العراق بين صراع عملاقين: التهديدات الأمريكية وإيران في ساحة واحدة
في ظل التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، يجد العراق نفسه في موقع حرج، حيث أصبح ساحة مشتركة لصراع قوتين عالميتين.
جاء ذلك بعد التهديد الأخير الذي أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات عسكرية ضد إيران إذا لم تستجب للمفاوضات، لترد طهران بوضع صواريخها في حالة استنفار.
وفي هذا السياق، حذر الباحث في الشأن الاستراتيجي محمد علي الحكيم، من أن تصعيد هذا النزاع سيضع العراق في قلب الأزمة، مشيرا إلى أن أي تصعيد قد يحول العراق إلى ساحة حرب، ما قد يؤثر بشكل كبير على استقرار البلاد.
وأضاف الحكيم، أنه في حال حدوث ضربات أمريكية ضد إيران، فإن الأخيرة سترد سواء عبر ضرب التواجد الأمريكي في العراق أو عبر أذرعها المسلحة المنتشرة في المنطقة، مما يجعل العراق في مرمى النيران.
من جانب آخر، حذر المرشد الإيراني علي خامنئي من أي تصعيد أمريكي ضد بلاده، مؤكدا أن إيران مستعدة للرد بشكل قاسي على أي هجوم، سواء كان مباشرا أو عبر وكلاءها في المنطقة.
وفي خطبة صلاة العيد في طهران، وصف خامنئي التهديدات الأمريكية بأنها مجرد تهديدات فارغة، قائلا: “إذا حدث أي تصعيد، فإن الرد سيكون قاسيا للغاية”.
خامنئي أشار أيضا إلى ضرورة مواجهات ما أسماه “الكيان الصهيوني” و”العدوان الأمريكي”، واصفا الدعم الأمريكي لإسرائيل بأنه دعم لجريمة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة ولبنان، مشددا على أن إيران ستظل داعمة للقضية الفلسطينية.
وأضاف، أن إيران ترى في الكيان الإسرائيلي “القوة النيابية الوحيدة” التي تخدم مصالح الاستعمار في المنطقة، محذرا من أن هذا الكيان يستمر في إثارة الصراعات في سوريا ويقوض الأمن في الدول الإسلامية.
التصعيد في المنطقة يضع العراق في وضع بالغ الحساسية، حيث يبقى تحت تهديدات الهجمات الأمريكية والردود الإيرانية المحتملة، ما يهدد بمزيد من عدم الاستقرار في بلد يعاني بالفعل من تداعيات الصراعات الإقليمية والدولية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية