كفخة وسبعة مشاهد انتخابية
خضر دوملي
للمرة الثالثة والثالثة والرابعة يقدم الايزيدية نموذجا مهما للوفاء الى اصالتهم وانتمائهم، من خلال مشاركتهم الواسعة في انتخابات برلمان كوردستان التي جرت في الـ 21 من ايلول المنصرم، لمرة اخرى يثبتون انهم يتطورون وفق الاسس الحضارية بعيدا عن الانتماءات الضيقة، رغم ما اصابهم من حيف على اثر اعلان نتاج تلك الانتخابات ولن يتوقفوا عن هذا النهج رغم ما الحق بهم من خسارة نفسية.
المشهد الانتخابي الاول: لاتزال الانتخابات و ماجرى بخصوصها يأخذ الكثير من وقت الناس والمحللين، قليللين سيفكرون ان يكون لتحليل المشهد الايزيدي من غير الايزيدية نصيبا في كتاباتهم كما فكر قليلون ان يدلوا باصواتهم للمرشحين الايزيدين، وقليل من المسؤولين في الاحزاب السياسية سيقفون بجدية على ذلك المشهد ( تصويت الايزيدية للكثير من المرشحين غير الايزديين ) الذي يصعب عليهم ان يثبتوه في اماكن اخرى وعند مكونات اخرى، حتى التي ينتمون اليها.
المشهد الثاني : انتهت الانتخابات ، وتكررت الاسئلة لدى الشارع في مناطق الايزيدية، ألم يكن ممكنا ان يتم توجيه ولو بضع مئات من الناخبين من مشرفي الدوائر الانتخابية في الاحزاب الرئيسية وخاصة الحزب الديمقراطي الكوردستاني و الاتحاد الوطني الكوردستاني حتى ولو في التصويت الخاص لكي يقفوا مع بعض المرشحين ومنهم مرشحي الايزيدية لكي يصوتوا للسيدين علي ايزيدين وشيخ شامو؟. تساؤل بحجم المصير المشترك.
المشهد الثالث : لم تكن الانتخابات فقط مسألة تصويت وانتهى، بل كانت معركة كبيرة لتحليل واقع كوردستان، فالاحزاب السياسية كانت تعرف مستوى جماهيريتها واليات التعاطي معها كصراع ضمني بين منظريهم و الواقع الموجود، ولكونهم لم يستطيعوا ان يثبتوا العكس ، اي ان يديروا الواقع كما يريدون، ذهبوا الى وضع لبنات صراع عشائري لكسب مزيد من الاصوات ولاضفاء الشرعية على وجودهم، فحولوا الصراع والتنافس الكبير بين الاحزاب الى الصراع بين العشائر و المناطق، فجاءت النتائج في مشهد مفتوح سيصعب عليهم التعاطي مع نتائجه في المستقبل القريب لأنهم جلبوا الرؤية العشائرية والانتماء الضيق بقوة الى الساحة السياسية .
المشهد الرابع : الامتحان الكبير كان في تصويت الايزيدية في كما في كل مرة، و بعيدا عن لغة الارقام التي يعلم بها صديقي الدكتور ميرزا دنايى وقدم حولها رؤى كثيرة في مقاله الاول عن هذا الامر ، اثبت الايزيدية انهم قادة التنوع والتعددية، واثبتوا انهم ينظرون الى الامور والمرشحين وفق رؤى اخرى، وهذا الامر تجلى بوضوح في صناديق التصويت في مناطق الايزيدية التي وجدت فيها ما بين 11 الى 15 اسم لمرشيحن صوت لهم الايزيدية ولم يكونوا كما اقرانهم في مناطق اخرى حتى لم يعرفوا ان هناك مرشحين ايزديين.
المشهد الخامس : ترددت قبل ان اكتب هذا المقال لكن اقولها بصراحة ان مرشحي الايزيدية في انتخابات اقليم كوردستان السيدين ( شيخ شامو وعلي ايزيدين) فائزون ، فازوا بثقة ناخبيهم ، فازوا لانهم جمعوا هذا القدر الكبير من الاصوات بجهود بسيطة و بتصورات كانت ستكون افضل واكبر لو فعلوا ما فعله مرشحين اخرين، لكن هكذا هم الايزيدية يقدمون رؤى جديدة في كل انتخابات، اعتبارا من التصويت على الدستور العراقي والانتخابات التي جاءت بعدها، النيابية العراقية وانتخابات مجالس المحافظات يعرفون لمذا يشاركون اولا.
المشهد السادس : الايزيدية ضربوا كفختهم الانتخابية ( الكفخة هي الضربة السريعة على الوجه وفق اللهجة البغدادية) مرة اخرى واثبتوا انهم مع مستقبل كوردستان التعددي بكل اطيافه واللعبة لم تنتهي والامتحان الاكبر امام الحزبين الرئيسيين ( الحزب الديمقراطي و الاتحاد الوطني ) ليثبتوا رؤيتهم في التعامل مع التعددية ( الدينية، الاثنية، والقومية، والسياسية حتى ) بالطريقة الصحيحة والا سيخسروا ناخبين مضمونين على الدوام لصالح شخصيات واتجاهات اخرى شيئا فشيئا.
المشهد السابع : مقاعد مضمونة بعدد قليل من الناخبين ومرشحين في الخط الكوردستاني الاول سواءا كانوا مسبقا ضمن الاحزاب الكوردية العلمانية او خارجها، مرشحين ايزديين وفق نظام الكوتا، فهم لن يلتحقوا لابالقاعدة سرا و يدافعوا على اعداء الكورد علانية في ساحات الاقليم، بل سيكونوا ضمن التوجه الذي يضمن الكوردايتى ويحميها ، وهذا هدف رئيس لكل كوردي غيور، وهذا يتطلب الية جديدة في ضمانة وجود الايزيدية على الدوام في برلمان كوردستان ، ومن الان ، وهو ضمانة تغير قانون الانتخابات وتحديد كوتا دينية للايزيدية على الاقل خمسة مقاعد لكي يكون للكورد الاصلاء الذين يحافظون على انتمائهم و لغتهم وتراثهم وجود دائم في برلمان كوردستان الخيمة التي تمثل كل الكورد ومكونات الاقليم الاخرى.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية