هولندا.. طرد جميع المهاجرين الذين لا يحملون الجنسية الأوكرانية
تمر هذا الأسبوع الذكرى الثانية لاندلاع الحرب الأوكرانية، خلال هاتين السنتين تشرد أكثر من ستة ملايين مواطن أوكراني وقتل عشرات الأطفال ودمرت مدن.
فتحت الدول الأوروبية ومن بينها بريطانيا، أبوابها خلال هاتين السنتين في وجه المهاجرين الأوكرانيين.
البيانات الرسمية للاتحاد الأوروبي تشير إلى استقبال 4.3 مليون أوكراني في عموم أوروبا، 1.25 مليون منهم توجهوا إلى ألمانيا وتوجه نحو مليون آخر إلى بولندا.
بيانات الاتحاد الأوروبي تشير أيضاً إلى أن 98% من المهاجرين الذين منحوا حق الحماية الموقتة أو الإقامة الموقتة في أوروبا أوكرانيون. لكن يبدو أن هذا سيطرأ عليه تغير تدريجي. خاصة فيما يخص غير الأوكرانيين الذين دخلوا أوروبا كنازحين، ويوجد بينهم كورد.
فمثلاً، ستقوم هولندا من مطلع الشهر المقبل بطرد كل من لا يحمل الجنسية الأوكرانية. كذلك تتخذ النرويج إجراءات مشددة من بينها قطع المساعدة المالية التي تمنح لكل مهاجر في البلد.
للحديث عن الأوضاع المعيشية لكورد المهجر في أوكرانيا وفي دول الاتحاد الأوروبي، استضاف برنامج دياسبورا د. عبدالستار شاهين وهو طبيب كوردي معروف وناجح انتقل من أوكرانيا إلى ألمانيا، وأمين كوت وهو رجل أعمال كوردي معروف في أوكرانيا ويقيم فيها حالياً.
في البداية، كشف د. عبدالستار شاهين النقاب عن أن عدداً كبيراً من الكورد القاطنين في أوكرانيا هاجروا إلى دول أوروبا و”أوضاع كورد أوكرانيا المهاجرين والمقيمين الآن في أوروبا ليست جيدة، فأغلب الكورد الذين هاجروا من أوكرانيا إلى أوروبا لا يجدون فرص عمل”.
وتشير إحصائيات الاتحاد الأوروبي إلى أن 55% من المهاجرين من أوكرانيا إلى أوروبا يعملون بينما 45% منهم عاطلون عن العمل لأسباب مختلفة.
د. عبدالستار شاهين الذي كان يعمل طبيباً في مدينة خاركيف الأوكرانية، قال: “المهاجرون الكورد من أوكرانيا عليهم الإسراع في تعلم اللغة الألمانية، وأنا الآن مشارك في دورة لتعلم اللغة الألمانية وأريد إتقان الألمانية لأعود لممارسة مهنتي كطبيب هنا”.
وعن العدد الحقيقي للكورد الذين رحلوا من أوكرانيا إلى ألمانيا، قال الطبيب الكوردي: “عدد الكورد المقيمين في أوكرانيا وهاجروا منها ويقيمون الآن في ألمانيا غير معروف”.
وأشار د. عبدالستار شاهين إلى أن الكورد الذين يقيمون في أوكرانيا قدموا الكثير من المساعدة لمواطنيهم، لأن الأوكرانيين ساعدوا الكورد باستمرار في السابق.
وأضاف د. عبدالستار شاهين: “هناك تاريخ طويل يربط الكورد المقيمين في أوكرانيا بالمواطنين الأوكرانيين، وهم يساندون بعضهم البعض وهذا دأبهم باستمرار”.
رجل الأعمال الكوردي، أمين كوت، المقيم في مدينة خاركيف على الحدود مع روسيا، ذكر أن المدينة دمرت رغم بعض الهدوء الذي يشهده مركز المدينة حالياً، فالمعارك مستمرة في الضواحي وهناك الكثير من الدمار و”لا يزال أهالي المدينة متفائلين يزرعون الزهور وينظفون المدينة ويعملون، لكن غالبية السكان رحلت عن المدينة”.
أمين كوت رحل قبل سنوات من روجآفاي كوردستان بسبب الحرب الأهلية في سوريا ليستقر في أوكرانيا، لكن لم يكن قد ارتاح عندما اندلغت الحرب هناك أيضاً، ويقول عن عدد الكورد الذين رحلوا من أوكرانيا إن “80% من الكورد المقيمين في أوكرانيا هاجروا بعد اندلاع الحرب وقصدوا الدول الأوروبية، لكن ارتباط وعائلتي بأوكرانيا جعلنا نقرر عدم مغادرة أوكرانيا مهما حصل، وبقينا فيها”.
قسم كبير من الكورد الذين كانوا يقطنون أوكرانيا يحملون جنسيتها، ويقول أمين كوت: “الكورد الحاملون للجنسية الأوكرانية استطاعوا الوصول إلى الدول الأوروبية ليعيشوا حياة أفضل فيها”.
ويرى رجل الأعمال الكوردي أن الباقين في أوكرانيا مازالوا يأملون عودة الأمان والحياة الهانئة إلى بلدهم و”قد عادت الأوضاع لتستقر في أوكرانيا بفضل مساعدات أمريكا وأوروبا، ونأمل أن تنتهي الحرب وتتحسن الحياة هنا ويعود اللاجئون”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية