قراءة امريكية في تصنيف “انصار الله الاوفياء”: رسالة قوية لإيران
أكد معهد “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” الامريكية على اهمية التصنيفات التي تقوم بها واشنطن بحق الفصائل العراقية خصوصا المنتمية الى “المقاومة الاسلامية في العراق”، معتبرا أنها تظهر التزام الولايات المتحدة بملاحقتها بتهمة “نشر الفوضى في المنطقة”، وأنها تشكل تهديدا لها ولإسرائيل برغم التهدئة المعلنة ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
وبداية ذكّر التقرير الأمريكي، بترجمة وكالة شفق نيوز، بتصنيف وزارة الخارجية الأمريكية جماعة “حركة انصار الله الاوفياء” في 17 حزيران/يونيو الحالي، كمنظمة ارهابية، وقائدها حيدر الغراوي كـ”ارهابي عالمي”، مشيرة إلى ان الخطوة مهمة لأنها تظهر أن واشنطن تواصل التركيز على تهديد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق.
وبعدما أشار التقرير إلى أن “حركة انصار الله الاوفياء” هي جزء من “المقاومة الاسلامية في العراق”، ومتحالفة مع ايران، لفت الى أن “المقاومة الإسلامية” كثيرا ما قامت باستهداف اسرائيل طوال الحرب مع حركة حماس، وهي تعتبر من بين “وكلاء إيران” العديدين الذين يهاجمون اسرائيل باستخدام الطائرات المسيرة، ومؤخرا من خلال محاولة استخدام صواريخ “كروز”.
وتابع التقرير أن واشنطن تصنف “المقاومة الاسلامية في العراق” باعتبارها “مجموعة واجهة تضم العديد من الجماعات الارهابية و الميليشياوية المتحالفة مع ايران، بما في ذلك التنظيمات الإرهابية التي صنفتها الولايات المتحدة مثل كتائب حزب الله، وحركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء”، مضيفا انه هاجمت بشكل متكرر مواقع التحالف الدولي لهزيمة داعش في العراق وسوريا.
وذكر التقرير بأن “كتائب حزب الله” كانت مسؤولة عن الهجوم على القوات الامريكية في الاردن في يناير/كانون الثاني والذي أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين، الا انه اشار الى ان هذه الجماعات قللت خلال الاشهر الاخيرة من تهديداتها للقوات الأمريكية، لكنها في المقابل، رفعت من تهديداتها لإسرائيل.
وبحسب الخارجية الأمريكية، فإن “حركة انصار الله الاوفياء” كانت متورطة في هجوم الاردن، بالاضافة الى انها هددت علنا بمواصلة مهاجمة المصالح الأميركية في المنطقة، وساهمت ايضا في ترهيب الشعب العراقي.
واعتبر التقرير أن خطوة التصنيف تظهر أن الولايات المتحدة ملتزمة باستخدام كافة الأدوات المتاحة من أجل مواجهة دعم ايران للارهاب واضعاف وتعطيل قدرات الجماعات المدعومة من إيران على القيام بهجمات ارهابية.
ألا التقرير الامريكي قال ان ان القصة الأوسع هنا تتعلق بأن الولايات المتحدة قامت بتصنيف جماعات أخرى داخل “المقاومة الاسلامية في العراق”، وهي تبحث حاليا عن المزيد من الكيانات لاستهدافها مثل “حركة انصار الله وهذا مهم في المقام الأول للجانب الرمزي، بما يظهر ان الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بملاحقة الميليشيات المدعومة من ايران في العراق والتي نشرت الفوضى في المنطقة وتهدد الولايات المتحدة واسرائيل وآخرين.
الا ان التقرير لفت إلى أن السؤال الأكثر أهمية الآن يتعلق بما سيأتي بعد ذلك في العراق، مشيرا الى ان الجماعات المدعومة من ايران قامت بتوسيع هجماتها على اسرائيل، وتعلن بشكل دائم عن هجمات بطائرات مسيرة، إلا أنه “يبدو أن معظمها لا يغادر المجال الجوي العراقي”، مضيفا أن ذلك يطرح تساؤلات حول ما اذا كانت ايران تحرم هذه المجموعات من الموارد عمدا، أم أنها ببساطة تختلق قصصا عن هجماتها.
ومع ذلك، حتم التقرير بالاشارة الى ان ان هذه الجماعات العراقية تواصل شن هجماتها، مذكرا بهذا الإطار بالإعلان في 16 حزيران/يونيو عن استهداف مدينة حيفا بصاروخ كروز متطور في عملية جديدة دعما للفلسطينيين، مشيرا إلى أن الصارخ المستخدم هو من طراز “العقرب”، وايضا اعلان “المقاومة الاسلامية” عن هجوم آخر بصواريخ كروز في أوائل شهر أيار/مايو بينما أكد الجيش الاسرائيلي انه قام بالفعل باعتراض صاروخ كروز متجها نحو اسرائيل “من الشرق” في 30 ايار/مايو.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية