قانونيون وخبراء دوليون: ادلة كافية على قيام داعش بارتكاب جريمة الابادة الجماعية ضد الكورد الايزيديين
الايزيديون يطالبون بمحكمة دولية
نصر حاجي خدر: افصح خبراء قانونيون دوليون ان هناك ادلة كافية على جرائم داعش التي ارتكبها ضد المكون الايزيدي في العراق وقيامه بابشع الجرائم ضدهم بما في ذلك العبودية الجنسية والقتل الجماعي (الابادة الجماعية) الامر الذي سيساعد على تقديم المسلحين للعدالة اذا ما تقرر محاكمتهم .
وفي تقرير نشر مؤخرا في مجلة “المراجعة الدورية لحقوق الانسان في العراق” التي تعقد كل 4 سنوات في جنيف من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة ، و طالعته (باسنيوز)،وجد الباحثون “نمطا متسقا ومنسقا” من الجرائم التي ترتكب ضد الايزيديين، وخلصوا إلى أن تنظيم داعش يظهر بوضوح “القصد من الإبادة الجماعية” ضد مجموعة الأقلية.
رئيس المنظمة الايزيدية للتوثيق واحد المشاركين في كتابة التقرير، قال انهم قدموا مقترحاتهم حول خيارات الاعتراف بالإبادة الجماعية التي حصلت للكورد الايزيديين في شنكال في 3 اغسطس/ آب 2014 واقرار الابادة دوليا ومحليا.
الحقوقي حسام عبدالله قال لـ(باسنيوز): ” ناقشنا في الجلسة الخاصة بمناقشة اطباء من اجل حقوق الانسان ( وهي منظمة متخصصة بالبحث في دعم ضحايا الابادة الجماعية) عدة قضايا ومسائل تتعلق بالإبادة التي حصلت للكورد الايزيديين”.
مضيفاً ” الباحثون أكدوا إنه من المهم جمع هذه الأدلة والحفاظ عليها، حيث يمكن محاكمة عناصر داعش في جرائم الإبادة الجماعية في المستقبل” .
وقالت المحامية الدولية لحقوق الانسان آمال كلوني في يونيو/حزيران الماضي انها تهدف الى محاكمة داعش من خلال المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم ضد اتباع الديانة الايزيدية.
وشن تنظيم داعش الارهابي في 3 أغسطس/ اب 2014 هجوما واسعا على مناطق تواجد الكورد الايزيديين في مدينة شنكال والتي يقطنها حوالي 400 الف ايزيدي. وارتكب ابشع الجرائم ضدهم .
وقتل التنظيم الالاف من الرجال الذين اسرهم، في ما وصفته لجنة تابعة للأمم المتحدة بـ ” جريمة ابادة جماعية ضد الايزيديين”، الذين يختلفون مع فكر التنظيم المتطرف والذي يحلل قتلهم وسبي نسائهم وبيعهن في سوق النخاسة.
وقال الكاتب المشارك ألدو زاميت بوردا، وهو محاضر في جامعة أنجليا روسكين في بريطانيا، إن “الإبادة الجماعية تقع على قمة الجرائم الدولية” ووصفت بأنها” جريمة الجرائم ” . مضيفا بالقول ” من المهم جدا ان نتمكن من اظهار ان معاملة داعش للايزيديين يمكن وصفها بانها ابادة جماعية ، بعد ان حللت تقارير وكالات الامم المتحدة ومجموعات المساعدات ووسائط الاعلام والمسلحين أنفسهم”.
ويقدر المحققون التابعون للأمم المتحدة ان اكثر من 5 الاف من الايزيديين تم اسرهم وذبحهم فيما بعد، وتم استخدام حوالى 7 الاف من النساء والفتيات في الاستعباد الجنسي.
واشار حسام عبدالله ،لـ(باسنيوز) بالقول ان ” مقترحاتنا تمحورت حول الاعتراف بالإبادة الجماعية للكورد الايزيديين في شنكال وتداولها دوليا ومحليا، وما الذي على المجتمع الدولي اتخاذه او فعله لتحقيق العدالة في موضوع ابادة الكورد الايزيديين” .
مبيناً ” امام المجتمع الدولي ثلاث خيارات، منها ان تتولى المحكمة الجنائية الدولية والتي تخضع لنظام روما الاساسي قضية الابادة، او تشكيل محكمة هجينة اي مختلطة دولية ومحلية. او ان يقر مجلس النواب العراقي قانونا جديدا من اجل تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة مجرمي داعش “.
وتابع ” من جانبنا وكمطلب للمجتمع الايزيدي وكمنظمة ايزيدية للتوثيق ، نطالب بمحكمة دولية خاصة تنظر في قضية ابادة الكورد الايزيديين على غرار تجارب دولية عدة.
واردف رئيس المنظمة الايزيدية للتوثيق،بالقول ” تم التطرق الى القوانين العراقية في هذا المجال ومنها قانون سلطة الائتلاف فيما يخص المحكمة الجنائية العراقية، وبحثنا في قانون رقم 5 الخاص بالمقابر الجماعية في العراق. ونظام العدالة في العراق و من ضمنها اجراءات التحقيق والمحاكمة ” .
وشدد حسام عبدالله “اوضحنا كمنظمة بان نظام القضاء والعدالة في العراق لا يمكنه البحث في مثل هذه الجرائم الدولية لعدة اسباب، منها عدم قناعتنا نحن به، وثانيا الفساد الذي يعتري النظام القضائي في العراق “.
هذا وكان احد المشاركين في اجتماع وفد ايزيدي رفيع بالامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس،في 31 مارس/آذار الماضي ،كشف لـ(باسنيوز) أن المسؤول الدولي يبدى اهتماماً كبيراً بملف الكورد الايزيديين،وانه تناول هذا الملف باسهاب مع رئيس اقليم كوردستان خلال لقائهما.
واشار شيخ شامو النائب الايزيدي في برلمان كوردستان،بالقول الى أن “الامين العام للامم المتحدة تعهد باستمرار مساعدة الكورد الايزيديين”،معلناً عن ” تشكيل محكمة عراقية محلية بصبغة دولية ،بناءً على اقتراح بريطاني، لمحاكمة المتورطين بجرائم داعش بحق الايزيديين والتعريف بها كابادة جماعية” .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
