سبتمبر 08, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

العراق .. بلد الـ 5 ملايين يتيم!

العراق .. بلد الـ 5 ملايين يتيم!

يشكلون 5 % من أيتام العالم

ادّت الحروب وأعمال العنف في العراق إلى ارتفاع كبير في عدد الأيتام الذين يعاني قسم كبير منهم من مشكلات نفسية واجتماعية باتت تمثّل خطراً على مستقبلهم، ويتسرّب كثيرون من الدراسة، فيما لا يُستبعد أن يكون الإجرام سلوكاً مستقبلياً لدى بعضهم على خلفية ظروف قاهرة دفعت كثيرين منهم إلى سوق العمل بأعمار صغيرة جداً، وسط غياب تام لأيّ معالجات أو رعاية حكومية لهذه الشريحة.

ويوجّه متخصّصون اللوم إلى الجهات الرسمية ويتّهمونها بإهمال هؤلاء الذين يحتاجون إلى اهتمام كبير وبرامج متطوّرة لتأهيلهم حتى يتجاوزوا التأثيرات النفسية التي نجمت عن مقتل الأب في انفجار أو في معركة أو خلال عملية خطف، ففي العراق تعدد الوسائل والموت واحد.

22 دار للأيتام

وتعزو الخبيرة في مجال التربية والتعليم إسراء الزهاوي، سبب ارتفاع أعداد الأيتام إلى ما يشهده العراق من حروب وأزمات وإرهاب وكوارث أدّت إلى فقدان أركان الأسرة وهما الأب أو الأم أو الاثنان معا، ومن ثمّ بات الأيتام حصيلة ما حدث وما يحدث.

وتقول الزهاوي في حديث لـ (باسنيوز)، إن «هناك ما يقار ب 22 دار أيتام في البلاد تابعة لوزارة العمل، ولكن الموجودين فيها لا يتجاوزون 100 يتيم، أما بقية الجهود فهي تحسب لمنظمات المجتمع المدني».

وتضيف الزهاوي، أن «هناك إهمال واضح من قبل الحكومة لمعالجة مشكلة الأيتام، فغالبيتهم يصبحون مشردين في الطرقات والشوارع ولا يوجد من يحتضنهم ويرعاهم، وذلك يتسبب بمشاكل آنية ومستقبلية للمجتمع وللطفل أو الحدث اليتم نفسه أيضاً».

وأظهرت بيانات مفوضية حقوق الإنسان في العراق الخاصة بالعام السابق، حقائق وإحصاءات «مفزعة» عن واقع الأطفال العراقيين الصعب.

حيث أكدت المفوضية وجود 5 ملايين يتيم يمثلون نحو 5 في المئة من إجمالي عدد الأيتام في العالم، الأمر الذي يعكس هول المأساة الإنسانية التي أفرزتها الحروب المتعاقبة على العراقيين عامة والأطفال منهم على وجه الخصوص.

كما كشفت المفوضية انخراط مليون طفل عراقي في سوق العمل، بالنظر لحالة العوز التي تعاني منها العوائل الفقيرة، كما وأشارت لوجود 4 ملايين ونصف مليون طفل ترزح عوائلهم تحت مستوى خط الفقر.

وأثارت هذه الأرقام الصادمة موجات من الاستنكار في أوساط الرأي العام والشبكات الاجتماعية في العراق، لما تعكسه من امتهان لقيم الطفولة، ومن سوء واقع الأطفال العراقيين وترديه، محملين السلطات العراقية وزر عدم منع عمالة الأطفال وعدم سن قوانين وتشريعات رادعة لمنع هذه الظاهرة الخطيرة، وبمقاضاة من يستغل الأطفال في سوق العمل، سواء من ذويهم أو من أرباب العمل.

الأيتام .. الفئة المهمشة

وتشير الناشطة هيمان رمزي، إلى أن «الأطفال الأيتام هم أبرز ضحايا الحروب، ويكوّنون الفئة المهشمة في المجتمع، التي تعاني ويلات الفقر والعوز الاجتماعي والاقتصادي والنفسي والتعليمي.

وأضافت، أن «أيتام العراق لديهم احتياجات نفسية وتربوية ومادية وتعليمية وحتى سلوكية، فالطعام والملابس ليس كل ما يحتاج إليه هؤلاء الأطفال إنما سدّ النقص الحاصل لديهم يحتاج إلى إمكانات تقويمية، لأن تبعات ما يعيشونه سيعاني منها المجتمع في ما بعد».

من جهتها، ترى المتخصّصة في الصحة النفسية الدكتورة حوراء الموسوي، أن «وفاة شخص عزيز قد يترك أثراً سلبياً ومريراً دائماً في نفس من فقده، لا سيّما إذا قُتل غدراً أو مات ضحية ابتزاز أو إلى ذلك»، وتتطرق إلى سلبية تضرّ بالمجتمع جرّاء الأثر الذي تخلّف حالة الوفاة، خصوصاً «مع عدم توفّر بيئة حاضنة مناسبة تساعد الطفل أو اليافع على التخلص من السلبية».

وتشدّد الموسوي على «ضرورة وجود دور كبير للمؤسسات الحكومية والمنظمات المدنية والمجتمع، لكنّ ذلك صعب التطبيق في العراق نظراً إلى الأوضاع المتردية اقتصادياً بالإضافة إلى الصراعات السياسية الداخلية التي تعوّق المشاريع التربوية والنفسية الناجحة».

ويؤكد متخصصون أن معاناة الأطفال واليافعين الأيتام تستوجب تضافراً حكومياً ومجتمعياً كبيراً، حيث أن كلّ ما يعيشه العراق الآن يؤثّر على جميع الأطفال واليافعين بشكل عام، وذلك لأنّ البلد بات يفتقر إلى المرافق الترفيهية والثقافية والاجتماعية والرياضية والتعليمية والصحية التي تحتاجها الناشئة، هذا على مستوى الأطفال الذين يعيشون في كنف والديَهم، لكنّ الحال أصعب كثيراً بالنسبة إلى الذين فقدوا آباءهم، خصوصاً بسبب العنف.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi