تقرير يتحدث عن “سيناريوهات” الرد الإيراني.. اجتياح بري وقصف كبير من دول المحور
رسم خبراء أمنيون وعسكريون عراقيون خريطة عسكرية لسيناريوهات الضربة الإيرانية وحلفائها على الكيان الاسرائيلي ، ردًا اغتيال رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وسط طهران.
وتتضمن السيناريوهات إغراقًا ناريًا من جبهات عديدة لما يسمّى دول “المحور” بقيادة طهران نحو المدن الفلسطينية المحتلة، وآخر مرعبًا لإسرائيل يتعلق بتزامن ذلك مع اجتياح بري في الجبهة الشمالية لإسرائيل ينفذه مقاتلو “حزب الله” من الجنوب اللبناني.
وقال الخبير الأمني والعسكري، علي الشمري إن “المراقب للاستعدادات العسكرية الإيرانية وحلفائها في المنطقة من الفصائل المسلحة في العراق، ولبنان، وسوريا، واليمن، يعي جيدًا أنها تستعد لضربة موحدة تقوم بها في آن واحد عبر جبهات عديدة”.
وأشار، إلى أن “هناك تنسيقًا عاليًا من قِبل ما يسمّى دول المحور، بما يضمن ضربة متزامنة مع تسليط نيران مكثفة بعيدة من إيران واليمن والعراق وقريبة، يشترك بها حزب الله والفصائل المسلحة في سوريا والتي يمكنها استهداف الجولان بكل سهولة، فضلاً عن حماس في غزة”.
وأكد أن هذا كله “يحقق عملية إغراق ناري غير مسبوقة للمدن الفلسطينية المحتلة التي تتركز فيها إسرائيل”، مشيرًا إلى أن “القصف الصاروخي سيتركز على القواعد العسكرية الحساسة مثل المطارات، ومراكز المراقبة، ومديرات الاستخبارات العسكرية، والرصد، كأولوية في الاستهداف لشل حركة القوات الإسرائيلية وإرباكها”.
وتجري طهران منذ 3 أيام مناورات عسكرية يشترك فيها الجيش مع الحرس الثوري في مناطق غرب إيران والمحاذية للحدود العراقية، وركزت تلك المناورات على الصواريخ والقوى الصاروخية ومدى فاعليتها، في استعراض للقوة من جهة، وإنذارًا لما ستقوم به طهران من جهة ثانية.
ومن جهته، قال الباحث والأكاديمي في العلوم السياسية، هاشم المحمدي، إن “ما سيجري في الأيام القليلة المقبلة من ردة الفعل الإيرانية على استهداف، هنية، سيجعل إسرائيل تحت ضغط سياسي وعسكري كبير”.
وقال إن “إيران لم ولن تبحث عن حرب شاملة موسعة، لكنها باتت في حرج كبير أمام حلفائها بعد اغتيال، هنية، وأصبح الرد ضرورة، لا سيما أنها قد تعرضت لهزات من قبل بقصف سفارتها في دمشق، واغتيال سليماني في بغداد”.
وأجرت الفصائل المسلحة الموالية إلى إيران، على رأسها حزب الله اللبناني، وميليشيا الحوثي في اليمن، وعدد من الفصائل العراقية والسورية، لقاءات عديدة، واتصالات مكثفة بهدف تنسيق ردها المزمع تجاه إسرائيل.
وكانت الفصائل تلك وبشكل منفرد أكدت في بيانات عديدة أن الرد على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شكر في لبنان وقصف الحشد الشعبي في العراق “آتٍ لا محال”.
ورغم أن استبعاد البعض لتورط مليشيا حزب الله في اجتياح بري، إلا أن الخبير الأمني والعسكري، جمعة الدليمي، يذهب إلى احتمالية كبيرة “لتوغل حزب الله في الجبهة الشمالية لإسرائيل، بالتزامن مع ضربة نارية كبيرة موسعة، بهدف إرباك القطعات الأرضية والجوية، على حد سواء”.
وتوقع الطائي، أن “يجري حزب الله توغلاً نحو العمق الإسرائيلي من الحدود الجنوبية اللبنانية، مع مشاغلة الألوية الإسرائيلية الشمالية عبر صواريخ قصيرة المدى”.
كما توقع أن يجري ذلك التوغل، من خلال اندفاع مجموعات صغيرة عبر حضائر متباعدة وصولاً إلى هجمات لفصيل مسلح في أعلى المستويات”.
وما زالت الدوائر الاستخبارية الأمريكية وغيرها تتكهن بموعد الضربة العسكرية الإيرانية على إسرائيل، في وقت يبدو فيه أن طهران تمارس لعبة الحرب النفسية عبر تأخير الضربة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية