بين تهريب واستهلاك.. تقرير: العراق مركز للمخدرات
أفاد “مشروع التحقيقات الصحفية حول الجريمة المنظمة والفساد” يوم الخميس، بأن الأزمات التي ضربت العراق طوال عقود ساهمت في زيادة انتشار تعاطي المواد المخدرة، لافتاً إلى أن العراق يتحول إلى مركز رئيسي لتهريب المخدرات، بعد مصادرات امنية طالت ما قيمته 144 مليون دولار من المواد المخدرة خصوصاً الكيبتاغون.
وبحسب تقرير للموقع الصحفي، الذي له تمثيل في العديد من دول العالم، ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن تقريراً للأمم المتحدة صدر مؤخراً عن مكتبها لشؤون المخدرات والجريمة، أفاد بأن السلطات العراقية صادرت كميات قياسية من الكبتاغون خلال العام 2023، قيمتها تعدل 144 مليون دولار، ما يشير الى ان العراق يتحول ليكون مركزا رئيسيا لتهريب المخدرات.
ولفت التقرير، إلى أن الكبتاغون هو منشط قوي وليس معروفا بشكل كبير خارج منطقة الشرق الأوسط، لكنه منتشر في بعض دوله، بما في ذلك في السعودية والامارات، وهو مصنوع من الأمفيتامينات والكافيين، واستخدامه منتشر بين العمال ورواد الحفلات الذين يستخدمونه لمحاربة الجوع والنوم.
وتابع التقرير أن مكتب شؤون المخدرات والجريمة التابع للامم المتحدة يؤكد على التزام المنظمة الدولية بدعم السلطات العراقية في التصدي للجريمة المنظمة ومكافحة تهريب المخدرات حيث يشهد البلد، صعودا كبيرا في تهريب المخدرات واستهلاكها خلال السنوات ال5 الماضية.
ووفق التقرير، فخلال العام 2023 لوحده، تمكنت السلطات العراقية من مصادرة كمية قياسية بلغت 24 مليون قرص من الكبتاجون، وهو ما يعادل اكثر من 4.1 طن، بقيمة تقديرية للبيع بالتجزئة تتراوح بين 84 مليون دولار و144 مليون دولار.
وحذر التقرير، من أن متعاطيي الكبتاغون يعانون من آثار جانبية مثل تشوش الرؤية، والمشكلات في التنفس والجهاز الهضمي وخفقان القلب، وتقلبات في المزاج، والارتباك، ومن مشاعر الغضب والتوتر.
ونبه إلى أن عند محاولة الاقلاع عن تعاطي الكبتاغون، فإن المرء يعاني من الاعراض الحادة المرتبطة بوقف التعاطي، مثل التعب، مما يدفعهم لكي يعودوا الى التعاطي مجدداً، مشيراً إلى أن الكبتاغون أصبح رخيصا ومتوفراً بشكل واسع في المنطقة أكثر من الخمور.
ونقل التقرير عن بيانات للأمم المتحدة إشارتها إلى أن مضبوطات الكبتاغون في العراق تضاعفت 3 مرات بين عامي 2022 و 2023، حيث كانت الكميات المضبوطة في العام 2023 أعلى 34 مرة مما كانت عليه في العام 2019.
وبالإضافة الى ذلك، فقد أصبح العراق بمثابة قناة لنقل منشطات الميثامفيتامين المسببة للإدمان الحاد والتي يتم تصنيعها في الغالب في افغانستان.
وفي الختام، ذكّر التقرير، بقول رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن “هناك حاجة الى بذل جهود متناسقة من اجل مكافحة تهريب المخدرات وتفكيك شبكات المخدرات الدولية وسلاسل التوريد”، مشيراً إلى الأزمات المتكررة التي ضربت العراق ومزقته الصراعات، والذي يبلغ عدد سكانه 43 مليون نسمة، مما ساهم في ارتفاع تعاطي المخدرات محلياً.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية