توضيح من مركز لالش: تدعيم التعايش الديني من واجباتنا
إعلام مركز لالش
يتداول بعض الناشطين الايزيديين حديثا مفاده ان رجل دين مسلم من اهالي شنكال يستلم راتبا شهريا من مركز لالش الثقافي والاجتماعي، وعملا بمبدا الشفافية، ولان من واجبات مركزنا تدعيم اسس التعايش الديني، نود الكشف عن حقيقة هذه المسالة للجمهور.
في عام 2005 كان هنالك توجه من قبل حكومة اقليم كوردستان الموقرة بدعم المناطق المتنازع عليها المشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي الاتحادي.
وبسبب الاهمال الواضح لهذه المناطق من قبل حكومة بغداد، بسبب انشغالها ببوادر الحرب الاهلية الطائفية التي كانت تنتشر في مختلف المدن في وسط وغرب البلاد وبضمنها العاصمة، فان سكان المناطق المشمولة بالمادة 140 كانوا يعانون الامرين بسبب اهمال مناطقهم وقدموا مناشدات لمساعدتهم، ولبتّ حكومة الاقليم حينها تلك النداءات وقدمت ما بوسعها لهذه المناطق، ومن ضمنها شنكال وسهل ونينوى، ومن بين اجراءات دعم هذه المناطق صدرت توجيهات من حكومة الاقليم بتقديم رواتب شهرية تقديرية الى رجال الدين والمجيورين للمزارات في سهل نينوى وشنكال، وتم اعداد قوائم باسماء رجال الدين والمجيورين في شنكال وبعشيقة وبحزاني، وضمت القوائم نحو 800 اسم، كان من ضمنها 16 اسما لمجيورين غير ايزيديين في شنكال، حيث كان هنالك 9 من المذهب الشيعي، و 6 من المذهب السني و رجل دين مسيحي واحد (توفي الى رحمة الله فيما بعد)، وهؤلاء الستة عشر شخصا كانوا من اهل شنكال، وكانت عملية شمولهم بتلك الرواتب التقديرية لدعم اسس التعايش الديني والمذهبي ونبذ العنف والكراهية، وترسيخا لمبادئ المحبة والتسامح تم ادراج اسمائهم الى جانب رجال الدين والمجيورين الايزيديين، لان مركزنا يشجع باستمرار على تدعيم ركائز التسامح والتعايش في المناطق الايزيدية التي هي غالبا ما تضم خليطا من الاديان والمذاهب والقوميات.
ونشدد على ان الراتب ليس من مركز لالش، بل من حكومة اقليم كوردستان وهو ليس بالمبلغ الكبير، بل هو راتب تقديري فحسب، ونحن مجرد حلقة وصل او آلية لايصال هذه الرواتب للمشمولين بها، علما ان رواتب قسم من هؤلاء المجيورين ومن مختلف الاديان، تم ايقاف صرفها حسب توجيهات من الجهات المختصة والمعنية.
ونؤكد على ان هذه الخطوة، تستحق الاشادة والتقدير وليس الانتقاد، لان بناء المجتمعات يكون عبر التعاون والتآخي وعدم بث اسباب الفرقة والكراهية، علما ان الكثيرين من اهلنا وغيرهم اشادوا بهذه الخطوة حينها، بل كانوا يتباهون بذلك، لكن الان يقوم البعض بانتقادها ويعتبرونها خطوة غير صحيحة، وهم واهمون، لان احكامهم تتبع عواطفهم التي قد تتغير بسبب توالي الاحداث.
وبعدما وقعت كارثة شنكال، وبسبب الجرائم البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش الارهابي واذياله من خونة الجيرة والخبز والملح، فان رد الفعل لدى الكثيرين كان نبذ كل ما هو مختلف عنه دينيا وقوميا ومذهبيا، وهذا امر خاطئ على المدى البعيد، لان مصيرنا هو ان نتعايش ونقبل بالاخر، ولكن الارهابيين والخونة المتعاونين معهم مصيرهم المعاقبة والمحاسبة في اروقة القضاء او في ميادين القتال، ولا يجوز ان ننصاع الى مستنقع الكراهية والبغضاء والتناحر الذي اراده اعداء الخير والسلام من الدواعش واذيالهم.
سيبقى مركز لالش مصدرا تشعّ منه ثقافة التسامح والتعايش بين مختلف المكونات، وسيستمر بهذا النهج الانساني، لان احدى اهداف مركزنا هو تجسير العلاقات بين مختلف المكونات في اقليم كوردستان بشكل عام وفي المناطق الايزيدية بشكل خاص.
ان انجازات مركز لالش قبل وبعد كارثة شنكال لاهلنا معروفة للقاصي والداني، وان سعي بعض المغرضين للتصيد بالمياه العكرة لن يكون نصيبها سوى الفشل، ولا يمكن التشويش على مسيرة مركزنا التي تحث الخطى نحو اهدافها رغم كل المعرقلات والمتغيرات والمستجدات المحلية والاقليمية.
ونجدد شكرنا وتقديرنا العاليين الى رئاسة وحكومة الاقليم على الدعم المستمر لمركزنا.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية