القيادة المركزية الامريكية تكشف تفاصيلا جديدة عن مقتل زعيم داعش
قامت القوات الأميركية فجر يوم أمس الخميس، لدى وصولها إلى المكان الذي يختبئ فيه زعيم داعش بقصف المكان، وطالبته بالاستسلام، لكنه لم يستجب ويقاوم، وأنهى حياته وعائلته يتفجير نفسه.
قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية، كينيث ماكنزي، عقب تنفيذ الإنزال الجوي الذي نفذته القوات الأميركية في إدلب، وقتل خليفة تنظيم داعش، أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، تحدث عن تفاصيل العملية العسكرية.
ماكينزي الذي تحدث بعد مقتل مؤسس زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، من قبل القوات الأميركية في تشرين الاول 2019، لمعهد الشرق الاوسط في اميركا، وهي مؤسسة فكرية بحثية تعمل على دراسات الشرق الاوسط، وتأسست عام 1946 في واشنطن.
أكد ماكنزي في تصريح أدلى به عبر تطبيق زووم، أن هدف العملية التي نفذت في إدلب شمال غرب سوريا، كانت لاعتقال زعيم داعش وليس لقتله، مضيفاً أن شخصية أبو إبراهيم القريشي، كانت مختلفة تماماً عن شخصية أبو بكر البغدادي، حيث كان البغدادي بمثابة فيلسوف “مفكر” داخل التنظيم، لكن أبو إبراهيم الذي أطلق عليه اسم عبد الله لم يكن مثل البغدادي، فهو كان مسؤولاً عن التخطيط وإدارة العمليات أكثر.
ويقول ماكنزي إن القوات الأميركية وصلت إلى مخبأ القريشي بالمروحيات، فقد كان يقيم في مبنى يتألف من ثلاثة طوابق، حيث قامت القوات بمحاصرة المكان أولاً.
وتابع: “وبعد محاصرة المكان طالبت القوات الأميركية من سكان المبنى بإخلاء المكان، وقام ستة أشخاص في الطابق الأول من المبنى بترك المكان”.
يقول قائد القوات المركزية إنه بعد ترك الأشخاص الستة الطابق الأول حدث انفجار في الطابق الثالث للمبنى، موضحاً أن الانفجار كان أقوى من دوي انفجار حزام ناسف.
وذكر ماكينزي أن الانفجار كان قوياً جداً، وقضى على كل من كانوا في الطابق الثالث، وتسبب بقذف عدد من الأشخاص من داخل المبنى ومنهم زعيم داعش أبو إبراهيم القريشي.
زعيم داعش لم يقاوم الهجوم، ولم يستجب لمطالبات القوات الأميركية بالاستسلام، ماكينزي نوه قائلاً: “أريد أن اؤكد أن الحاج عبد الله لم يقاتل، وقام بقتل عائلته دون قتال، رغم مطالبتنا باستسلامه، وعرض طريق للخلاص له”.
وعن المواجهات في الطابق الثاني بالمبنى، فبحسب قائد القوات المركزية توجهت القوات الأميركية عقب الانفجار إلى تمشيط وتنظيف المكان، وقام عنصران بمواجهة القوات الأميركية هناك وإطلاق النار عليهم، موضحاً “كان هناك عنصران يختبئان بين الأطفال وقاما بإطلاق النار على القوات الأميركية، وأدت المواجهات بين الطرفين إلى مقتل طفل والعنصرين أيضاً”.
وكان العنصران رجلاً وامرأة “بعد إزالة الخطر، قامت القوات الأميركية بإنقاذ أربعة أطفال بينهم رضيع في الطابق الثالث”، وفقاً لماكنزي.
هجوم القاعدة
خلال قيام القوات الأميركية بتمشيط الطابق الثاني للمبنى الذي كان يحوي زعيم داعش، توجه عدد من العناصر، يرجح ماكنزي أن يكونوا على علاقة بتنظيم القاعدة في سوريا، نحو القوات الأميركية محملين بالسلاح، لكن المروحيات الأميركية كانت تراقب الوضع على الأرض.
ماكينزي ذكر أن عنصرين على الأقل قتلا خلال مواجهات مع عناصر في المروحيات الأميركية، وذلك للدفاع عن القوات الأميركية على الأرض.
العثور على أبو إبراهيم القريشي
قذفت شدة انفجار الطابق الثالث القريشي إلى الخارج، وبعد البحث وجدت القوات الأميركية جثة زعيم داعش خلف المبنى.
يقول ماكنزي إن: “القوات الأميركية وجدت أمير داعش ميتاً ملقي على الأرض خارج المبنى، وتم التأكد من هوية الحاج عبد الله من خلال اجراء فحوص لبصماته وحمضه النووي ال (دا ان اي)”.
وتم انقاذ 10 اشخاص عزل (غير مقاتلين)، كانوا يتواجدون في المبنى الذي كان يختبئ فيه القريشي، وقامت القوات الأميركية عقب انهاء العملية بإطلاق سراحهم.
ويضيف ماكينزي، انه وفقاً للتقديرات حول عدد الأشخاص المتواجدين في المبنى المستهدف، نعتقد ان الاسلوب الجبان الذي مات فيه القريشي اودى بثلاثة اشخاص عزل على الاقل، طفل وامراتين، ومن المحتمل ان يكون العدد اكبر”.
المروحية المحطمة
قائد القيادة المركزية للقوات الاميركية يقول إنه خلال تواجد القوات في مكان العملية واجهت إحدى المروحيات الأميركية مشكلة كبيرة، لكنها حطت بسلامة، وتم نقل القوات التي كانت على متنها، وتم إعادة تشغيل المروحية من جديد “للتأكد من عدم ترك أي معدات حساسة في سوريا”، على حد قول ماكنزي.
أميركا لم تكن وحدها
كشف ماكينزي خلال حديثه أن القوات الأميركية لم تنفذ العملية العسكرية لوحدها، بل مع قوات التحالف الدولي، من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ.
ماكنزي أعلن عن أحد الاطراف المشاركة مع القوات الاميركية في العملية العسكرية، وهي قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
ويقول ماكنزي “أشيد بعمل خبرائنا وببطولة القوات الاميركية التي نفذت العملية، مع شركائنا المتميزين الذين شاركوا في أداء العملية والتخطيط لها، وكانوا داعمين لنا في تنفيذها”.
“وأضاف: “أريد أن اؤكد على الدعم المقدم من قبل شركائنا في سوريا، قوات سوريا الديمقراطية، الذين كان لهم دور ثمين في نجاح العملية، رغم عدم مشاركتهم الميدانية في مكان العملية”.
اميركا ملتزمة بأمن المنطقة
ذكر قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية، نحن حزينون لمقتل أشخاص عزل في مكان العملية، لكنني أود أن أشير إلى أن تنظيم داعش مسؤول بشكل مباشر وغير مباشر عن مقتل جميع أعضاء العائلة خلال العملية، بسبب أعمالهم الجبانة، واختيار مقاتلة القوات الأميركية قرب الأفراد العزل”.
ماكينزي يؤكد أنه تم تحرير أغلب الأفراد العزل من المكان المستهدف، ويضيف: “قدمت القوات الأميركية كل الفرص لتحرير هؤلاء الأفراد المتواجدين في المبنى”.
وقال عن مقتل أبو إبراهيم إن “مقتل الحاج عبد الله إشارة واضحة على التزام أميركا بالعثور على الإرهابيين، الذين يخططون لإضرارنا والقضاء عليهم، ولن نتوقف ما دامت منظماتهم مستمرة بممارسة العنف والإرهاب تجاه المجتمع الدولي، والولايات المتحدة الاميركية”.
ماكينزي في نهاية حديثه أكد أنه “هذه رسالة ايضاً لأولئك الافراد الذين كانوا يدعون أن اميركا لم تعد ملتزمة بأمن المناطق الواقعة تحت مسؤولية القيادة المركزية للقوات الأميركية”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية