في سباق الصواريخ والطائرات الحربية.. ماذا يخفي الرد الإسرائيلي المحتمل على طهران؟
ترامب: اضربوا نووي إيران
تنشغل منطقة الشرق الأوسط بالرد الإسرائيلي المرتقب على إيران، إثر هجومها الأخير على مواقع عسكرية في تل أبيب، في وقت برزت تساؤلات عمّا إذا كان البرنامج النووي الإيراني على رادار بنك أهداف إسرائيل، أم أن الرد سيكون محدوداً وضمن قواعد الاشتباك بين الطرفين.
وخرجت أغلب الأطراف خلال العام الماضي عن قواعد الاشتباك في المنطقة، كالفصائل العراقية التي بدأت بإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل، كما أن إسرائيل شنت هجمات متعددة على قادة حزب الله، وتمكنت من قتل كل قادة الحزب، وذلك رداً على هجمات صاروخية استهدفت الشمال الإسرائيلي.
واعتبر محللون أن ما يحصل في المنطقة منذ السابع من أكتوبر الماضي، يمثل خروجاً كاملاً عن التعليمات والاتفاقات غير المكتوبة بين مختلف الأطراف، وهو ما أثار تساؤلات عمّا إذا كانت إسرائيل ستستهدف المنشآت النووية الإيرانية، خلال ردها المرتقب.
ما شكل الرد؟
بدوره، توقع المبعوث الأمريكي السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط دينيس روس، أن يستهدف الرد الإسرائيلي ضد إيران النقاط التي انطلقت منها الصواريخ، مستبعدا في الوقت ذاته أن يركز الرد على منشآت النفط الإيرانية.
وقال روس لوسائل إعلام أمريكية، إن «إسرائيل تريد فرض ثمن على إيران، ومن مصلحة إسرائيل أيضا أن تفرض مثل هذا الثمن، لكن لا أعتقد بأنهم سيركزون على قطاع الطاقة».
ورجح روس بدلاً من ذلك أن يستهدف الإسرائيليون ما وصفه بـ «التهديد من حيث انطلاق هذه الصواريخ» ومخزون القطاعات الدفاعية الصناعية التي تصنع هذه الصواريخ.
كما أن سيناريو استهداف المنشآت النووية يبقى مطروحاً، على غرار تدمير إسرائيل لمشاريع مفاعل نووية سابقة في العراق وسوريا، فعندما اشترى العراق في أواخر عقد السبعينيات مفاعل نووي من فرنسا، أدركت المخابرات الإسرائيلية أن الغرض الرئيسي من ذلك هو بناء مفاعل نووي عسكري قد يهدد إسرائيل، فبدأ التخطيط لتدمير مفاعل تموز، حتى جاء العام 1981، عندما أطلقت عملية ‹أوبرا› المعروفة أيضا باسم عملية ‹بابل›، وأسفرت عن تدمير مفاعل نووي عراقي قيد الإنشاء على بعد 17 كيلومترا من جنوب شرق بغداد.
وفي 6 أيلول/سبتمبر 2007 قصفت إسرائيل موقعا مجهولًا في سوريا يُعتقد أنه كان يحتوي على مفاعل نووي تحت الإنشاء، في عملية عُرفت باسم ‹عملية البستان›، ادعت إسرائيل فيما بعد أن المفاعل النووي لم يكن قد بدأ تشغيله رسميا كما لم يتم إدخال المواد النووية له.
انقسام في الولايات المتحدة
وفي تعليق مفاجئ، قال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب، إن على إسرائيل ضرب المنشآت النووية في إيران، ردا على الهجوم الأخير.
وفي حديثه في ولاية نورث كارولينا، أشار المرشح الجمهوري للبيت الأبيض إلى سؤال طُرح على الرئيس الأميركي، جو بايدن، في منتصف الأسبوع حول إمكانية استهداف إسرائيل منشآت نووية إيرانية.
وقال ترامب: «لقد طرحوا عليه هذا السؤال، وكان ينبغي أن تكون الإجابة ‘اضربوا النووي أولا واهتموا بالباقي لاحقا’»، وفق ما نقلته فرانس برس.
بدوره، يرى الخبير الاستراتيجي أحمد الياسري، أن «التحركات الإسرائيلية غير واضحة، وهي الآن أمام خيارات مفتوحة عدة، لكنها ربما لا تستهدف المنشآت النووية، وقد تلجأ عوضاً عن ذلك إلى استهداف وقصف منشآت عسكرية».
وأضاف الياسري في حديث لـ (باسنيوز)، أن «الرد الإسرائيلي ربما يشمل قواعد عسكرية مثل قاعدة تبريز في غرب محافظة أذربيجان الشرقية، أو تلك التابعة للحرس الثوري»، مشيراً إلى أن «الاختراقات الاستخبارية ربما تدفع إسرائيل للقيام بعمليات اغتيال أو تفجيرات نوعية في مواقع إيرانية حسّاسة».
وتشير تقارير أمريكية، إلى أن إسرائيل لم تقدم أي ضمانات للحكومة الأمريكية بأن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية غير مطروحة ردًا على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني حسبما صرح مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية لشبكة CNN.
وأضاف المسؤول أنه «من الصعب للغاية معرفة» ما إذا كانت إسرائيل ستستغل ذكرى هجمات 7 أكتوبر التي نفذتها حماس للرد. وقال المسؤول ردا على سؤال لشبكة CNN عما إذا كانت إسرائيل قد أكدت للولايات المتحدة أن المواقع النووية الإيرانية ستكون غير مطروحة على الطاولة: «نأمل ونتوقع أن نرى بعض الحكمة فضلا عن القوة، ولكن كما تعلمون، لا توجد ضمانات».
والأربعاء الماضي، عبّر بايدن عن معارضته شن ضربات إسرائيلية على منشآت نووية إيرانية، غداة إطلاق إيران نحو 200 صاروخ على إسرائيل، حيث قال: «نحن الدول السبعة متفقون على أن للإسرائيليين الحق في الرد، لكن يجب أن يردوا بشكل متناسب».
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية