لم تواجه أي اعتراض.. أكثر من 100 طائرة إسرائيلية تعبر الأجواء العراقية؟
ذكرت مصادر صحفية، ان الطائرات الاسرائيلية التي نفذت الضربة الأخيرة ضد مواقع عسكرية في ايران، لم تسجل أي اعتراض عبر الأجواء التي مرت بها.
وأكد موقف صدر من بغداد وتقارير نشرتها وسائل إعلام عبرية خلال اليومين الماضيين حصول عملية العبور على هذا المسار الجوي.
وذكرت صحيفة “جيروزليم بوست” أن “أكثر من 100 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار قطعت حوالي 1600 كيلومتر عبر أراضي العدو (سوريا والعراق كما ورد)”.
وأضافت الصحيفة أن “الطائرات هاجمت أكثر من اثني عشر هدفا عسكريا حساسا في عدد من الموجات المختلفة في جميع أنحاء إيران، وبعد ذلك عادت الطائرات المقاتلة على الأقل إلى مهابطها بسلام”، معتبرة أن “إيران وبناء على ذلك أصبحت مكشوفة تماما”.
وقبل تنفيذ إسرائيل هجومها ضد إيران كان لافتا أن طائراتها ضربت رادارات وقواعد جوية تابعة للجيش التابع للنظام السوري في جنوب سوريا، وفي حين لم تعرف الآلية التي مرّت من خلالها المقاتلات من أجواء العراق أوضح خبراء ومراقبون أن العملية ربما كانت “سلسة” بالنظر إلى ضعف الدفاعات الجوية التي تمتلكها بغداد.
وتنفذ إسرائيل منذ سنوات طويلة ضربات جوية في سوريا، ودائما ما كان من بين أهدافها منظومات الدفاع الجوي التي يمتلكها النظام السوري، بينها “إس 200” وبطاريات “بانتسير” الروسية، فضلا عن الرادارات المنتشرة في مواقع عسكرية مختلفة.
ورغم أن الضرر الذي لحق بالدفاعات قد يكون سببا كفيلا بعبور الطائرات الإسرائيلية من أجواء سوريا بسلام يبرز عامل آخر ويتعلق بالأساس بالمنظومات الروسية، التي أثبتت في أكثر من حادث ضعفا كبيرا في عمليات المناورة والتصدي.
وبالنسبة للعراق فيتألف نظام الدفاع الجوي فيه من مزيج من أنظمة الدفاع الجوي السوفييتية والغربية، ومع ذلك فإنه وعند الحديث عن هذه القضية كنظام متكامل قادر على التصدي للأهداف المعادية يكاد يرتسم مشهدا مخالفا للأمر بالصورة التي يجب أن يكون عليها.
ولأكثر من مرة منذ 2014 أثار المسؤولون العسكريون في العراق القضية المتعلقة بأنظمة الدفاع الجوي في البلاد.
وبعد 2019 تجدد الحديث عن ذلك على نحو أكبر بعد سلسلة هجمات متفرقة نسب البعض منها لتركيا والآخر لإسرائيل ولم تتبناها الأخيرة.
وكان أهم استحواذ دفاعي جوي قام به العراق بعد عام 2003 هو استحواذه على أنظمة بانتسير-إس1 متوسطة المدى من روسيا في عام 2014.
وقبل ذلك بعام (في 2013) لجأ إلى الولايات المتحدة للحصول على أنظمة دفاع جوي، وطلبت بغداد حينها في تلك الفترة 40 نظام دفاع جوي قصير المدى من طراز AN/TWQ-1 Avenger وثلاث بطاريات Hawk-21.
لكن وفي نهاية المطاف، لم يتلق العراق سوى ثماني بطاريات من طراز Avengers، ومن غير الواضح ما إذا كان يرغب في إحياء هذه الصفقة، كما ورد في تقرير لمجلة “فوربس”.
كما تضيف المجلة أن الولايات المتحدة الأميركية قد تبدي ترددا في توفير دفاعات جوية متقدمة للعراق إذا أصرت بغداد على خروج قوات التحالف بقيادتها من البلاد.
ويعتبر الخبير الأمني العراقي، مجاهد الصميدعي أن العراق “ليس لديه أي سيطرة فعلية على الأجواء”.
وذكر ان “السيطرة على الأجواء العراقية أميركية بحتة ومئة بالمئة”.
وتمتلك الولايات المتحدة منذ سنوات كل القدرات المتعلقة بأنظمة الدفاع الجوي العراقية، وبينها منظومة “سيرام”، وعلى هذا الأساس “هي من لها القرار أيضا بفتح المجال الجوي أمام إسرائيل”، وفق حديث الصميدعي.
بالإضافة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها فتح المجال الجوي العراقي أمام الطائرات الإسرائيلية.
ويعلّق الصميدعي على ما سبق بقوله: “العراق تحول إلى نقطة وسطية بين إسرائيل وإيران.. وعلى من يريد أن يضرب الآخر يجب أن يمر من أجواء العراق”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية