قصة “أوميد حمه علي” الناجي من الموت 3 مرات في حلبجة والأنفال
أوميد حمه علي، فقد أمه وأخواته وإخوته وهو في السنة الأولى من عمره، عندما قصفت قوات النظام العراقي السابق مدينة حلبجة سنة 1974.
يقول أوميد حمه علي لشبكة رووداو عن تلك الحادثة: “في سنة 1974 كان عمري سنة واحدة، وبعد قصف قلعة دزه تم قصف حلبجة بقنابل النابالم المحظورة”.
ويضيف أن واحدة من هذه القنابل سقطت على دارهم، مردفاً: “كنت حينها في حضن والدتي وكانت أخواتي معنا. للأسف، استشهدن جميعاً وأصبحت والدتي درعاً لي حماني من الإصابة”.
ويوضح: “بقيت أنا حياً، واستشهدن للأسف. بقينا أنا ووالدي”.
في القصف الكيمياوي لحلبجة سنة 1988 فقد أوميد حمه علي عائلته مرة أخرى، حيث أصيب إصابة شديدة ونقل إلى إيران لتلقي العلاج.
عن تلك الحادثة، يوضح: “بعد ست سنوات من المعاناة والألم والحرمان من حنان الأم، يبدو أن والدي قرر الزواج وتكوين أسرة جديدة، فأصبح لي أخوات وإخوان آخرون بحلول العام 1988، لكن للأسف، وفي يوم 16 آذار الكارثي كانوا جميعاً في سيارة، والتي هي معروضة الآن في نصب حلبجة التذكاري”.
أوميد حمه علي، يضيف: “كنا نحاول الخروج من مدينة حلبجة، وبالتأكيد لم تكن عندنا معلومات عن السلاح الكيمياوي، وكنا قد تأثرنا به ولم نكن نستطيع شيئاً، وبقينا يومين في السيارة”.
“استشهدوا خلال تلك الفترة للأسف، وكنت أنا مصاباً، ثم عندما جاءت فرق صحية إيرانية إلى حلبجة وقاموا بتغطية الحدث، وبحثت الفرق الصحية عن المصابين، عثروا عليّ ونقلت بواسطة مروحية إلى إيران”، وفقاً لأوميد.
ويردف في حديثه: “نقلت إلى جانب عدد آخر من المصابين بالأسلحة الكيمياوية، ويبدو أن حالتهم الصحية كانت سيئة للغاية وأنا مثلهم”.
تم تكفين أوميد، مع عدد من الشهداء لدفنهم، لكن أحدهم يشعر في المقبرة بأنه يتحرك وينقذه.
بخصوص ذلك، يقول أوميد حمه علي: “بعد أن استشهدوا، يبدو أني كنت أيضاً فاقداً للوعي، حيث تم تكفيني معهم، وتم نقلنا إلى واحدة من مقابر إيران”، مستدركاً أن “الله تعالى أراد لي العودة إلى الحياة مجدداً، ويبدو أنني تحركت حينها ورأى أحد العاملين أن أحد الذين في الأكفان يتحرك”.
ثم أجروا له فحصاً أولياً وعلموا أنه لازال حياً، ونقلوه إلى مستشفى في إيران، حيث خضعت للرعاية الطبية لفترة طويلة هناك.
بعدها قرر أوميد العودة إلى حلبجة، لكن وبمجرد وصوله إلى جنوب كوردستان تعرض لحملة الأنفال، ويقول عن ذلك: “عاد أهالي حلبجة من إيران، حيث قيل إن نظام صدام أصدر عفواً، وقيل إنه سيعيد إعمار حلبجة، وكان أهالي حلبجة تواقين للعودة، لكنهم كانوا يعرفون أي وحش وأي دكتاتور هو صدام، ويعرفون جرائمه”.
ويستدرك أوميد: “كنا نتوق للعثور على من تفرق من أفراد عوائلنا وأقاربنا. للأسف، وبمجرد دخولنا الأراضي العراقية واجتيازنا الحدود كانت هناك سيارات عسكرية وجنود مسلحون حملونا بوحشية وبصورة غير لائقة على ظهور الشاحنات العسكرية ونقلونا نحو نقرة السلمان وتلك المناطق التي خصصوها، لأنفلة هؤلاء الناس الأبرياء ودفنهم أحياء”.
ويقول أيضاً إن “هذا يعني أني واجهت ثلاث مرات ثلاث فواجع، وفي المرات الثلاث عدت من مشارف الموت”.
يواصل أوميد حياته الآن، لكن صحته ليست جيدة، ونتيجة التأثر بالكيمياوي، ولد له ثلاثة أولاد أموات.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية