خبراء يتحدثون عن ضربة إسرائيلية محتملة للعراق بعد عطلة التعداد.. ما هو التحذير الأميركي الأخير للسوداني؟
توقع محللون سياسيون وخبراء أمنيون توقيتات مختلفة لضربة محتملة من قبل “إسرائيل” للعراق، وكذلك الأهداف التي سيتم استهدافها في هجوم، قد ينفذ بعد عطلة “التعداد السكاني”، فضلاً عن أن الأميركان حذروا رئيس الحكومة، محمد السوداني، من تصاعد الضربات للمرة الأخيرة، خلال الأيام الماضية. بحسب أحد الخبراء الأمنيين.
وجاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية أجريت مساء اليوم الاثنين، مع خبير أمني ومحللين سياسيين، وتابعته منصة “الجبال”.
ما هي الفرصة الأخيرة؟
وبحسب أحمد الشريفي الباحث بالشأن الأمني، فإن “الفصائل الآن في حالة حرب مع إسرائيل، لأن تبني خيار وحدة الساحات يعني إعلان حرب متعددة الجبهات”.
واعتبر الشريفي أن “ضربات الفصائل العراقية على إسرائيل مؤثرة، لأنها تستهدف مواقع مهمة، مثل ميناء إيلات وحيفا”، لافتاً إلى أن “المختلف في جبهات المقاومة أن العراق هو الحليف الوحيد لأميركا بين تلك الدول (إيران، سوريا، لبنان، اليمن، وفلسطين)، وهو ما يجعل إسرائيل تتردد بضربه”.
وكشف الشريفي عن زيارة وفد أميركي “قبل 48 ساعة” لرئيس الحكومة محمد السوداني، وحضرته السفيرة الأميركية، مبيناً أن الوفد “جاء ليقدم التحذير الأخير للعراق، بأن أوقفوا ضربات الفصائل وإلا ستقوم إسرائيل بالرد”.
وبحسب الشريفي، فإن “الولايات المتحدة أعطت تحذيرات كثيرة للعراق، إذا ضربت إسرائيل الفصائل، فإن أميركا لن ترد، لأنه وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي، تحمي الدولة ومؤسساتها والفصائل ليست من المؤسسات”.
بالمقابل، فإن الخبير العسكري يشكك في قدرة الدولة العراقية على حماية الفصائل، ويعتقد كذلك، أن “تغريدات السوداني، وقاسم الأعرجي بشأن بقاء العراق على الحياد، لن يستمع لها الفصائل العراقية”.
ويرى الشريفي أنه “ستتكرر تجربة ريغان (الرئيس الأميركي الأسبق) مع ترامب في انهيار محور المقاومة مثل انهيار التحالف السوفيتي، مشيراً إلى أن “المحور لم يعد يتحمل المزيد من الضربات”، وقال إن “الفصائل تضرب بتدريب وأسلحة إيرانية وإشراف ميداني من قبل طهران”.
وتوقع الخبير العسكري أن “الضربة الإسرائيلية ستنفذ بعد عطلة التعداد السكاني” الذي سينتهي صباح يوم الجمعة المقبلة.
وفي وقت سابق من اليوم، كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، عن “خطط إسرائيلية تعدها حكومة نتنياهو للتعامل مع الهجمات المقبلة من العراق”، مشيرة إلى “استراتيجية مشابهة لتلك المتبعة في جبهتي غزة ولبنان”.
وذكرت الصحيفة العبرية أن “خطط إسرائيل بشأن أي تصعيد من جهة العراق تبدأ من ضرب البنية التحتية والمنشآت، ثم الانتقال إلى عمليات اغتيال مركزة تطال شخصيات بالميليشيات الإيرانية في العراق”.
ونقلت “معاريف” عن مسؤولي استخبارات إسرائيليين وأميركيين، أن “إيران قد تزيد من استخدام وكلائها في العراق رداً على عمليات الجيش الإسرائيلي في لبنان وغزة”. وأشارت إلى أن “هناك مخاوف من أن إيران قد قامت بالفعل بتهريب صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق كرد على الضربات الإسرائيلية في إيران”.
ترامب وفرصة للعراق
إلى ذلك، يقول رمضان البدران، الباحث والمحلل في الشأن السياسي العراقي، بأن الأوضاع في العالم “بانتظار وترقب لحين تسلم ترامب منصبه بشكل رسمي”.
واعتبر البدران أن ضرب إسرائيل للعراق “هي خيارات مفتوحة”، لأن “الهجوم يبدأ من الفصائل العراقية وإسرائيل بوضع دفاع، ولديها حق قانوني بالرد مثل إيران كان لديها غطاء قانوني للرد على إسرائيل”، على حد وصف المحلل.
ويقول البدران إن “نتنياهو لا يريد فتح جبهات بهذه المرحلة، لكن يعرف أن الحزم هي سياسة معروفة لترامب، وإذا تطلب الرد، فإن ترامب لن يكون حمامة سلام”.
ويرى الباحث أن “هناك لا تزال فرصة للعراق، لكن إذا استمرت الفصائل بالتصعيد لا يوجد جواب إلا بكبح جماحها بشكل من الأشكال، ولا نعرف كيف سيتم ذلك”.
وأكد البدران أن ملف الفصائل “ملف ليس عراقياً وهو بيد إيران، مثل ملف حزب الله ليس لبنانياً”، ويقول إن “رؤية الفصائل منفصلة عن الواقع العراقي وعن الحكومة، ولذلك من الصعب على الحكومة الضغط لإيقاف الفصائل”.
ويتابع : “إيران منذ 45 سنة تعارض إسرائيل ورغم وجود النازحين وعشرات الألوف من الشهداء المسلمين، لكنها أخذت دوراً دفاعياً، إذًا كيف تستطيع الفصائل التصدي لهذا الدور وهي إقل إمكانيات؟ الأمنيات لابد أن تحاط بواقعية”.
خطاب السيستاني “إرشادي”
أما حسين الكناني، وهو رئيس شبكة هدف للتحليل السياسي، فيؤكد أن “المقاومة ملف عراقي خالص، وإيران داعم”، مستدركاً بالقول: “نفتخر أننا مع المحور الإيراني لمحاربة محور الشر الذي يقوده الكيان الصهيوني”.
ويقول إن “المقاومة مستعدة لرد الفعل ويقدمون أرواحهم للدفاع عن المشروع”، فيما يشدد على أن الفصائل “هي موقع دفاع مثل إيران وليس في موضع هجوم”.
ويؤكد بأن “الفصائل تحترم الحكومة والبرلمان، لكنها لن توقف المقاومة حتى لو طلب السوداني ذلك”، مبيناً أن خطاب مرجعية السيستاني عن حصر السلاح هو “خطاب إرشادي وليس ملزماً”.
ويقلل الكناني من أهمية الرد الإسرائيلي على الفصائل، ويضيف: “ماذا يختلف الرد الإسرائيلي عن الأميركي؟ أميركا ضربت أكثر من مرة الفصائل بالعراق”.
ويعتقد رئيس شبكة هدف أن “إسرائيل لو قصفت، فإنها تستهدف أهدافاً متوقعة، وهي مقرات الفصائل أو قيادات، لكنها لن تضرب المنطقة الخضراء”.
ويرى الكناني أن “إسرائيل لن تضرب والمنطقة ذاهبة إلى التسوية، لأن ترامب يريد إنهاء الحرب المنطقة، ولأن سياسيته مختلفة هذه المرة عن الولاية الأولى”.
ويتابع المقرّب من الفصائل: “الحرب في غزة مر عليها أكثر من سنة، فلماذا لم تضرب إسرائيل العراق كل هذه المدة؟”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية