لمساعدة الإيزيديات.. مسيرة بريطانية انطلقت من حلبجة لإنقاذ الناجيات من داعش
تناول موقع “جويش نيوز” البريطاني تجربة سيدة بريطانية يهودية تعمل منذ سنوات في اقليم كوردستان، على مساعدة الإيزيديين الناجين من الإبادة التي قام بها تنظيم داعش بحقهم بعدما واجهت هي نفسها تجارب مؤلمة مع الإرهاب.
وأشار التقرير البريطاني، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن ليزا ميارا، المولودة في لندن، أمضت العقد الأخير في إقليم كوردستان، في مخيم متواضع من أجل العمل مع الإيزيديين الذين كانوا ضحايا لتنظيم داعش.
ولفت التقرير إلى أن أحد الناجين من الهولوكوست يساعد ميارا في نشاطها، مضيفة ان مشروعها يحظى بتمويل صعب من مؤسسة “سبرينغز أوف هووب” التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.
ونقل التقرير، عن ميارا قولها أنه منذ 7 اكتوبر/تشرين الاول العام 2023، يتجه الدعم المالي اليهودي بشكل أساسي إلى القضايا اليهودية، معربة عن الأسف لأنها “حاولت تسجيل منظمتنا الخيرية في لندن، لكن تم رفضنا لأن عملنا هو في العراق”.
وتابع التقرير أن ميارا لم تتراجع، وهي تستعد لإطلاق حدث لا سابق له في أيار/مايو المقبل، في رأس الخيمة في الإمارات، وذلك بهدف إعطاء صوت للناجين من الحروب والإرهاب، والبحث عن حلول مستقبلية للمنطقة. وبحسب ميارا، فإن الإمارات تلعب “دورا محوريا” في تعزيز التعافي الإقليمي.
وقال التقرير إن ميارا بدأت عملها الانساني نتيجة لهجومين إرهابيين استهدفا أحد أبنائها عندما كان جنديا في الجيش الإسرائيلي، حيث وقع الأول في كانون الأول/ديسمبر 1998، وشهد محاولة لقتله بالقرب من رام الله، من خلال هجوم وحشي.
وأشار أيضا إلى أن ابنها الثاني كان بالقرب من تفجيرات إرهابية ثلاثية في وسط القدس في العام 2002، وأنه برغم عدم إصابته إلا أنه تأثر كثيراً بمقتل العديد من أصدقائه المقربين.
ونقل التقرير عن ميارا قولها أنه “وجدنا انفسنا مجددا للمرة الثالثة في دائرة الإرهاب، والمرة الثانية مع نفس الابن”.
ولفت التقرير إلى أن ميارا قررت الاستعانة بمحام وأصدقاء لتأسيس جمعية خيرية حيث أنه “لا يمكننا قضاء حياتنا في سماع الانفجارات، ومشاهدة الدماء في الشوارع وحضور الجنازات”، مشيراً إلى أنه من العام 2002 الى 2015، عملت مع الأرامل والجنود في القدس، وكان هذا بمثابة منصة انطلاق لعملها في اقليم كوردستان.
وتابع التقرير أن ميارا التقت في العام 2004 بمحام ضرائب أميركي يركز على نشاطات تمويل الارهاب، وانضمت إليه في هذا عمله هذا، حيث جمعت ناجين من هجمات حماس للمشاركة ي دعوى قضائية ضد “البنك العربي” في شيكاغو، والذي اضطر للموافقة على تسوية قانونية سرية مع المدعين، مقدما “تعويضات مجدية وكبيرة عن إصاباتهم”.
ونقل التقرير عن ميارا تذكيرها بإبادة الايزيديين التي بدأت في أغسطس/آب العام 2014، حيث “تم اخذ 12 ألف شخص من اسرتهم، ومنازلهم، وأعمالهم إلى سوريا بعدما وقعوا في أسر تنظيم داعش، ولم يفعل احد شيئا او ينطق بكلمة، لانهم جماعة دينية عرقية مهمشة في زاوية من العراق، وكأنه لا قيمة لها في الحضارة الكبرى”.
ونوه التقرير إلى أنه في كانون الثاني/يناير 2015، اخبرها صديقها المحامي الأمريكي أنه سيقود فريقاً إلى حلبجة على الحدود الجنوبية لكوردستان مع إيران، وأنه كان يخطط للقاء ضحايا “حملة الانفال” التي شنها صدام حسين ضد الكورد، ومواصلة أبحاثه حول تمويل وتدريب الفلسطينيين في ظل حكم صدام، ودعاها المحامي الى المحامي الى الانضمام اليه في هذه الزيارة.
ولفت التقرير إلى أن ميارا قالت لصديقها المحامي انه “باعتبارنا يهودا، فمن واجبنا، وعلينا ان نزور المجتمع الايزيدي والاطلاع على ما يحدث”.
وتابعت قائلة إنه بعد استخراج التصاريح المناسبة بصعوبة لعبور نقاط التفتيش، وصلت هي وزملاؤها الى مخيم شاريا، على بعد 40 دقيقة من الحدود التركية عند سوريا.
وأضاف التقرير أنه عندما وصلت إلى المكان الذي تحول منزلها طوال 10 سنوات، كان مخيم شاريا قد افتتح قبل 3 شهور فقط، وكان هناك 24 ألف شخص يعيشون في الخيام، جميعهم يعانون من صدمة بالكامل، ويبحثون عن أفراد عائلاتهم المفقودين لدى داعش.
وذكر التقرير أنه تم تقديم ميارا لبعض الفتيات الشابات اللواتي تم اسرهن من قبل داعش واحتجازهن في الموصل وتلعفر، لكنهن تمكن من الهروب، لان داعش في الأشهر الأولى من حملته ضد الإيزيديين كان أكثر اهتماما بالبحث عن الأسلحة من استخدام النساء كعبيد او بيعهن، وعادت بعدها ميارا إلى منزلها “مصدومه وعاجزة عن الكلام”.
وأضاف أنه بعد عدة أسابيع، كانت ميارا تشرب القهوة مع صديقة وتصف لها ما رأته، وتجارب الذين كانوا يحاولون انقاذ النساء والفتيات من داعش، بينما كان هناك رجل بجوارهما يحاول الاستماع اليهما، واقر لاحقا بأنه كان يتنصت على الحديث، لكنه طلب رقم هاتف ميارا.
وبحسب التقرير فإن الرجل اتصل بها بعد فترة قصيرة قائلا “انا رامي، كنت اجلس بالقرب منك في المقهى. حماتي ناجية من الهولوكوست وقد اخبرتها بما كنت تتحدثين عنه، وسألتني: كم يكلف فداء فتاة من داعش؟”.
وتابع التقرير أن ميارا أبلغته أن المبلغ المقدر هو حوالى 5 آلاف دولار، ثم قدمت والدة زوجته هذا المبلغ، وخلال 3 اسابيع، جمعت ميارا 20 ألف دولار.
ثم سافرت ميارا إلى إقليم كوردستان من أجل تسليم هذه التبرعات إلى الأشخاص الذي يعملون من أجل تحرير الأيزيديات المختطفات.
ولفت التقرير إلى أن ميارا لم لم تكن تخطط للقيام بالمزيد، لكنها التقت ببعض الايزيديات اللواتي تعرضن لأسوأ اشكال الانتهاكات، وتحدثن عن المعاملة التي تلقينها على يد خاطفيهن من داعش.
وبحسب التقرير؛ فإنه بحلول منتصف العام 2015، كان على ميارا اتخاذ قرار حول كيفية مساعدة الايزيديين، فانتقلت الى كوردستان التي اصبحت المركز الرئيسي لعملها، وخلال السنوات الـ10 التالية، أسست العديد من البرامج المهمة تحت مظلة مؤسسة “سبرينغز اوف هووب”، بما في ذلك العلاج بالفن والموسيقى، ومشروع للعلاج بركوب الخيل، وهو مشروع يفيد الأطفال من أصحاب الاحتياجات الخاصة بشكل خاص، وذلك بالاضافة الى دعم المجتمعات الايزيدية والسورية والمسيحية في شمال العراق، بمساعدة 32 موظفا محليا.
وختم التقرير بالقول إن ميارا التي تبدو شخصا قادرا على صناعة الفرق، تأمل حاليا بالحصول على دعم مالي أكبر من أجل عملها مع الإيزيديين، في حين تركز على تنظيم مبادرة “الخيمة” في الإمارات، والتي اختارتها لأنها تعتبرها “جوهر الضيافة في شبه الجزيرة العربية”.
ترجمة وكالة شفق نيوز
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية