مخطط سعودي لحشد آلاف المقاتلين وتوجيههم نحو سوريا والعراق
بغداد/اور نيوز/كشفت مصادر دبلوماسية في إحدى السفارات العراقية الموجودة في الدول العربية، عن تقرير سري يفيد بأن الأمير بندر بن سلطان يقود مخططا سعوديا للسيطرة على العراق وسوريا وإسقاط نظاميهما، حال الهجوم العسكري على الاخيرة، فيما أشار الى منح واشنطن مهلة لبندر حتى منتصف أيلول الحالي للإطاحة بالأسد..
ويوضح التقرير أن “بندر قام بحشد عشرات الآلاف من المقاتلين العرب في تركيا والأردن وشمال لبنان، استعدادا للهجوم الذي سيرافق الضربة العسكرية، بغية السيطرة على كامل الأراضي السورية، والاطاحة بنظام الأسد، فضلا عن السيطرة على غرب العراق، تمهيدا لاسقاط النظام، بالتعاون مع الخلايا النائمة في معظم المحافظات”.
ويشير المخطط الى أن بندر “لن يقف عند هذا الحد، بل سيتعداه الى مرحلة الصدام الأكبر مع إيران عبر مهاجمتها من عدة جهات، من الغرب عن طريق إقليم عربستان، ومن الشرق عبر منطقة بلوشستان، وكذلك من خلال المنطقة الكردية في آذربيجان الغربية، كما أن الأمر يحظى بمباركة نائب الرئيس الاميركي”.
وينقل التقرير عن أبرز المختصين في الشؤون الخليجية بمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي يؤال جوزنسكي، قوله، إن “الولايات المتحدة إذا ما شنت الهجوم على سوريا، فإنها ستنفذ أجندة سعودية في السيطرة على كل من سوريا والعراق، من خلال الجماعات المسلحة التي ستستفيد من المظلة العسكرية الاميركية بالسيطرة على البلدين”. ويضيف في هذا الشان، قولا لأحد أعضاء الكونغرس يصف فيها الحملة العسكرية التي يعد لها الرئيس الاميركي باراك أوباما ضد سوريا بالقول ان الولايات المتحدة تحولت إلى جناح جوي لتنظيم القاعدة في سوريا.
ويضيف التقرير أن “هذا الباحث الإسرائيلي الذي يعمل مستشارا لمدير المخابرات السعودية الامير بندر بن سلطان، وتربطه به صداقة قوية، وعمل مستشارا لأمير قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني، على مدى ثلاثة أعوام، هذا الباحث لم يدل بتلك الشهادة في تحليله لتداعيات الحرب على سوريا بهدف إحراج الولايات المتحدة أو السعودية، وإنما كان في معرض التطرق للأجندة السعودية في كل من سوريا والعراق، والتقاء المصالح الإسرائيلية السعودية في هذا الاطار”.
ويؤكد الباحث المختص في الشؤون الخليجية بحسب التقرير على أن “الأمير بندر هو المحرك الرئيس لدفع الولايات المتحدة الى مهاجمة سوريا، مستغلا علاقاته بالمنظومة الاستخباراتية والعسكرية الاميركية”، مشيرا الى أهمية “دور وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي يستثمر علاقته بالأوساط السياسية الاميركية ولاسيما وزارة الخارجية، من أجل الدفع بالولايات المتحدة، الى شن هجوم على سوريا”.
يذكر أن بندر عمل سفيرا لبلاده في الولايات المتحدة لمدة 22 سنة، وهو ابن شقيق الملك عبد الله وما زال يتمتع بعلاقات قوية في اوساط صناع القرار في اروقة مجلس الشيوخ الاميركي والدوائر الاميركية. ويكشف جوزنسكي عن طبيعة تلك الأجندة التي أعدها الأمير بندر في نطاق تحركه نحو دفع الغرب لمهاجمة سوريا، والتي أطلع قيادات إقليمية عليها ومن بينها الأردن وتركيا ودول الخليج بالإضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، حيث تتضمن :
أولا: حشد أرتال من المسلحين قبيل العملية العسكرية الاميركية، ودفعهم باتجاه الأردن، لاقتحام جنوب سوريا وغرب العراق، وكذلك باتجاه تركيا من أجل اقتحام شمال سوريا وشمال الأردن، وصولا إلى محافظة نينوى للسيطرة عليها”.
وتجسيدا لهذه الأجندة، يتطرق الباحث الاسرائيلي الى معلومات تحصل عليها من قبل أكاديمي عربي كان يعمل أستاذا للعلوم السياسية في السعودية، تتحدث عن “تدفق ما بين 5 الى 10 آلاف مقاتل تم تجنيدهم من اليمن والأردن والمغرب العربي ومن دول إسلامية أخرى وصلوا الأردن وتركيا وشمال لبنان، نهاية الأسبوع الماضي، استعدادا للدخول إلى سوريا والعراق بعد بدء الضربة الاميركية الأولى على سوريا”.
وتشير التقارير الى أن “هذه الأرتال ستعقبها أرتال أخرى، إذ أن الأمير بندر أطلع حكام عدد من الدول، ومنها الأردن، وأنصاره في شمال لبنان، وتركيا رغم الجفاء الذي ظهر بينهما في أعقاب إسقاط نظام الإخوان المسلمين في مصر، أطلعها على أنه يعد لتجنيد 50 ألف مقاتل من أجل التمكن من السيطرة الكاملة على سوريا والعراق، إضافة إلى الأرتال الموجودة داخل سوريا وداخل العراق”.
ثانيا: ينظر الأمير بندر إلى الهجوم العسكري الاميركي على أنه سيمهد الطريق بعد السيطرة على سوريا والعراق للصدام الأكبر مع إيران، وأنه مصمم على تقويضها من الداخل، وأن جهدا عملياتيا سينطلق ضد إيران من الغرب في منطقة عربستان أي إقليم خوزستان وعاصمته الأهواز، وكذلك من منطقة بلوشستان، وكذلك من المنطقة الكردية في أذربيجان الغربية.
ثالثا: أن جهات اميركية أبدت موافقتها على هذه الأجندة ومن بينها مستشارة الأمن القومي ونائب الرئيس الاميركي.
رابعا: أن الأمير بندر اتفق مع الملك الأردني عبد الله الثاني، على وضع الأردن تحت تصرفه، وتصرف القيادة الاميركية لكي تشن هجومها على سوريا، فيما تقوم قوة من المقاتلين العرب بشن عملية اجتياح واسعة لغرب العراق.
مقابل مبالغ طائلة سيتقاضاها الملك الاردني خلال الأسبوعين الأخيرين والحاسمين، حيث ستبلغ بحسب التقارير 10 مليارات دولار، سيتسلم 5 منها فقط ، فيما سيستلم الدفعة الأخرى منها في حال نجاح الأجندة المرسومة بالسيطرة على سوريا والعراق، فضلا عن مغريات أخرى، أبرزها ما قطعه بندر من وعود بمنح الأردن حصة من عائدات النفط العراقية.
ويبين المختص في الشؤون الخليجية بمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، أن “الأمير بندر أصيب بحالة من الاضطراب والارتباك نتيجة لما اعتبره ترددا من قبل الدول الغربية التي أقنعها بالمشاركة في الهجوم على سوريا مثل بريطانيا وتراجع كندا واحتمال أن تتراجع دول أخرى”، مستدركا “لكنه راهن على قدرته باحداث تأثير داخل مفاصل الإدارة الاميركية، وخاصة المفاصل المحورية المسؤولة عن صنع القرار الأمني”.
في غضون ذلك، يكشف جوزنسكي عن ان “المسؤولين الاميركان هددوا الأمير بندر بسحب الملف السوري من الرياض في حال فشلها باسقاط نظام الأسد، مثلما فعلت ذلك مع قطر، وقد أعطته مهلة حتى 15 أيلول الحالي”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية