مؤتمر أربيل… رسالة خاطئة؟؟
قادة المكون السني كالعادة يلعبون بالنار ويحرقون اليابس والأخضر من أجل مصالح أنوية أو فئوية حزبية ضيقة، غير مكترثين بنتائج اللعبة ولا من تبعاتها السياسية والإجتماعية، وإن بالوناتهم التي تطلق بين حين والأخر أن كانت سياسية أو طائفية تملأ بالغاز المسموم المصدر من خارج الحدود، لذا فأن قيادة وتوجيه هذه البالونات تدار بعقول غير عراقية، والكل يعلم إن غاية وهدف هذه العقول المعلن أو ما بين السطور هو تمزيق العراق الى دويلات صغيرة ضعيفة مساحةً وقوة، أو تغيير العملية السياسية وإعادتها الى مربع ما قبل 2003، إضافة الى إنهاك العراق إقتصادياً وإشغال الحكومات في توفير لقمة العيش للمواطنين فقط أي دولة إستهلاكية وحكومة راعية لا حول لها ولا قوة بحيث لا تستطيع في أدارة الدولة بما يلائم ويواكب الدول النامية والتطور العالمي وبالتالي إيقاف عجلة التنمية البشرية والمادية لتضاف علة الى العلل.
إن مؤتمر أربيل الأخير رسالة خاطئة بل قاتلة وأن صح التعبير طلقة الرحمة على وحدة العراق، وستكون قوة إضافية لتعضيد وتقوية دولة المكونات الموجودة بفعل الفاعل الاستعماري لتبين جلياً حدود ونوع وخصائص كل مكون ضمن الخارطة العراقية، وهذه الرسالة ولّدتْ شعور وإحساس وربما الريبة والشكوك لدى الأغلبية على خفايا النوايا وإن قادم الايام ستكون حبلى بالمفاجئات والمشاكل والمواقف السياسية والطائفية وستشهد الساحة صراع سياسي كبير بحجة عدم تطبيق الورقة السياسية التي تم الإتفاق والتوافق عليها قبل تشكيل الحكومة الحالية وكما يقول المثل العراقي الشعبي (تيتي تيتي مثل مارحتي أجيتي)، وسنعود الى نفس القوانات والسنيوريهات السابقة من شد وجر في المواقف وأرتفاع مناسيب الأزمات على مختلف أشكلها ومستوياتها، لقد حظي المؤتمر بدعم وتأييد بعض القوى والجهات الداخلية والخارجية المعروفة لغاية في نفس يعقوب حيث تتوافق وتتماهى وتتسق مع هذا المشروع، إن صاحب المشروع قد فقد الكثير من أوراقه وناخبيه خلال الانتخابات الأخيرة وفي تشكيل الحكومة الجديدة ومن شعبيته ضمن مدن مايسمى بالمنتفضة لذا أراد من خلال هذا المؤتمر أن يعيد البريق لحزبه وإستمالة الجماهير وأن يكون رأس الحربة وبيضة القبان للمكون السني في المفاوضات مع القوى الدولية من حيث التسليح وإعداد الحرس الوطني وإقامة الأقليم، وهناك من شارك في المؤتمر من هو معارض للعملية السياسية جملة وتفصيلا وداعم للقوى التكفيرية ومن هو متهم بالإرهاب أو محكوم من قبل القضاء العراقي فضلاً عن بعض البرلمانيين الطائفيين بإصرار، وجميع هؤلاء يؤمنون ومتفقين في رؤيةٍ إن أندحار وخسارة داعش هو كَسْرٌ لشوكتهم التي بها يوخزون الآخرين وخنجرهم المغروز في خاصرة الوطن وسهمهم القاتل الذي به تتعادل الكفة مع الأغلبية في ميزان القوة أي بمعنى أقلية ذات قوة تساوي أغلبية عددية وهي تصور وفكرة أمريكية بحته منذ ايام الأولى في رسم خارطة القوى في العراق، بمعنى إن المؤتمر بمجمله مملوء بالسلبيات القاتلة والتي ستؤدي الى تعقيد الأمور وخلق الأزمات وتصعيد الخلافات والإختلافات وإضافة مسحة طائفية على المشهد العراقي لإعادة الارهاب والتفجيرات والإغتيالات، فكانت الرسالة خاطئة وعصى غليظة في عجلة ما يسمى بالاتفاق والتوافق السياسي بمرحلته الجديدة الذي لم ينشف حبره بعد، وأنها توحي للطرف الآخر ما تقدمون من تنازلات فإنها لا تكفي وأن ما نريد يجب أن ينفذ ويطبق وإلا فداعش ولادة لدواعش.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية