عالم آثار: الكورد لم يكونوا عبدة النار
رفض خبير في علم الآثار الادعاء بأن “الكورد كانوا يعبدون النار”، وقدّم رداً على جميع تلك الأقوال التي تصف الزرادشتيين والكورد الإزيديين بأنهم يعبدون النار، موضحاً أن “النار مقدسة بالنسبة لهم، لكنهم لا يعبدونها”.
سنوياً، خلال عيد نوروز القومي، يحتفل الكورد بالعيد ويرحبون بالعام الجديد بإشعال النار ورفع المشاعل.
تحمل النار معانيها وقدسيتها الخاصة لدى شعوب العالم، وكل منهم ينظر إليها بطريقة ما، ومن الناحية التاريخية والأثرية، كانت النار السبب الرئيسي والمساعد للصناعة العالمية.
وأرجع الأكاديمي وخبير الآثار دلشاد زاموا، في حديثه شبكة رووداو الاعلامية الى أن أول اكتشاف للنار هو في كوردستان ويعتقد أن “كوردستان هي أول مكان تم فيه العثور على أقدم الأدلة على اكتشاف النار، وهو كهف شانيدار، حيث استخدم رجال شانيدار النار منذ 70 ألف عام ليس فقط للتدفئة، ولكن أيضاً للطهي”.
كما أوضح عالم الآثار، أن شعوب كوردستان القديمة أدركت أهمية النار واستخدموها في الصناعة، لذلك اخترعوا علم المعادن.
يقول الخبير أيضاً: “اخترع علم المعادن لأول مرة في كوردستان، وتمكنوا من زيادة درجة حرارة الفرن من 300 إلى 900 درجة وصهروا النحاس، ثم جاء العصر البرونزي، ولكن الأهم من ذلك كله هو العصر الحديدي، حيث حدثت سلسلة من التغييرات، والتي كانت بعضها ضارة بشعوب كوردستان القديمة”.
“على سبيل المثال، الإمبراطورية الميتانية في القرنين السادس عشر والثالث عشر قبل الميلاد، وهي إمبراطورية شعب الخوريين وهي واحدة من أسلاف الكورد والكورد هم أحد تلك الشعوب القديمة، في ذلك الوقت، كانت أسلحتهم برونزية، لكن الآشوريين تمكنوا من رفع درجة الحرارة إلى 1500 درجة، وصنعوا خام الحديد وصنعوا السهام والرماح والدروع والسيوف وعجلات العربة، وهاتان القوتان أسقطتا الإمبراطوريات القديمة واحتلتا كوردستان أيضاً”.
للنار قدسيتها الدينية أيضاً، وحتى أن بعض أتباع الديانات المختلفة عبدوا النار، كما أشار دلشاد زاموا الى أنه “في النصوص المسمارية توجد رسالة واضحة لعبادة النار، ولكن بعد ذلك تغيرت رسائل النار”.
غالباً ما يقال إن الكورد كانوا يعبدون النار، لكن عالم الآثار هذا يرفض ذلك ويصفه بأنه “غير صحيح. الفهم خاطئ، لم يعبد الكورد النار، وإذا نظرنا إلى ديانات الزرادشتيين والإزيديين أيضاً، فإن النار مقدسة بالنسبة لهم، لكنهم لا يعبدونها، فالتقديس والعبادة شيئان مختلفان ولا ينبغي الخلط بينهما”.
فيما يتعلق برسائل نار نوروز، بيّن دلشاد زاموا أن “رسائل نار نوروز أكثر سياسية وعسكرية وهي رسالة إعلان، وقد استخدمت منذ القدم للإعلان عن موسم وعصر جديدين، ورفع المشاعل على الجبال وإشعال النار هو رسالة مرحلة جديدة وتجديد الطبيعة وتجاوز الشتاء”.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية