رئيس الوزراء العراقي استدعى أربع فرق عسكرية لحماية العاصمة من المؤامرة
تفاصيل خطة “القاعدة” – الدوري لتصفية المالكي و”احتلال” بغداد
السياسة/ بغداد – باسل محمد:
كشف قيادي بارز في “ائتلاف دولة القانون” برئاسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ل¯”السياسة” عن أن ما يحدث في بغداد من استنفار أمني واسع ودخول تعزيزات استثنائية على الأرض, مرده إلى وجود مؤامرة من داخل القوات المسلحة العراقية بالتعاون مع بعض القوى السياسية المعارضة للمالكي وبعض الدول الاقليمية, وسط شكوك بأن الولايات المتحدة على علم بهذه المؤامرة وتغض النظر عنها.
وأوضح القيادي المقرب من المالكي ان المؤامرة تقتضي البدء بدخول قوة عسكرية, مدججة بالسلاح لديها هويات خاصة, المنطقة الخضراء, والتوجه مباشرة الى منزل رئيس الوزراء بهدف اغتياله, مع قادة في “حزب الدعوة” موجودين بالقرب من مقر إقامته, وذلك بالتزامن مع توجه قوة عسكرية أخرى إلى مباني شبكة الإعلام العراقي, التابعة للدولة, للسيطرة عليها بهدف بث بيانات سيعلنها قادة المؤامرة الذين ينتمون الى أكثر من مذهب وهم ليسوا من الصفوف الأولى لقادة وزارة الدفاع, غير ان هناك بعض المؤشرات تفيد ان بعض القيادات العسكرية المعروفة ربما ستعلن تأييدها للمؤامرة على المالكي بعد التأكد من نجاحها وتحقيق أهدافها.
وقال القيادي ان دولة اقليمية يهمها أمر المالكي طلبت منه الحذر الشديد بسبب وجود مؤامرة من داخل القوات العسكرية, كاشفاً عن ان مخابرات هذه الدولة أبلغت رئيس الوزراء العراقي عن وجود تحركات لبعض الألوية والأفواج العسكرية تثير الشكوك, وان قادة هذه الألوية والأفواج يستفيدون من حالة الإرباك الامني بسبب تصاعد أعمال العنف لإقناع المالكي بالموافقة على بعض الاجراءات التي تخدم المتآمرين, وكأن الأمر هو مجرد تدابير أمنية احترازية, وهذا معناه ان تصاعد أعمال العنف في الفترة الأخيرة كان هدفه تمهيد الظروف لهذه المؤامرة وبالتالي على الارجح ان هذه القيادات العسكرية المتورطة ساعدت الجماعات الارهابية بينها تنظيم “القاعدة” في الهجمات والتفجيرات.
وبحسب المعلومات المتوافرة لدى القيادي الشيعي, فإن بعض القيادات العسكرية المتورطة في المؤامرة لديها ارتباطات بنائب رئيس النظام السابق عزة الدوري, فيما هناك قيادات أخرى لديها ملاحظات على طبيعة الوضعين السياسي والأمني في العراق ولذلك هي تؤيد اي تحرك للتخلص من رئيس الوزراء, في حين ستكون مهمة تنظيم “القاعدة” ومن يدور فلكه تنفيذ هجمات ارهابية خاطفة ضد أهداف موالية للمالكي وأهداف في المناطق التي يعتقد انها سترد على المؤامرة, كما ستعمل هذه الفصائل على قطع الطرقات ومهاجمة بعض المواقع الامنية والسجون وفق ما خطط له البعثيون بقيادة الدوري.
وأشار القيادي إلى أن رسائل عثر عليها في منطقة الدور, مسقط رأس الدوري, يتحدث فيها هذا الاخير الى قيادات أخرى بعبارات منها: “جاء يوم خلاص بغداد”, كما يذكر فيها عبارة “الشرفاء من الجيش العراقي”.
وأكد أن قدرات “القاعدة” لم تصل مستوى التخطيط الستراتيجي وليس لدى التنظيم القدرات الميدانية ولا المعلومات الكافية عن الأجهزة الامنية العراقية, مثل التنظيمات التابعة ل¯”حزب البعث” بقيادة الدوري, كي تنفذ مؤامرة بهذا الحجم, كما أن المستندات التي وقعت بيد الاجهزة التابعة للمالكي تؤكد ان تنظيم “القاعدة” حريص على كسب رضى الدوري والبعثيين لأن قيادة “القاعدة” في افغانستان وباكستان تعلم أن أكثر من نصف تعداد عناصرها في العراق هم من البعثيين وفدائيي صدام وعناصر الحرس الجمهوري.
ولفت إلى أن الاجهزة العراقية عثرت على وثائق تثبت أن للدوري اليد العليا على قيادات في تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق” بزعامة ابو بكر البغدادي, ولذلك هذا الاخير حريص على كسب ود البعثيين باستمرار لأنه يعلم ان التفاصيل اللوجستية والحيوية لمقاتلي “القاعدة” في المدن العراقية تخضع لنفوذ الدوري, كما ان المنزل الخاص للبغدادي ومنازل زوجاته معروفة من التابعين للدوري.
وبحسب القيادي المقرب من المالكي, فإن بعض العشائر في جنوب العراق, ذي الغالبية الشيعية, ستتحرك لدعم المؤامرة ضد المالكي وإرباك الوضع الميداني في المحافظات الشيعية, استناداً إلى وثائق كشفت عن أن الدوري خاطب بعض قادة هذه العشائر العربية التي لها عداء مع ايران, كما ان البعثيين السابقين وضباط الجيش السابق سيتحركون في هذه المحافظات للإشراف على تنفيذ هجمات منظمة تستهدف اي قوات متجهة إلى بغداد أو أي قوات ايرانية مفترضة تحاول عبور الحدود للدفاع عن حكم المالكي.
واتهم القيادي العراقي الأجهزة الاستخباراتية الاميركية بإخفاء معلومات عن المؤامرة, مشيراً إلى أن المالكي لا يعرف ما إذا كان وراء هذا التكتم اعتبارات العمل الأمني للولايات المتحدة أم أن الموضوع له صلة بأن واشنطن لا تريد تقديم أي دعم له أي انها لا تريد اجهاض المؤامرة.
وأضاف ان كل ما وصل الى المالكي من معطيات من الدولة الاقليمية الحليفة (في اشارة الى ايران على الارجح) تتحدث عن معطيات أولية لتحرك ألوية عسكرية من داخل معسكرات في بغداد, اما المسؤولون الاميركيون فأجابوا عندما استفسرت قيادات امنية عراقية مقربة من رئيس الوزراء عن طبيعة المؤامرة: ان “القاعدة” ربما يحضر لهجمات أكثر خطورة ونوعية وانه ربما حصل على دعم بعض القيادات في وزارة الدفاع العراقية لتسهيل وقوع الهجمات, وبالتالي بدا هذا الكلام الاميركي غير مقنع لأن المعلومات لدى المالكي تنفي قدرة “القاعدة” على تنفيذ مؤامرة من داخل القوات المسلحة العراقية وان قدراتها تقتصر على تنفيذ هجمات إرهابية متفرقة تستهدف على الاغلب مدنيين, وان الهدف الستراتيجي لقيادة “القاعدة” هو اثارة الفتنة الطائفية, في حين أن البعثيين بقيادة الدوري لا يسعون الى حرب طائفية ويفكرون بكسب قطاعات واسعة من الشيعة لصالح التحرك ضد المالكي.
وكشف القيادي عن أن المالكي استدعى أربع فرق عسكرية من جنوب العراق إلى بغداد وأمر بإصدار هويات جديدة للقوة التي يسمح لها من الاقتراب من مقر إقامته وعمله داخل المنطقة الخضراء, كما ان بعض مستشاريه نصحوه بتجنب زيارة أي مكان عام, لأنه كان ينوي زيارة مناطق تتعرض لهجمات إرهابية.
واعتبر القيادي ان سرعة اتخاذ التدابير على الارض في بغداد قد تكون نجحت في خفض نسبة نجاح المؤامرة المدبرة من قوات رسمية مفترضة من داخل القوات المسلحة العراقية, لكن لا يمكن القول ان المؤامرة انتهت او أن المتآمرين صرفوا النظر عن خطتهم, ولذلك ستشهد الايام المقبلة إعادة ترتيب واسعة لبنية القيادات العسكرية لحين اكتشاف المزيد من المعلومات الدقيقة عن الضالعين في هذه المؤامرة وحجم وأسماء المتورطين بها.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية