزيدي عبر التاريخ والى يومنا هذا….
وللتاريخ نذكر بان لمركز لالش دور ريادي في التصدي لكل الصعوبات والتحديات التي تواجه الايزيديين والجدير بالذكر بان هذا الدور المهم والفعال لمركز لالش لم يأتي من فراغ بل هو نتيجة جهود جبارة لااقول بدات من الصفر بل من تحت الصفر بدرجات وكانت في البداية طوعية بل ان تمويل مركز لالش كان من قوت اطفال اعضائها , ان العمل مع أو في المجتمعات البدائية ليست بالامر الهين والطريق اليها مليئ بالصعاب والعراقيل تكاد تقترب من المستحيل هذه المظالم واخرى لم تعد ولم تحصى وهي ليست من مسؤوليات مركز لالش وحدها بل على جميع اصحاب الضمائر الحيه والاقلام النظيفه والمراكز والجمعيات التي تنادي بالانسانيه.
اضافة الى هذا كله يجب على كوادر هذه المنظمات ان يمتلكوا الصفات التالية:
1. الشفافية
2. النظرة الانسانية
3. عدم التمييز
4. الاستقلالية
5. الحياد
6. العدالة
7. الالمام التام بالقضية
8. التاثير المباشر والقوي على صناع القرار
وعندما نجد تلك الشروط اعلاه متوفرة لدى العاملين حينئذ سيتحركون ويقولون للمسؤولين في الدولة العراقية: كفى من سياسة الاهمال والتهميش المتقصد بحجة اننا لانملك كتابا سماويا مرة ومرة اخرى يقولون لا تجعلوا من اليهود والنصارى اولياء عليكم علما انهم اصحاب كتب سماوية اذ كان الحال هكذا مع اليهود والنصارى فكيف سيكون موقفهم تجاهنا ونحن في نظرهم كفار؟ علماً بأن هذه السياسة كانت متبعة تجاهنا منذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة 1925 وانضمام ولاية الموصل اليها رسمياً.
ان اصحاب تلك الاصوات المسعورة قد طبقوا ذلك عمليا في انتخابات مجلس محافظة نينوى في اكثر من دورة واقول: واسفاه عندما كنا نرى ان بعضا من مسؤولي الكورد كانوا ينسجون على منوال اؤلئك الاشخاص بعد ان وقعوا في شباكهم لانهم لم يستفيدوا شيئا من المدرسة البارزانية خاصة عندما غضوا الطرف عن حرق صناديق اصوات الايزيدية ظلما وعدوانا ولذلك اجزم القول بانهم جهلة بتاريخ وجغرافية واستراتيجية مدينة الموصل لان كوردستانيتها لاتقل عن كوردستانية كركوك والاسوء من ذلك كله هو اننا لانجد لاسم الايزيدية قد سجل لدى تلك المنظمات الانفة الذكر..
وخير ختام اختتم به حلقتي الصحوية هو ان تستيقظ تلك المنظمات من سباتها العميق تجاه الايزيديين ولاننسى ان نذكر الدبلوماسيين الايزيديين العاملين منهم والمتقاعدين المتقاعسين بان يصحوا من غفوتهم فقد بلغ السيل الزبى .
zedobaedri@hotmail.de
المانيا /بوتروب
5/9/2013
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية