مبعوثة الأمم المتحدة الى العراق: آن الأوان لتنفيذ اتفاق سنجار
أكدت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة الى العراق، جينين بلاسخارت، انه لم يُشهد أي تقدّم في مسار تنفيذ الاتفاق الذي عقد بين أربيل وبغداد بشأن سنجار، وأنه آن الأوان لتنفيذ هذا الاتفاق.
جاء ذلك، في إحاطة قدمتها بلاسخارت، مساء الخميس (18 أيار 2023)، الى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في جلسته المخصصة لمناقشة الأوضاع في العراق.
وأعربت بلاسخارت عن إحباطها إزاء عدم تسجيل أي تقدم يذكر في تنفيذ اتفاق سنجار المبرم عام 2020، على الرغم من تكرار اعلانات الالتزام، مشيرة الى ان “مثل هذا الركود يفسح المجال للمخربين لاستغلال الوضع، ما يعوق امام اهالي القضاء الذين شُرّدوا عن العودة الى مناطقهم”.
بلاسخارت قالت: “إذا نظرنا إلى سنجار عن قرب، لا نملك سوى الإعراب عن خيبة أملنا لأنه لم يتحقق سوى نزر يسير من التقدم، أو لم يحدث أي تقدم على الإطلاق نحو تنفيذ اتفاق سنجار لعام 2020، على الرغم من إعلانات الالتزام المتكررة. وحتى نكون على بيّنة: إن مثل هذا الركود يفسح مجالاً واسعاً للمفسدين (من مختلف التوجهات والانتماءات) لاستغلال الوضع لمآربهم الخاصة. كما يمنع آلاف النازحين من أهالي سنجار من العودة إلى مناطقهم الأصلية”.
وأضافت بلاسخارت أن “التزايد الأخير في التوترات بين المجتمعات المحلية في سنجار قد أججته إلى حد كبير المعلومات المضللة عبر الإنترنت التي استهدفت الأيزيديين. وعمل القادة المحليون من جميع الأطراف بشكل جماعي للحد من تزايد التوترات”، مستدركة بأن “التحديات التي تواجه المصالحة ستستمر إلى أن يتم اتخاذ خطوات مجدية، بما في ذلك تلك التي تتعلق بالإدارة الموحدة والهيكليات الأمنية المستقرة وإعادة الإعمار”.
وتابعت: “الآن، ومع إدراج اتفاق سنجار لعام 2020 كإحدى أولويات البرنامج الحكومي الواضحة، فلقد حان الوقت لتنفيذه”.
واثنت المبعوثة الأممية على “الالتزام الذي أظهره العراق بإعادة رعاياه من شمال شرق سوريا”، مبينة انه “لا يزال مثالاً يحتذى به”، ولافتة الى انه “في حين أنه من المتوقع أن تكون هناك جولات جديدة من العودة، فإن العمل مستمر لإعادة إدماج أولئك الذين عادوا سابقاً في مناطقهم الأصلية أو، عند الاقتضاء، السعي إلى تحقيق المساءلة وفقاً للقوانين السارية”.
وشددت بلاسخارت على “أهمية استمرار الدعم للعراق وحاجة أي بلد له رعايا في شمال شرق سوريا أن يفعل نفس الشيء من خلال إعادة رعاياه إلى وطنهم”، موضحة: “ستظل الحلول الدائمة للعائدين من شمال شرق سوريا وجميع النازحين الآخرين ضرورية. ويتسم هذا الأمر بأهمية خاصة بعد الإغلاق المفاجئ لمخيم في محافظة نينوى في شهر نيسان الماضي. إذ تصعب السيطرة على النزوح الثانوي ويتسبب بخلق مخاطر جديدة”.
بلاسخارت اشارت في إحاطتها الى ان الخلافات بين الاحزاب السياسية الكوردية في اقليم كوردستان اثرت على العلاقات بين اربيل وبغداد، وأن “التفاعلات لا تزال توصف بأنها جيدة لكنها معقدة. ومن الواضح أن الصراعات السياسية الداخلية في إقليم كوردستان لا تساعد، بل تؤثر على العلاقة مع الشركاء في بغداد”.
وركزت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة الى العراق على اهمية (أهمية الحوكمة الاستباقية وبالتالي إضفاء الطابع المؤسسي لبنية العلاقات بين بغداد وأربيل. وسواء كان الأمر يتعلق بالميزانية أو التساؤلات حول موارد النفط والغاز أو المناطق المتنازع عليها أو تنفيذ اتفاق سنجار أو أي مسألة معلقة أخرى، فإنه لا يزال من الضروري أن نتجاوز حدود التعاملات الظرفية).
يشار الى ان مجلس الأمن الدولي عقد اليوم جلسته لمناقشة الاوضاع في العراق واوكرانيا، الى جانب جملة ملفات أخرى محل اهتمام المنظمة الدولية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية