نوفمبر 22, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

عبد الرضا حمد جاسم: علي الوردي والديمقراطية في العراق

الراحل علي الوردي في ميزان (2): علي الوردي والديمقراطية في العراق 

عبد الرضا حمد جاسم

بعد ان اتم الراحل الدكتور علي الوردي كتابه المعنون (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي) الصادر عام 1965واكمل صفحاته الـ(414) لخص كل هذه الصفحات في كلمات قليلة حملتها الصفحة 415 تحت عنوان الخلاصة حيث كَتَبَ التالي: [الخلاصة: إن الشعب العراقي منشق على نفسه وفيه من الصراع القبلي والطائفي والقومي أكثر مما في أي شعب عربي آخر. باستثناء لبنان . وليس هناك طريقة لعلاج هذا الانشقاق أجدى من تطبيق النظام الديمقراطي فيه، حيث يتاح لكل فئة منه أن تشارك في الحكم حسب نسبتها العددية. ينبغي لأهل العراق أن يعتبروا بتجاربهم الماضية، وهذا هو أوان الاعتبار !فهل من يسمع؟!] انتهى

ملاحظة: (استعير من الطبعة الثانية الصادرة عام 2013 عن دار دجلة والفرات).

أقول: من التدقيق في كلمات الراحل الوردي نستشف او نتبين بكل وضوح دعوة الدكتور الوردي ان تطبيق “ديمقراطية” المحاصصة الطائفية لسببين الأول هو ربط ما طرح بالنموذج اللبناني والثاني هو التأكيد الذي ورد في عبارته: “حيث يتاح لكل فئة منه أن تشارك في الحكم حسب نسبتها العددية”.. وهذا واضح ويعني كل طائفة وكل مجموعة قبلية وكل مجموعة قومية.

وهو بذلك اول من دعا الى ديمقراطية الطوائف في العراق او كتب عنها او ضَّمنها احد كتبه وهذا الذي سار عليه “بريمر” لعراق ما بعد 2003 سواء كان نتيجة اطلاعه على تلك الخلاصة وهذا وارد جداً حيث هناك بعض ما نُشر من ان الامريكان مهتمين بما ترك الوردي وهناك ما نُشرعن مقابلة الصحفية الأمريكية كريستيان هلمز عام 1983 لصدام حسين وذكرها اسم الوردي امامه وناقشته في راي الوردي عن المجتمع العراقي واجابها صدام بمخالفته راي الوردي واعتقاده الذي يختلف كليا عن اعتقاد الوردي كما ورد في ص276 من كتاب مئة عام مع الوردي/السيد محمد عيسى الخاقاني وفي ص308 من نفس الكتاب ينقل لنا السيد الخاقاني ايضاً نص مترجم عن الإنكليزية حصل عليه من وثيقة محفوظة في الكتبة الوطنية تحت الرقم 1035 لسنة 1983 عن لقاء صدام حسين من الصحفية كريستيين. ما دار في لقاء الصحفية مع صدام حسين حيث كتب التالي: [على شاشة تلفزيون العراق ظهر الرئيس صدام حسين كعادته في الساعة الثامنة مساءً وهو يستقبل الصحفية الامريكية كريستين هيلمز التي جاءت تحاوره في السياسة والاقتصاد وهيمنة الفرد الواحد والحزب الواحد على مقاليد الحكم في العراق…..الخ] ثم اكمل :[…هنا فاجأت الصحفية الرئيس صدام حسين بقولها هناك عام اجتماع عراقي اسمه علي الوردي يقول :[أن الشخصية العراقية لا تعطي ولائها للحاكم بسهولة وان أعطت الولاء فيجب على الحاكم ان يعي ان الشخصية مزدوجة فقد تكون الظروف الحالية هي من اوجبت عليها إعطاء الولاء للحاكم وهو ليس ولاءً حقيقياً.]انتهى

وفي ص298 من نفس الكتاب ينقل لنا السيد الخاقاني عن الوردي أنه استُدعيَّ الى مبنى الامن العام في عهد عبد السلام محمد عارف ونقل لنا عن الوردي قوله التالي : [….و بعد ذلك سألني السؤال الغريب التالي :”هل تدري يا دكتور ان أي سفير بريطاني او امريكي يعين في العراق يُلزم بقراءة الترجمة الانكَليزية لكتابك في طبيعة المجتمع العراقي ثم يأتي الى العراق وقد تأكدنا من مصادرنا عن هذه القضية وظهرت صحيحة؟…الخُ]انتهى.

هذه الأمور رغبت بنقلها لتأييد ظني من ان الامريكان استندوا الى “ديمقراطية الوردي” في ترتيبهم مجلس الحكم ومن ثم شكل النظام في العراق بعد 09/04/2003 …قد يقول البعض هذه إطالة لا داعي لها لكني اجدها ضرورية.ذلك اولاً و

ثانياً ربما عرض احد الأشخاص من “المعارضة العراقية” المهتمين بطروحات الراحل الوردي او المتبنين لها وهم كُثر….سواء من العلمانيين باتجاهاتهم المختلفة او حتى الدينيين المحاولين الابتعاد عن رجال الدين ومنهم ربما معممين فكانت تضج وتعج بهم مؤتمرات المعارضة وادبياتها على بريمر هذا النموذج التالف والمُتْلِفْ والكثير ممن اقتربوا او تعاونوا مع الامريكان يستعيرون من الوردي وما ترك الكثير.

من تلك الخلاصة يبدوان الراحل الكبير الوردي قد تأثر بالنموذج اللبناني الذي عاش فترة تشَّكله عندما كان طالباً في الجامعة الأمريكية وقت ذاك (1939 ـ 1943)* حيث حضر استقلال لبنان والانتخابات هناك ووقف على ما حصل وجرى. وظل يهيئ لهذا المشروع حتى اعلنه بعد اكثر من عشرين عاماً على انطلاقته في لبنان وهو النموذج المريض من يومه. ويمكن الاستدلال على اعجاب الراحل الوردي بالتجربة اللبنانية من العبارة التالية:[ إن الشعب العراقي منشق على نفسه وفيه من الصراع القبلي والطائفي والقومي أكثر مما في أي شعب عربي آخر. باستثناء لبنان].

ان نظرة الأعجاب بتلك التجربة جعلت الراحل الوردي يحبس تفكيره بها كل تلك المدة التي اقتربت من ربع قرن وربما تاركاً متابعتها وافرازاتها ودراسة ما نتج عنها ذلك الذي يدعو اليه البحث العلمي او حتى التفكير باستنساخ أي تجربة بعد كل تلك السنين…و تناسى او نسي الراحل ان هناك تعدد في كل البلدان المحيطة بالعراق عربية كانت (لبنان وسوريا والأردن وحتى فلسطين) وغير عربية (تركيا وايران) والتنوع في بعضها يفوق التنوع الديني والقومي في العراق كما ان لتركيا وايران تأثير كبير في تَّشَّكل المجتمع العراقي بحكم سلسلة طويلة من الاحداث التاريخية. أن أغفاله لتلك التعدادات وحصرها في لبنان والعراق …جعلته يتوصل الى خلاصته تلك وكأني به يقول “فلنجرب” النموذج اللبناني!! ونرى او نتابع ما يحصل وما درى الراحل ان تلك التجربة نخرت في لبنان وان مثل هذه “فلنجرب” تجر لترسيخها ويتيه المسؤول عنها وهو العارف ان المجتمع المعقد بحساسية تكتنف كل تجربة فيه او عليه مخاطر جمه والتجربة الحالية بعد (2003)) دليل على ذلك…انغلاق الراحل الوردي على تلك التجربة “اللبنانية” التي سمح لها ان تترسخ في عقله الباطن منعه من التفكير بما حصل وجرى امامه من نماذج وتجارب ديمقراطية اخرى…رغم كما أتصور ان التجربة النيابية في العراق ومع ما سادها وشابها وقتذاك كانت افضل من التجربة اللبنانية.

لم ينظر الراحل الوردي الى الاختلاف الكبير بين لبنان والعراق والذي يمكن ان اتصوره من خلال التالي وتصوري هذا ربما فيه من عدم التنظيم الكثيروربما يحتاج الى دعم او تدعيم بالأكثر تنظيماً ودقة من خلال إضافة البعض عليه اونقده :

1.لبنان بلد مفتوح على العالم المتمدن من خلال سواحلة البحرية الطويلة والعراق بلد مغلق بدون بحار الا منفذ وحيد تحيط به قبائل من نفس القبائل المُشَّكِلة لغالبية المجتمع العراقي (بدو كما يسميهم الراحل الوردي)…

2.لبنان بلد مُسْتَعْمَرْ من فرنسا واسلوبها في إدارة مستعمراتها والعراق بلد مُسْتَعْمَرْ من بريطانيا واسلوبها في إدارة مستعمراتها وصراع المستعمرين المستعر وقتها على لبنان.

3.لبنان بلد يمكن ان يُعْتَبَرْ واحد من مراكز المسيحية في الشرق والعراق بلد يُعتبرمركزاً من مراكز التشيع في العالم…

4. لبنان بلد محدود الموارد بلد منفتح على الحضارة الجديدة(السياحة الثقافية السواحلية) ال”مسحوب” حضارياً بين الغرب والعراق بلد النهرين والغلال والذهب الأسود والتاريخ وبلد السياحة الدينية ال”مسحوب”حضارياً بين الفارسي والعثماني.

5.لبنان بلد عدد السكان فيه ربما لا يتجاوز خمس او ربع عدد سكان العراق في وقتها.

6.لبنان بلد غزته وتغزوه البعثات التبشيرية والحضارة الغربية.والعراق بلد غزته وتغزوه البداوة كما قال الوردي نفسه.

7. لبنان بلد لا يعرف العشائر والعشائرية والعراق بلد العشائرية والعشائر …

8.لبنان بلد لم يؤشر الوردي على مجتمعه شيء والعراق بلد قال عنه الوردي ان مجتمعه اشد المجتمعات “”ازدواجية””.

9. لبنان بلد تُسقى ربوعه بواسطة المطر والعراق بلد تسقى ارضه سيحاً …

10.لبنان بلد رمزه شجرة الارز وما تعني. والعراق بلد رمزه النخلة وما تعني .

لقد مهد الراحل الوردي ل”ديمقراطيته” منذ التحضير لتأليف كتابه وعاظ السلاطين الذي صدر عام 1954 أي بعد اكثر من عشرة أعوام من عودته من لبنان وأربعة أعوام من عودته من امريكا وهذا دليل ان الفكرة لم تغادر الراحل بل ظل متشبثاً بها راسخاً عليها باحثاً عما يدعمه فيها عند تقديمها فلم يجد اجمل وارق وأروع من لفظة”ديمقراطية””و انتخابات” وقد أشار الى ذلك في وعاظ السلاطين واستعير من طبعة عام 2013 /دار ومكتبة دجلة والفرات حيث ورد التالي في ص108:[ لا مراء ان العصر الحاضر قد شهد انقلاباً هائلاً في نظام الحكم فكل دولة حديثة مهما كانت مصطنعة تحتوي على نظام للتصويت والانتخاب بوجه من الوجوه وقد اصبح من واجب المسلم في هذا العصر إذن ان يستعمل هذا الحق الذي اتيح له بكل ما استطاع الى ذلك سبيلا ولو كنت من ارباب العمائم لأفتيت باعتبار التصويت واجباً دينياً ولجعلت التقاعس عنه ذنباً لا يغتفر.ان المسلم اليوم قد اعتاد ان ينظر الى الانتخاب نظرة السخرية والا مبالاة فهو لا يبالي ان يساهم في الانتخاب ولو كان يجري قرب داره او دكانه. ونسي المسلم ان من الواجب عليه ان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ولست ارى طريقاً لتحقيق هذا الواجب إلا بالمساهمة بالانتخابات بصورة من الصور. ان الا مبالات التي يواجه المسلم بها الانتخابات جعلت الانتخابات العوبة بيد الطغاة والمترفين والظلمة ولو اشترك الجميع في الانتخابات بدافع من ضميرهم الديني لرأينا الظالمين يُحَّرقون الأرام من جراء ما يشاهدون من قوة واعية في الجماهير لعلنا لا نغالي اذا قلنا انه كلما نظر الناس في امر الانتخاب نظرا جديا وساهموا فيه مساهمة فعلية قل تدخل الطغاة فيه وصعب عليهم العبث به كما يفعلون في الوقت الحاضر]انتهى.

اقـــــــــول: ان الوردي والانتخابات في المرحلة التي كتب فيها وعاظ السلاطين كان تحت تأثير ثلاثة حالات مختلفة تلك التي اطلع عليها او تابعها او كان حاضراً فيها مشاركاً او متابعاً لها او قارءً عنها تلك هي:

1.الانتخابات في العراق الملكي (انتخابات مجالس النواب). وقد عايشها واطلع على بعض خفاياها والاعيبها ومن فاز بها وما نتج عنها.

2.الانتخابات اللبنانية او الحالة اللبنانية عند الاستقلال عندما كان طالباً في الجامعة الامريكية في بيروت تلك التي انبهر بها وأسرته وحددت خياله وامانيه واعتمدها كنموذج للعراق.

3.الانتخابات الامريكية حيث عايش نموذجها عندما درس هناك الماجستير والدكتوراه (1945 ـ 1950).

نماذج الانتخابات اعلاه مختلفة لم يوحدها سوى الصورة الظاهرة لها وهو توجه الناخب سواء كان امياً او متعلماً ،سياسياً او غير مهتم بالسياسة ،راغباً او مجبراً، متعرفاً على اهميتها ام جاهلاً بذلك.

لم يفاضل الفاضل الدكتور الوردي بين النماذج الثلاثة واكيد اطلع على نماذج او قرأ عن أخرى في بريطانيا التي قيل انه يأتيها من أمريكا صيفاً ليتعلم اللغة الانكَليزية فيها وهو طالب دكتوراه في الولايات المتحدة الامريكية!!!!!!!! لكنه اختار الانحياز الى النموذج اللبناني حيث “لمس” هناك التنوع القومي والديني والسياسي الذي قارنه مع التنوع في العراق. لكن يمكن لي ان استنتج او يسمح لي الشك في ان أقول ان ما جذب الوردي الى الحالة اللبنانية هو المشترك الوحيد بين البلدين وأقصد ال”شيعة”.و يبرز تأثره بالحالة اللبنانية ايضاً من تضمين ما ورد في المقطع اعلاه التركيز على الاسلام والمسلم بشكل واضح وهو يعيش في مجتمع الغالبية العظمى من مواطنيه مسلمين والإسلام أساس تشريعاته بعكس لبنان…كان على الراحل الوردي لو لم يقصد هذا ان يكتب بصيغة التعميم واقصد ان يستخدم كلمات ومفاهيم من قبيل: المواطن والمواطنة ورجال الدين دون تحديد.

أشار الراحل الوردي الى البلدان المصطنعة وكأنه يقصد العراق ولبنان لكنه لم يبين لنا ما يقصد بعبارة “الدول الحديثة” التي ذكرها أعلاه…هل يقصد المتشكله حديثاً ام البلدان التي دخلت الحداثة وهل كان العراق من تلك البلدان وقتها؟

دعا الراحل الكبير الوردي “ارباب العمائم” لإصدار الفتاوى التي تؤكد على ضرورة المساهمة في الانتخابات وربطها بنص ديني هو :”الامر بالمعروف والنهي على المنكر” وهو العارف والذي أكَّد كثيراً على الاختلاف الحاد في تفسير هذا القول عند الطوائف الاسلامية حتى وصل الى ان تحول هذا القول الى اداة بيد الطغاة السلاطين لترسيخ طغيانهم وشذوذهم الديني والاجتماعي.و هو القائل في كتابه وعاظ السلاطين :[جاء الوعاظ إلى واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي فرضه نبي الإسلام فأوّلوه لكي يلائم فلسفتهم في الخضوع للسلاطين. فهم قد جعلوا هذا الواجب العظيم وظيفة حكومية حقيرة وأطلقوا عليه اسم “الحسبة”. وساعدهم السلاطين في ذلك فعيّنوا نوعاً من الجلاوزة يشبه ما نعرف اليوم عن جلاوزة البلديات، وأمروهم بالتجول في الأسواق في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. فرض النبي واجب النهي عن المنكر لكي يحرّض أمته على مكافحة الظلم، فجعله السلاطين سوطاً بيد الجلاوزة يسلطونه على رأس البقال والحمال والمعلم من أهل السوق المساكين]انتهى.”

قد يُفهم من دعوة الوردي هذه انها تأجيج للطائفية لأن فيها اولاً حث المسلمين دون غيرهم وبالصيغة التي عرضتها أعلاه أي السير خلف ارباب العمائم وعدم توسع دعوته ليشمل كل الطيف العراقي من الأديان. وهذا يعني الاصطفاف الطائفي وهذا بالضبط ما يجري اليوم وهو ترجمة دقيقة لطروحات الراحل علي الوردي.

واستغرب كيف تحدى الراحل الوردي ارباب العمائم وبتلك الصورة حيث كتب:[أني اعرض هذا الراي على رجال الدين واتحداهم ان يقبلوه ويحققوه واحسب انهم لا يفهمونه ولا يستسيغونه لأن عقولهم طبعت بطابع الوعظ السلطاني]انتهى

و اليوم بعد انطلاق التجربة اللبنانية تلك بأكثر من سبعة عقود وصدور كتاب الراحل علي الوردي المتضمن اقتراحه هذا بأكثر من خمسة عقود وفي هذا الوقت الذي يعيش فيه العراق أجواء الانتخابات النيابية في آيار /2018 اضع هذا امام العراقيين وبالذات الشريحة التي تهتم واهتمت بما ترك الراحل الوردي بخصوص المجتمع العراقي والأخص منهم من يردد دائماً ان الراحل الوردي تكلم عما يحصل اليوم قبل اكثر من نصف قرن…

اعتقد ان ما يجري ويحصل اليوم يؤكد عدم صواب طروحات الوردي ويؤكد ان الراحل الوردي لا يتعمق في دراسة ما يريد ان يطرحه او ما توصل اليه ويؤكد نجاح وعاظ السلاطين امام أعداء او منتقدي وعاظ السلاطين… وبعد ان غاب السلطان قسراً تاركاً الساحة لوعاظه اسأل الراحل الوردي له الذكر الطيب :هل لا تزال على ذلك التحدي؟ هل كان لك ان تتصور ما كان سيحصل وقتها لو استمع اليك من كان بيده الامر؟…هل تصورك ان ارباب العمائم او رجال الدين لا يفهمون ذلك ولا يستسيغوه مقبول او معقول في يومه او اليوم صحيح او مقبول او مستساغ؟ هل انتصر عدو “السلاطين ووعاظهم” ام انتصر الوعاظ بعد غياب السلاطين ؟ ام اصبح وعاظ السلاطين هم السلاطين او هم من صنع ويصنع السلاطين؟ ومن هنا كما أتصور او هكذا حارب المسلمون الديمقراطية لأنهم في سنتهم وسننهم يؤمنون ان منهم او فيهم 73 فرقة 72 في النار وواحده في الجنة وكل فرقة تقول ان الجنة تحت اقدامها لأنها ام الفرق الأخرى وتلك الفرق شذت عن “وبالوالدين احساناً”…وفق ذلك كيف ستتفق تلك الفرق ال”عاصية” على العيش تحت سقف الديمقراطية؟

………………………..

ان الراحل الوردي لم يُتعب نفسه في التفكير بما جاء امامه من نموذج واخذه وفق “فلنجرب” وبدأ كعادته في الكثير مما عرض ونشر بالبحث عما يُدعم رأيه ذاك ليعمل على نشره وتعميمه والدليل انه جاء بعد بداية التجربة اللبنانية بعشرين عاماً ليعلن اقتراحه استنساخها في العراق رغم ان النموذج اللبناني كان جذاباً ظاهرياً لكن كانت تلك التجربة قلقة ومدعومة من المجتمع الدولي بشكل واضح وهذا يعني أي ارتباك في ذلك الدعم او اندساس لأغراض موازين القوى سيُفجر الوضع وهذا ما حصل بعد اقتراح الوردي بعشرة أعوام في الحرب الاهلية في لبنان.

الى اللقاء في التالي /الوردي وابن خلدون

بقلم عبد الرضا حمد جاسم

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi