مسرور بارزاني: حاولوا إنهاء كيان واقتصاد إقليم كوردستان والإصلاحات.. لن يستطيعوا
سلط رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، في مقابلة مع قناة (آفا) الضوء على عدد من المواضيع المهمة.
وقال رئيس الحكومة، إنه «كان ينبغي إجراء الانتخابات في عام 2022، لكن الاتحاد الوطني الكوردستاني كان في وضع صعب في ذلك الوقت، وطالبوا بتأجيل الانتخابات، وعندما أصرينا على إجراء الانتخابات، قالوا إنهم لن يسمحوا بإجراء الانتخابات في السليمانية، وعندها لم نعترض على تأجيل إجراء الانتخابات للحفاظ على وحدة كوردستان وإجرائها في عموم الإقليم، وإذا أردتم الحقيقة، فإن الاتحاد الوطني الكوردستاني هو الذي لم يكن يريد الانتخابات، حتى اتفقوا مع بعض المؤسسات العراقية على تغيير قانون الانتخابات وإزالة مقاعد كوتا المكونات، لعرقلة إجراء الانتخابات».
وقال مسرور بارزاني، إن «الشعار الذي يطرحه الاتحاد الوطني الكوردستاني (سننهي) غير مناسب أبداً، فماذا سينهون؟ وهم أنفسهم شركاء في الحكومة ومواطنون في هذا البلد، لقد حاولوا من قبل إنهاء كيان إقليم كوردستان ومكانة البيشمركة واقتصاد إقليم كوردستان والإصلاحات ومحاربة الفساد. إذا كان هذا هو شعارهم نقول إنهم لا يستطيعون ذلك».
وأضاف مسرور بارزاني، إن «أهالي السليمانية هم أهل كوردستان ولا فرق بين أهل السليمانية والمدن الأخرى وكلهم مواطنون أعزاء في كوردستان، إلا أن السلطة الإدارية منفصلة عن المحافظات الأخرى، فالأجندة التي تم تنفيذها في أجزاء أخرى من كوردستان لم تسمح السلطة الحزبية التي سيطرت على السليمانية بتنفيذها، وحتى لو فازت السلطات القائمة السليمانية، فلن تتمكن من منع التنمية، وعلى الناس أن يعلموا أنه كانت هناك عقبات وفرض لسلطة الحزب على المؤسسات الحكومية».
وتابع رئيس الحكومة: «لدينا عدة إيرادات، أغلبها من بيع النفط، وكانت مساعي من عدة جهات، بعضها جهات داخلية، حالت دون بقاء هذه الإيرادات على حالها. ثم هناك إيرادات أخرى مثل الرسوم والضرائب، وكل هذه الإيرادات يجب إرجاعها إلى خزينة الحكومة، وهذه الإيرادات كلها واضحة، وكانت هناك بعض الإيرادات التي تم تحصيلها من الجمارك، وخاصة في السليمانية، ولم يتم إعادتها إلى خزينة الحكومة. هذه الإيرادات التي تم جمعها في السليمانية كان ينبغي أن تستخدم لخدمة أبناء المحافظة، ولكنها سخرت أكثر لخدمة الحزب، وهم يحاولون عبر مواقفهم التغطية على ذلك وذر الغبار في أعين الناس وتشويه الحقائق».
وقال مسرور بارزاني: «لقد دعوت إلى تشكيل قوة مشتركة للسيطرة على إيرادات المنافذ الحدودية في وزارتي الداخلية والبيشمركة، تضم وزيرين من الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، وكمبادرة طالبنا بأن يتم ذلك على البوابات الحدودية لإبراهيم خليل وحاج عمران وبيشخابور، لكن للأسف الرفاق في الاتحاد الوطني الكوردستاني لم يقبلوا هذا الاقتراح ولم يسمحوا بتنفيذه، وقالوا لو تم ذلك ستكون هناك حرب أهلية. لماذا ستكون هناك حرب أهلية؟»، وقال: «كنا محظوظين لأنه على الرغم من كل العوائق نجحنا في تجاوز الأزمات».
وُسئل رئيس الحكومة: هل أنت راض عن عملية الإصلاح؟ قال مسرور بارزاني: «لا أعرف ما إذا كنت صارما للغاية أم لا. قد يكون لدى الناس آراء مختلفة، لكن الإصلاح عملية طويلة. ولا يتعلق الأمر فقط بالنظر إلى الماضي وتقديم الأخطاء التي ارتكبت في الماضي إلى العدالة. الإصلاح يعني منع الفساد من الاستمرار. لقد كانت الإصلاحات كلها واضحة، واستطعنا أن نمنع أي شخص من التجرؤ على التفكير في الفساد مرة أخرى، فمحاربة الفساد ووقفه هو الإصلاح الأفضل، وما زالت العملية مستمرة».
وقال رئيس الحكومة: «وضع العلاقات بين أربيل وبغداد جيد ونريد تحسينه. لقد زارت المزيد من الوفود بغداد في هذه الحكومة واستقبلنا المزيد من الوفود من بغداد. لقد ناقشنا المزيد من القضايا وقد قطعنا شوطاً جيداً للغاية. لقد كان وفد من المجلس الاقتصادي الأعلى العراقي هنا مؤخرا، وقد أجرينا الكثير من المناقشات على مدى يومين حول جميع المشاكل الاقتصادية بيننا. وحاولنا إرسال وفد لمواصلة المحادثات. وقبل أيام جاء وفد من اللجنة المالية في البرلمان العراقي وتناقشنا معهم وقد أبدى إقليم كوردستان استعداده لحل كل هذه القضايا وخاصة مسألة الرواتب».
وأضاف: «نحن نجري محادثات مع بغداد لحل قضية الرواتب، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنهم يعتقدون أنه ينبغي اتخاذ إجراءات أخرى لحل قضية الرواتب. يحدد الدستور حقوق إقليم كوردستان ويجب أن تعطى موازنة إقليم كوردستان لمؤسسات إقليم كوردستان ويجب على مؤسسات إقليم كوردستان مراقبة كافة قضايا الرواتب والمالية. وكانت هناك محاولات من جهات محلية وغيرها لإدخال بغداد في تفاصيل قضية الرواتب وخلقت كل أنواع المشاكل لمنع الحكومة الاتحادية من إرسال الرواتب. لقد تمكنا من جعل الدستور أساساً لحل مسألة الرواتب. إلا أن مشكلتنا ليست فقط الرواتب، فهناك قضية المناطق الكوردستانية (المتنازع عليها)، قضية البيشمركة، تعويضات الأنفال، وكل النقاط الأخرى في الدستور، كل هذه الأمور لم تحل، كذلك مسألة الأرض والتعريف. وقد طالبنا بوضع مسألة الرواتب فوق القضايا الأخرى وحلها لأنها مشكلة الناس الأساسية».
وأردف: «لقد تم اتخاذ عدة قرارات على أعلى المستويات وعلى المستوى المالي بعدم جعل الرواتب جزءاً من القضايا السياسية، والمشاكل المتبقية هي مشاكل فنية بسيطة ويتم حلها آنياً، وآمل ألا تصبح مسألة الرواتب قضية تشغل بال الشعب الكوردي».
وحول بعض المساعي التي استهدفت بنية الإقليم، قال رئيس الحكومة: «كان هناك سببان لفشل هذه المحاولات. الأول أن إقليم كوردستان ليس ملكا لأحد. ولا يمكن لأي حزب سياسي تقسيم إقليم كوردستان. لا الشعب ولا نحن نقبل ذلك، كوردستان ليست بلا حامي، لقد جاءت بدماء وتضحيات البيشمركة، فكيف يمكن لأحد أن يقول إنه سيقسم إقليم كوردستان؟ كما أن الدستور يحدد إقليم كوردستان ككيان موحد، فلا يمكن لأحد أن يتخذ قراراً آخر دون أن يتعارض مع الدستور. ولا يمكن للحكومة الفيدرالية أن تحيد عن الدستور، وهذه المحاولات قامت بها بعض الأحزاب لمصلحتها الخاصة لإبقاء شعب كوردستان مشغولاً لفترة من الوقت».
وفي سياق آخر، قال مسرور بارزاني إن «قضايا المياه والكهرباء من المشاكل التي كان ينبغي حلها في وقت أقرب بكثير، ولكن هناك أسباب كثيرة حالت دون حل هذه القضايا. في مجال الكهرباء بذلنا جهوداً كبيرة لزيادة مصادر الطاقة مثل المياه وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وسيتم زيادة توليد الطاقة، وهو جزء من برامج الحكومة التي تتطلب المزيد من الوقت. والأمر الآخر هو إعادة تنظيم قطاع الكهرباء من حيث المعدات التي يستخدمها أو كيفية توفير الكهرباء بالتنسيق مع المواطنين. لقد بدأت هذه التجربة في أربيل، حيث حصل حيان على الكهرباء على مدار 24 ساعة وبتكلفة منخفضة ودون ضجيج المولدات. وتحاول الحكومة حل مشكلة الكهرباء في أربيل في المستقبل القريب، وسيتم تزويد كوردستان بأكملها بالكهرباء على مدار 24 ساعة خلال عامين. لقد تم إجراء تغييرات في العديد من المجالات وتم تقليل هدر الكهرباء».
وأضاف: «الأمر نفسه ينطبق على الماء. فالماء من الضروريات التي تعتمد عليها الحياة وعلينا توفير الماء للشرب أولاً. لقد بدأنا هذه العملية في أربيل والعديد من المدن الأخرى، وقد أطلقنا مؤخرًا مشروعًا طارئًا لإمدادات المياه في أربيل والذي سيقضي على مشكلة المياه في أربيل حتى ثلاثين عامًا قادمة من خلال مشروعين، وقد تم ذلك أيضًا في مدن أخرى مثل آكري (عقرة) وجمجمال وأماكن أخرى. إضافة إلى مسألة بناء السدود لاستخدامها في الزراعة والسياحة والطاقة وزيادة المياه الجوفية ومكافحة الجفاف والتغير المناخي. كل هذا موجود في البرنامج الحكومي، وتم اتخاذ خطوات جيدة وأتمنى أن تظهر النتائج للمواطنين في القريب العاجل».
وقال مسرور بارزاني: «إن مشروع (حسابي)، من خلال رقمنة النظام والخدمات المصرفية، يهدف إلى جعل المواطنين راضين ويعيشون حياة أسهل وأكثر سعادة. لقد جعلنا هدفنا الأساسي خدمة المواطنين وإسعادهم بحياتهم وتسهيل الخدمات. (حسابي) هو عملية يستفيد منها المواطنون أكثر، حتى لا يأخذ أحد راتب المواطنين رهينة ويقول: (كن معي وإلا لن أدفع لك). المواطنون غير مجبرين على باتخاذ مواقف سياسية تخدم مصالحهم الخاصة. ومن المزايا الأخرى للمشروع أنه سيكون هناك المزيد من الخدمات المصرفية، الخدمات النقدية محدودة، لكن إذا كان لديك نظام مصرفي متطور، فيمكن للمواطنين الاقتراض والاندماج في العالم».
وأضاف أن «الكثير من الناس وقفوا ضد هذا المشروع، إما لم يعرفوا ما هي فوائد المشروع بل لم يعرفوا عنه شيئا ووقفوا ضده بشكل عشوائي، أو لأنهم يعرفون مدى فائدته ومدى قدرة من يقف خلفه على خدمة المواطنين، ولكن لأنهم لم يكونوا من قدموه وقفوا ضده»، وتابع: «النقطة الأخرى هي أنه يمنع الفساد ولا يستطيع أحد غسل الأموال واللعب برواتب المواطنين. العملية برمتها ستكون في مصلحة المواطنين. من ناحية الخدمات ميزات (حسابي) أكثر من (التوطين) العراقي».
وشدد بالقول: «بفضل الله وبدعم الشعب الكوردي، الاستقرار هو دائما من أهم قضايانا، ولسنا مستعدين للتضحية باستقرار وأمن إقليم كوردستان من أجل أي شيء آخر. يمكننا الاستفادة من تجارب الأطراف الأخرى في كيفية زيادة الاستقرار في إقليم كوردستان»، وقال إن «السبب الرئيسي للاستقرار هو وجود البيشمركة، إن قوات البيشمركة وقوات الأمن الأخرى في إقليم كوردستان تعمل طوعاً على خدمة إقليم كوردستان والمواطنين ليل نهار حتى نتمكن من الاستمرار في خدمة الشعب، وعلينا أن نكون شاكرين للبيشمركة والقوات الأمنية».
وقال مسرور بارزاني: «لا نريد أن يتورط إقليم كوردستان في أي نوع من الحروب، ولا نعتقد أن الحرب هي الحل لأي مشكلة في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم. الحرب ليست الحل. إن الدول والأطراف تتقاتل، ثم أن تتصالح وتحل القضايا عن طريق الحوار، فلماذا لا تحل القضايا عن طريق الحوار من البداية؟. إننا نؤمن بأن كوردستان لا ينبغي أن تدخل في أي حرب إقليمية ولا ينبغي أن تكون مصدر تهديد لأي طرف، ولا نريد أن يصبح أحد تهديداً لإقليم كوردستان».
وتابع مسرور بارزاني: «نحن لا نقول إننا (سننهيها)، ولا نقول إننا (سندمرها)، ولا نقول (كفى)، بل نقول إننا سنبنيها ونمضي بها قدما. لدينا برامج في كل المجالات، من حيث الاقتصاد والزراعة والصناعة. فيما يتعلق بالقطاع الصحي، فقد بذلنا جهوداً جيدة، ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل قبل أن يصل القطاع الصحي إلى المعايير الدولية حتى نتمكن من مساعدة الآخرين. نريد أن يكون التعليم على مستوى يستطيع شعب كوردستان تحسين نفسه فيه، ويجب علينا تطوير أفضل قدرات هذه الأدوات سواء في التعليم أو التعليم العالي. لقد تم إنجاز الكثير في مجال الإعمار وتم توسيع الطرق، ونريد أن تكون نوعية الطرق أفضل. نريد الاستفادة من تكنولوجيا وخبرات الدول الأخرى أكثر فأكثر».
وقال رئيس الحكومة: «هناك نقطة أخرى. نريد مواصلة تطوير العلاقات الجيدة التي أقيمت مع حكومة بغداد. لقد زرت بغداد عدة مرات بنفسي. ربما تكون بعض المشاكل ناجمة عن سوء الفهم، ونريد أن نجعل إقليم كوردستان مثالاً هاماً للتقدم في العراق بأكمله حتى نتمكن من نقل هذه التجربة إلى أجزاء أخرى من العراق. المواطن هو كل شيء بالنسبة لنا، ونحن نريد إرضاء المواطنين، وكل ما هو في مصلحة المواطنين، سنجعله برنامجنا».
وفي الختام أشار مسرور بارزاني إلى الشباب، وقال: «الشباب واعون. يجب ألا ينخدعوا بالشعارات، بل عليهم أن انظروا إلى البرامج. فإن كانوا يريدون مستقبلًا أفضل وحياة أكثر ازدهارًا وأن يكونوا قادرين على رؤية شخصياتهم كما يريدون، فيجب أن يكونوا معنا، حتى نتمكن معهم من بناء بلد أفضل وأكثر استقرارًا».
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية