«العالم يتكلم كوردي» و3 رسائل مهمة للرئيس بارزاني
د. نهلة الأفندي
وجّه الرئيس مسعود بارزاني، في كلمة له خلال مراسم افتتاح معرض الكتاب الدولي السابع عشر في مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، رسالة تضمنت مواقف تاريخية مهمة في وقت بالغ الحساسية داخلياً وإقليمياً وعالمياً، وتناولت بشكل مختصر الأوضاع الداخلية الكوردستانية والعراقية والإقليمية وتطوراتها، ومن الضروري هنا إعادة التأكيد عليها وإبرازها.
دعوة إلى وحدة الصف
فعلى الصعيد الداخلي والبيت الكوردستاني، دعا الرئيس بارزاني كل من الحزبين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني إلى الإسراع في تشكيل الكابينة الجديدة لحكومة إقليم كوردستان، وهو مطلب ملح ومهم، ويجب استئناف المحادثات بشأنه بأسرع وقت ممكن لأن تأخير تشكيل الحكومة ليس من مصلحة احد، كما انه تأكيد على ضرورة وحدة الصف الكوردستاني التي من دونه لن يكون بإمكان الكورد التقدم والنجاح، خصوصاً وان المنطقة تشهد تطورات ومستجدات متسارعة على مختلف الأصعدة، خصوصاً السياسية منها.
ولم تكن رسالة الرئيس بارزاني لجهة سياسية معينة في كوردستان، بل لجميع الأطراف الكوردستانية ( وإن كانت المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستانيين) بضرورة الحوار ووحدة الصف والموقف وتجنب الخلافات والشعارات غير الواقعية. مؤكداً على أن يشارك جميع الذين حصلوا على مقاعد في الانتخابات الأخيرة، كل وفق حجمه واستحقاقه الانتخابي، في تشكيل الحكومة الجديدة “فكوردستان ملك للجميع ونحن جميعاً إخوة، جميعنا ننتمي لبعضنا البعض، حتى إن كانت هنالك معارضة فهذا لا يعني أن يكسر بعضنا البعض”، قال وشدد الرئيس بارزاني.
دعوة للعودة للدستور والمبادئ الثلاثة
كما توجه الرئيس بارزاني في جزء من حديثه إلى العراق الجديد الذي وللأسف وبعد 24 عاماً من سقوط النظام، لا تزال عقلية الإنكار السياسي والإقصاء والتهميش ومحو الآخر سائدة فيه، وهو ما يشكل تهديداً لمستقبل العراق نفسه قبل الآخرين.
وقد أشار إلى ان الوضع العام الجديد في العراق بعد سقوط نظام البعث في عام 2003 تأسس على ثلاثة أسس أساسية وهي الشراكة، والتوازن والتوافق، لكن للأسف، لم يتم الالتزام بها. وبالإضافة إلى ذلك، في عام 2005، تمت كتابة دستور للعراق، ولعب الكورد دوراً رئيسياً فيه وصوت له 85% من الشعب العراقي . حيث شدد الزعيم الكوردي على انه لو تم الالتزام بهذا الدستور، ربما لم تكن لتحدث الكثير من المشاكل التي يواجهها الشعب العراقي بشكل عام وفي العلاقات بين أربيل وبغداد، حيث أكد على أن الحل الأساسي الآن هو العودة إلى تلك الأسس الثلاثة والالتزام بالدستور.
تجنيب العراق صراعات المنطقة
وعلى صعيد المنطقة، أشار الرئيس بارزاني إلى أن هناك حرب كبيرة في الطريق، وقد وقعت حرب كبيرة، متمنياً أن تتوقف جميع الحروب في لبنان وفلسطين أو في أي منطقة أخرى من العالم، مؤكداً على انه ” من المهم جدا على الذين يتحملون المسؤولية في بغداد أن يحاولوا أن لا يتدخل العراق في هذه الصراعات والحروب”.
————
*نائب عن الديمقراطي الكوردستاني في البرلمان العراقي
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
