نوفمبر 20, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

جواد كاظم ملكشاهي: طيف سامي.. المنصب لا يدوم

طيف سامي.. المنصب لا يدوم

جواد كاظم ملكشاهي

تعرض الشعب الكوردي خلال القرن الماضي وإلى اليوم إلى جرائم وحشية من الاعتقالات والإعدامات واستخدام الأسلحة الكيماوية والجرثومية المحرمة الدولية والحصار الاقتصادي، فضلا على استخدام سياسية الأرض المحروقة التي دمرت البنى التحتية في الريف والمدن، لا لذنب سوى أن هذا الشعب يريد العيش على أرض آبائه وأجداده ضمن نطاق كيان مستقل إلى جانب شعوب المنطقة.

أنظمة الدول التي تتقاسم أرض كوردستان والتي تختلف فيما بينها على كل صغيرة وكبيرة، هم متفقون من دون شروط على وأد التطلع الكوردي في نيل حقوقه المشروعة، ولم يتوانوا عن ارتكاب أبشع الجرائم لتحقيق هدفهم المشترك.

عندما نتصفح وريقات تاريخ العراق المعاصر نستذكر أسماء قيادات سياسية وعسكرية وأمنية أجرمت بحق الشعب الكوردي، قتلوا النساء والأطفال، دفنوا آلاف المدنيين العزل أحياء في مقابر جماعية، وأعدموا الشبان ودمروا مقومات الحياة الإنسانية في هذه البقعة الجغرافية من الشرق الأوسط.

جميع الأنظمة التي توالت على حكم العراق، رغم جرائمهم البربرية الوحشية وقساوتهم في مواجهة الشعب الكوردي، نأت بنفسها عن استخدام جريمة التجويع واللجوء إلى قطع رواتب الموظفين، وحرمان الأطفال من الحليب والمرضى من الدواء، التي تترك آثاراً مدمرة على الأسرة الكوردية والمجتمع الكوردستاني برمته.

اليوم التأريخ يعيد نفسه ويكشف عن وجود عين العقلية العنصرية الشوفينية الطائفية السابقة التي تحاول وبشتى الوسائل إبادة الشعب الكوردي ومسخ هويته القومية، إرضاءً لنزواتها غير الإنسانية البعيدة عن جميع القيم والمبادئ التي يتحلى بها الإنسان السوي.

(طيف سامي) الوزيرة الفاقدة لأي سابقة نضالية وجهادية والتي جاء بها نظام المحاصصة المقيت، لتتربع على أعلى الهرم في وزارة المالية الغارقة بالفساد وتبديد ثروت البلاد، ما تزال تستخدم سياسة التجويع وقطع رواتب موظفي إقليم كوردستان، رغم التزام حكومة إقليم كوردستان بجميع قرارات المحكمة الاتحادية وما تم فرضه من شروط غير قانونية ودستورية على الإقليم، ضاربة بذلك جميع القوانين والأعراف والمبادئ الإنسانية عرض الحائط، إرضاءً لمن وهبها المنصب وإشباعا لعقدها النفسية وميولها الطائفية والقومية العنصرية.

إن التعامل الجائر وغير الإنساني لوزيرة المالية طيف سامي مع مستحقات شعب كوردستان وتجويع الملايين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة من المجتمع الكوردستاني، يدل وبدون أدنى شك على أنها تحمل في دواخلها أحقاداً طائفية وعنصرية قومية دفينة إزاء الشعب الكوردي، وإلا فما معنى استمرار تنصلها عن مهماتها كوزيرة وتأخير صرف رواتب موظفي إقليم كوردستان لشهرين متتاليين بحجج وذرائع واهية، رغم التزام حكومة الإقليم بجميع تعهداتها القانونية والدستورية وما فرضتها عليها قرارات المحكمة الاتحادية.

لتعلم طيف سامي أن المنصب والكرسي لن يدوما، وأنها مسؤولة أمام الله وستحاسب على دمعة كل طفل كوردي يئن من الجوع والألم، وعن آهات الأمهات اللاتي يعجزن عن توفير الحليب لأطفالهن الرضع والمرضى وكبار السن العاجزين عن تأمين دوائهم واليتامى من عوائل الشهداء الذين ينتظرون راتبهم الشهري البسيط لتأمين حاجياتهم اليومية، كما أنها مسؤولة عن كل ما يعانيه ذوو الاحتياجات الخاصة والأسرة الكوردستانية بشكل عام من مشاكل اجتماعية ومعيشية. (الله يمهل ولا يهمل) والأيام بيننا، وسنرى أن مصيرها لن يكون أفضل من أزلام البعث، الذين رغم ارتكابهم لأبشع الجرائم ضد الإنسانية وعاثوا في الأرض فساداً إلا انهم لم يسمحوا لأنفسهم قطع قوت المواطنين وتجويعهم بوصفها أخس الجرائم وأرذلها.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi