بقلم
الناشط والمعارض السوري
رامان كنجو :
كلّف الزرقاوي في سورية أبو القعقاع لبدء تأسيس خلايا تحت مسمّى “جند الشام”، وظهر التنظيم للعلن بعد مقتل الحريري، حيث بدأ باستهداف سورية كأعلان أولي لبدء المشروع ولفت إنتباه العالم عن انتقال الأرهاب الى سوريا بعد غزو العراق ولكن بعد الحرب الأخيرة على لبنان عام 2006 ولا سيما ظهور مجموعات أخرى كالمجموعة شاكر العبسي من أخطر الإرهابيين وقائد فتح الإسلام في مخيم نهر البارد في لبنان .
وعلى لسان أحد الأطباء السوريين كان أدى خدمة العلم برتبة ضابط مجند في المخابرات العسكرية خلال العام 2008 أنه رأى العبسي بأم عينه يشرب القهوة في مكتب رئيس الفرع آنذاك اللواء أمين شرابة ، وجلس معه لحوالي نصف ساعة
وأوضح الطبيب ـ المصدر بالقول ، نقلا عن لسان اللواء شرابة ، إن العبسي اعتقل ، بعد فراره من مخيم “نهر البارد” في طرابلس ، في مزرعة في أول الغوطة الشرقية من جهة طريق مطار دمشق. وتقع المزرعة بالضبط في المنطقة الواقعة ما بين قرية زبدين في الغوطة الشرقية وقرية المليحة و أطراف جرمانا وكفربطنا. وهي كلها من الجهة الشرقية للأوتوستراد المتجه من دمشق إلى مطار دمشق الدولي. وكان هناك مع حوالي ثلاثين من أنصاره ، بعضهم كان موجودا في سوريا أصلا ، وبعضهم الآخر فر معه من مخيم نهر البارد على أثر اقتحام المخيم في أيلول / سبتمبر2007 من قبل الجيش اللبناني. وقد جرت عملية الاعتقال بعد معركة بالأسلحة النارية شارك فيها حوالي عشرين شخصا من عناصر “فرع فلسطين” سقط منهم ثلاثة شهداء خلال المعركة ، بينما سقط 23 من جماعة العبسي ، واعتقل سبعة كانوا لا يزالون في الفرع نفسه
وأضاف الطبيب ـ المصدر القول ” لقد أكد لي اللواء شرابة أنه هو شخصيا من درب العبسي أمنيا وعسكريا قبل مغادرته إلى لبنان ، لكنه أصدر أمرا باعتقاله بعد اندلاع أحداث نهر البارد ، لأنه خرج عن طاعته وقام بأعمال ( في المخيم) لم يكن متفقا عليها ولم يستشره فيها .
يشار أخيرا إلى أن المدعو عبد الباقي محمود حسين ، المسمى مسؤولا أمنيا في تنظيم “فتح الإسلام” في سوريا، وهو سوري من مواليد معرة النعمان 1978، أكد في ” شريط اعترافات عناصر فتح ـ الإسلام ” الذي بثه التلفزيون السوري في 6 تشرين الثاني / نوفمير 2008 أنه التقى شاكر العبسي مرتين في “مخيم البداوي” شمال لبنان بعد انتهاء معركة نهر البارد ، ودخل معه ومع مرافقيه إلى سوريا عن طريق المهربين قبل أن يختبئوا في منطقة “المليحة” بالغوطة الشرقية. وكان من اللافت أن السلطات السورية لم تقم بعمليات مونتاج لحديثه هذا رغم أنه أكد فيه بشكل واضح أن العبسي دخل معه إلى سوريا!؟
حيث كشف للسوريين الكثير عن هذا التنظيم وقُتل متزعمه أبو القعقاع ، وهنا تأكد المشرفون على التنظيم من انتهاء التنظيم ، فتمّ تكليف أبو محمد الجولاني بإعادة لملمة ما تبقى من “جند الشام”، وكل شخص لم تكشفه المخابرات السورية تحت مسمّى “جبهة النصرة لأهل الشام”، وعندما نبحث لنسأل عن الجولاني يأتينا الرد بأن اسمه يوحي بأنه من نازحي الجولان ، وحسب النظرية المزعومة التي تم تخيلها فيقول أحدهم :
لو كان من نازحي الجولان لقال سنحرّر الجولان ونعيد النازحين …!
ولكن “جبهة النصرة” أعلنت أنها لن تحرّر الجولان لأن سكانها حسب وصفها كفار في إشارة لطائفة “الموحدين” التي تشكّل أغلبية من بقي من أهالي الجولان، وحين نسألهم عن هوية أبو محمد الجولاني يقولون لا أحد يعلم اسمه الحقيقي .
وربما يكون صحيحاً أن ابو محمد الجولاني نفسه علي مملوك كما جاء
على لسان فراس طلاس .
وفي سياق آخر حول ملف داعش
دولة الإسلامية في العراق والشام .
قيامهم بخطف وذبح النشطاء السياسيين والإعلاميين هذا عدا عن قيامهم ببعض عمليات الخطف وتصفية البعض من قادة الجبش الحر . وخاصة
في الوقت الذي اعلن فيه متحدث باسم الجيش السوري الحر عن وصول اسلحة امريكية فتاكة الى جيشه تشرف على تسليمها وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي اي آيه) وعملاؤها في الاردن، تصاعدت حدة التوتر بين الجيش الحر نفسه والدولة الاسلامية في العراق والشام الوثيقة الصلة بتنظيم القاعدة، وانعكس هذا التوتر على شكل صدامات بين الجانبين في منطقة حلب وريفها.
كل هذا المؤشرات تشير على تورط دولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة مع النظام السوري
ربما استطيع القول بأنهم جنود النظام ولكنهم على شاكلة أخرى ريثما يستطيع النظام ضبط المواقع الأخرى .
وفيما بعد يتم خلع جلابياتهم القصيرة وحلق دقونهم ويصبحوا عناصر الامن السوري كما هم سابقاً .
واذا بحثنا عن أرشيف القاعدة وبنود تعيين قيادات التنظيمات نجد أن أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة أصر على ان تكون قيادات التنظيمات المجاهدة أردنيين . وعدم تسليم القيادات أو المناصب للسوريين
لكي لا يهرب أي شخص من التنظيم، فهروب السوري إلى سورية يعني وصول كنز من المعلومات للاستخبارات السورية، مع ذلك تغلبت المخابرات السورية على القاعدة وسّلمت قيادة الجبهة الى شخصية مازالت مجهولة الى يومنا هذا ، ومع اننا نجزم بأن كل قيادات تنظيم “جبهة النصرة” كانوا أردنيون، وما
الخرق الذي قام به ضباط الإستخبارات السورية إلا للعمل بمفردها دون التنسيق مع أي طرف أقليمي آخــر ….
ومعسكرات الأرهابيين في اللاذقية وغيرها من المناطق السرية السورية خير دليل على إهتمام النظام السوري بخلق تنظيمات إرهابية وإستعمالها في الوقت الذي يتقرب منه خطر الدولي وخاصة الأمركي .
واستطيع القول بأنه نجح تماماً في استعمال هذه الورقة لإبعاد الخطر الامريكي عنه …
الناشط والمعارض السوري
رامان كنجو
تركيا \\ أسطنبول
18\9\2013
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية