فؤاد حسين: إقليم كوردستان أصبح ملاذاً آمناً للإيزيديين خلال هجمات داعش
أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، اليوم السبت 3 آب (أغسطس) 2024، أن حكومة إقليم كوردستان قد استقبلت الإيزيديين وجعلت من الإقليم ملاذاً آمناً لهم، وذلك مع بدء هجمات داعش على سنجار، والمناطق التي يسكنها الإيزيديون.
جاء ذلك في كلمةٍ له، خلال مراسم أقيمت في ألمانيا، بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة، على ارتكاب الإبادة الجماعية إزاء الإيزيديين.
وأعرب فؤاد حسين، عن شكره للحكومة الألمانية لتصنيفها ما حدث للإيزيديين كعملية إبادة جماعية، مشيراً إلى أن “تنظيم داعش نفذ حملة إبادة جماعية ضد الإيزيديين قبل عشر سنوات، منتهكاً كرامة حقوق الإنسان والسيادة العراقية”، مؤكداً أن “العراق بلد متعدد الأديان والمعتقدات”.
وأضاف حسين: “بينما نحيي هذه الذكرى، نستذكر دفاع ومقاومة الإيزيديين، ونعاهد على السعي الجاد لمنع تكرار مثل هذه الجرائم”. كما سلط الضوء على الخطوات التي تم اتخاذها في عام 2021، بإقرار قانون الناجيات الإيزيديات من يد داعش.
وأوضح أن “الهدف من سن هذا القانون هو محاكمة مرتكبي هذه الجريمة. وقد اعتبرت الحكومة العراقية ما تعرض له الإيزيديون جريمة إبادة جماعية. واستفاد نحو 2000 من الأطفال والرجال والنساء الإيزيديين من القوانين العراقية، مما مكنهم من الحصول على مساعدات مالية وتعزيز الروابط بين الإيزيديين والمنظمات”.
وأشار وزير الخارجية العراقي إلى أن “الحكومة العراقية بدأت في إعادة إعمار سهل نينوى وسنجار، وخصصت لذلك الأموال اللازمة، كما شكّلت لجنة إنسانية للبحث عن مصير الأشخاص الذين لا يزالون محتجزين لدى داعش”.
وشدد حسين على أن “الحكومة العراقية تدرك تماماً الظلم الذي تعرض له الإيزيديون خلال السنوات العشر الماضية على يد تنظيم داعش والأنظمة السابقة، حيث عانت مناطق سنجار وسهل نينوى من القمع والظلم”، مؤكداً أن “حكومة إقليم كوردستان، بالتعاون مع الحكومة العراقية، تعمل على حماية الإيزيديين”.
ماذا حدث؟
وتصادف اليوم السبت، الذكرى السنوية العاشرة للإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش بحق إيزيديي سنجار.
وفي الـ 3 من آب (أغسطس) 2014، اجتاح داعش جبل سنجار حيث تعيش غالبية من الأقلية الإيزيدية التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم خلال سيطرته على المنطقة بين العامين 2014 و2017.
ونفذ عناصر التنظيم أعمال عنف مروعة ضد هذه الأقلية فقتلوا المئات من رجالها وأطفالها وخطفوا نساءها.
كما استعبد التنظيم المتطرف سبعة آلاف امرأة وفتاة إيزيدية وشرد معظم أبناء الأقلية الذين يبلغ عددهم 550 ألفاً من موطنهم الأصلي في سنجار.
بينما اضطر عشرات الآلاف من أبناء المنطقة إلى النزوح عن ديارهم إلى مخيمات في إقليم كوردستان.
في وقت لا تزال عمليات البحث عن مفقودين وعن مقابر يعتقد بأنّها تضم رفاتهم تتواصل، بينما ما زالت المباني والمنازل مدمّرة وخالية من السكان الذين يقطنون منذ أعوام في مخيمات بإقليم كوردستان.
ورغم أن قوات البيشمركة تمكنت من طرد التنظيم من سنجار في 2015، إلا أن آلاف النازحين الإيزيديين لا يزالون يخشون العودة إلى مناطقهم بسبب المخاوف الأمنية وانتشار ميليشيات في سنجار، إضافة إلى الخراب وسوء الخدمات التي تعاني منها المنطقة.
ولاتزال قوات موالية لحزب العمال الكوردستاني وفصائل في الحشد الشعبي تنتشر في سنجار على الرغم من الاتفاقية التي وقعتها حكومة إقليم كوردستان مع الحكومة الاتحادية.
وتوصلت الحكومة العراقية مع إقليم كوردستان في تشرين الأول أكتوبر 2020 إلى اتفاق يهدف لإعادة الاستقرار والنازحين إلى سنجار عبر إنهاء وجود حزب العمل الكوردستاني والحشد الشعبي والجماعات المرتبطة بهما في المدينة ونشر قوات اتحادية نظامية.
وسبق أن قال مسؤولون في إقليم كوردستان إن تطبيق الاتفاقية لم يتم كما هو بل كان صورياً وهو ما يهدد بانهيار الاتفاق الذي وصف ذات مرة بالتاريخي.
ولم تبدأ عمليات إعادة الإعمار في سنجار رغم مرور كل هذه السنوات بسبب الصراعات السياسية والإقليمية والتوترات الأمنية، في وقت لا يزال آلاف الإيزيديين في عداد المخطوفين والمفقودين، ومصائرهم مجهولة.
وبين 550 ألف إيزيدي كانوا يسكنون سنجار ومناطق أخرى قبل هجوم تنظيم داعش، ترك نحو مئة ألف منهم البلاد، فيما لجأ آخرون إلى إقليم كوردستان.
وفي عام 2019، صوّت برلمان كوردستان على اعتبار ما تعرض له الإيزيديون إبادة جماعية، وقرر اعتبار الثالث من كل آب يوماً لإحياء المناسبة المأساوية.
واعترفت ألمانيا في الـ 17 من يناير 2023 ومن بعدها بريطانيا، بتعرض الإيزيديين لـ”ممارسات إبادة جماعية” على يد تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وجاء هذا الاعتراف الرسمي بعد حكم صادر عن محكمة العدل الفيدرالية الألمانية في الـ 17 من يناير 2023 يدين مقاتلاً سابقاً في “داعش” بتهم ارتكاب ممارسات تشكّل “إبادة جماعية” في العراق.
ويطالب الإيزيديون بالتنسيق بين حكومة إقليم كوردستان وبغداد، بتهيئة بيئة ملائمة لعودة النازحين وإعمار المدينة والنهوض بالخدمات وتوفير فرص العمل لسكان المنطقة، إضافةً إلى إنهاء التوترات الأمنية والقضاء على خلايا تنظيم داعش التي لا تزال تتحرك في المنطقة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية