مكتب تحرير المختطفين الأيزيديين: أكثر من 300 أيزيدي لا يزالون في “الهول” بسوريا
أكد مدير مكتب تحرير المختطفين الأيزيديين من يد داعش، حسين قائدي، أن هناك 300 مختطف أيزيدي من (نساء واطفال) لا يزالون محتجزين في مخيم الهول بشمال شرق سوريا، وان الحكومة العراقية لا تبدي أي تعاون في مسار تحيري المختطفين، لافتاً إلى أن المكتب يواصل جهوده لتحرير المختطفين الأيزيديين والعثور على المفقودين منهم في سوريا، بالتزامن مع العثور على كثير من المفقودين في سوريا بعد سقوط حكم بشار الأسد.
قائدي، وفي تصريح خاص أدلى به لمنصة الجبال، اليوم الخميس، قال إنه “منذ إعلان النصر على تنظيم داعش ودحره من مدن العراق عام 2017، تمكن مكتبنا من تحرير عدد كبير من الأيزيديين، والآن مع ما يحدث في سوريا وقبل ذلك كنا نتعامل مع ملفين، ملف المختطفين الأيزيديين في سوريا وملف الأيزيديين المقيمين بمخيم الهول”، مضيفاً: “طلبنا من الجهات التي نتواصل معها هناك تزويدنا بأي معلومات تصلهم عن الأيزيديين الموجودين هناك، من أجل مساعدتهم وإعادتهم إلى ذويهم بأقرب وقت”.
وحسب قوله فإن تنسيق المكتب لا ينحصر مع جهة معينة في سوريا، بل مع أي جهة في سوريا وفي أي دولة تحصل على معلومات عن مختطفين أيزيديين. سواء في العراق أو سوريا أو أي من الدول المحيطة. مردفاً: “نركز على المختطفين في سوريا بحكم عددهم الكبير في هذا البلد. وقد حررنا عدداً كبيراً من المختطفين على مدى 10 سنوات”.
حسب قائدي، ووفقاً لإحصائيات أجراها مكتب تحرير المختطفين الأيزيديين منذ هجوم داعش على سنجار عام 2014، أُسِر 6417 أيزيدياً من قبل عناصر التنظيم، تم تحرير 3584 منهم حتى الآن، وحسب الإحصائيات لا يزال هناك 2591 مختطَفاً، هذا فضلاً عن العثور على 93 مقبرة جماعية ارتكبت بحق أبناء المكون على يد التنظيم، نحو 60 منها لم تفتح حتى الآن.
وذكر مدير مكتب تحرير المختطفين الأيزيديين أن، أكبر عدد من الأيزيديين متواجد في مخيم الهول وفي الرقة، أي الأماكن التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش في الشام. وهم يركزون في عملهم على هذه المناطق، مشيراً إلى أن “مخيم الهول ضم ملفات أكثر من 400 أيزيدي، والآن نتوقع بقاء أكثر من 300 منهم (نساء وأطفال) في المخيم”.
ويقول قائدي إنهم يتعاملون مع ثلاث حالات للأزيديين في مخيم الهول، “الأولى لأطفال وصلوا إلى المخيم عمرهم أقل من شهر أو لا يتجاوز سنة، وهم يجهلون من يكونون وقد اندمجوا مع العائلات التي نشأوا فيها على طول 10 سنوات. وحالة أخرى لمواطنين كبار لكنهم يخشون البوح بهويتهم الأيزيدية خوفاً على حياتهم”، مشيراً إلى أنه “حسب المعلومات قامت الأسر المقيمة في المخيم من ذوي مسلحي داعش بتشكيل ما هو أشبه بحكومة لها داخل المخيم تفرض مجموعة قوانين وعقوبات على من يخالفها، مثل الجلد وصور أخرى من القصاص”.
والحالة الثالثة التي تواجه المكتب في التعامل مع المختطفين بمخيم الهول، هي الحاجة إلى التنسيق مع السلطات القائمة هناك للتمكن من الحركة بهذا المسار، مؤكداً أنه “للأسف، لا يوجد بيننا وبينهم أي تنسيق أو تعاون بهذا الموضوع، رغم محاولاتنا المتكررة بالتعاون مع بيت الأزيديين وجهات أخرى لحل هذه المسألة وتأكيدنا أن نشاطنا يجسد عملاً إنسانياً بحتاً وضرورة فصله عن مجالات أخرى”.
أكد قائدي أنه يمكن للناجين الأيزيديين أو أي طرف يحمل معلومات عن أي شخص منهم التواصل مع المكتب عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل أو عبر رقم الهاتف المعلن عنه، ويجري العمل على هذا الأساس.
وعن الناجية الأيزيدية التي أعلن العثور عليها، بعد سقوط نظام بشار الأسد قبل أيام، أوضح قائدي أنه تم التواصل والتنسيق مع جهات معينة بهذا الأمر، انتقلت الفتاة إلى منطقة الإدارة الذاتية (شمال شرق سوريا)، وسيتم لم شملها مع عائلتها في إقليم كوردستان في غضون يومين، عقب إتمام بعض الإجراءات، مشيراً إلى أن إجراءات إعادة المختطفين استغرقت في بعض الأحيان أسبوعين أو ثلاثة. وأن “هناك تقاعساً من قبل الحكومة العراقية في التعامل مع ملف المختطفين الأيزيديين”.
قائدي قال إن “المختطفين الأيزيديين هم من منطقة سنجار، وهي تابعة لمحافظة نينوى، أي أن سكان هذه المنطقة تابعين عملياً لسلطات الحكومة الاتحاديية العراقية، وإن مسؤولية حمايتهم وتحريرهم وتعويضهم وكل أمر متعلق بهم يقع بالدرجة الأولى على عاتق الحكومة العراقية. لكن للأسف، حتى اليوم، لم تخط الحكومة الاتحادية أي خطوة من أجل تحرير المختطفين الأيزيديين”، مضيفاً أنه “تم تشكيل لجان رفيعة، تضم شخصيات رفيعة لهذا الخصوص، التقينا تلك اللجان أكثر من مرة، قامت بزيارتنا، ونسقنا معها وتبادلنا معها المعلومات، لكن انقطع الاتصال بيننا لأنها لم تكن جدية وليست لديها إرادة للتعامل مع الأمر”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية