شَعرُك
نعمت خلات حجي
طويلٌ جداً مشوارُ شَعرِكِ
و قلبي الصغيرُ كلما هَمَّ بخطوةٍ
تعثّرَ بنبضةٍ
كانت تحلُمُ بأن تَغفو
تحتَ مظلةِ أقراطِك
ستكونُ عاشقاً ..
كانتْ أمي تقولُ لي
لأنك يا ولَدي
لا تنام ..
إلا و شَعري وسادتَك
يُمشطني شَعرُك خصلةً خصلة
فأرمي شيبَ السنينِ
وطعناتِ العمرِ
من حقيبتي المدرسيةِ
وأعودُ مرتباً
كتلميذٍ في أولِ يومٍ دراسيٍّ
وحدُهُ شَعرُك وحدُه
حينما يلفُني
يمكنه أن يضاهي
نظرةَ أمي إلي
عندما كنتُ أرضعُ من صدرِها
كلما مسَّدَتْ أصابعُ شَعرِكِ
ظهرَ قصائدي
تسترخي كلماتي كقطةٍ وديعةٍ
وتتمددُ الأبجديةُ ملء أحرفِها
في نعيمِ هذا النوُْرِ الأسودِ
تكتظُ نبضاتي بفوضى الحبرِ
و تنسى ايقاعَها
كلما جلسَ شَعرُكِ وعصافيرُه
على طاولةِ حروفي
دعي شَعرَك دعيهِ
يقولُ كلمتَهُ
فمنذ أن قُتِلَ جيفارا
و الحريةُ تبحثُ عن ..
رئةٍ لها
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية