من مربي أجيال إلى وحوش بشرية.. قتل وابتزاز ومساومة لطالبات الجامعات
تظهر بين فترة وأخرى حوادث وقصص مؤسفة في الجامعات العراقية من بعض الاساتذة رغم حصولهم على شهادات عليا وربما عمداء في جامعاتهم، عبر ابتزاز الطالبات والمساومة بالشرف مقابل النجاح او منح امتيازات اخرى.
وعلى الرغم من المحاسبة المباشرة لهؤلاء الأساتذة من الناحية القانونية وفصلهم من الوظيفة، الا انها مستمرة وتكشف بطرق غير رسمية لتصبح حديث الرأي العام، واخرها الأستاذ التدريسي بجامعة تكريت الذي تسبب بمقتل أحد حراس الجامعة بعد دهسه بسيارته المظللة اثناء محاولة إبلاغه بمغادرة المكان المتواجد فيه.
*ضحايا الرغبات الجنسية
ولقى رجل الامن حتفه بسيارة تعود لأستاذ جامعي في كلية التربية الرياضية، وقد كانت بجانبه إحدى الطالبات التي كان يحاول ابتزازها، والتي اكدت عن المصادر بأن المتهم لديه سوابق في ابتزاز الطالبات”.
ونقلت مصادر، بأن السيارة كانت تحوي على عدة كاميرات داخلها، مؤكدة أن الشرطة حجزتها وأوقفت الأستاذ المتهم بالجريمة.
وقررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، عزل التدريسي في جامعة تكريت، (عمر فلاح) لـ “ارتكبه فعل خطير وعدم حفاظه على كرامة الوظيفة العامة”، إثر حادثة الدهس التي تعرض لها حارس أمني في الجامعة بعدما ضبط الأخير للتدريسي وهو يقيم علاقة “جنسية” مع إحدى الطالبات في الحرم الجامعي.
وخرجت العديد من الروايات بشأن أستاذ جامعة تكريت، فضلا عن تداول اعترافات احدى الطالبات التي اكدت علاقتها بالأستاذ وحدوث العديد حوادث ابتزاز لطالبات أخرى بحسب مصادر، على الرغم من انها الوظيفة الأسمى للارتقاء بالمجتمع.
*النفوذ والسلطة
ويستمر بعض الأساتذة باستغلال قربهم من المسؤولين لفرض نفوذهم في الجامعات عن طريق الابتزاز والمساومات العلنية التي يذهب ضحيتها الأبرياء ومن لا يملك النفوذ، وحادثة الأستاذة الجامعية التي قتلت بعد ابتزازها واقتيادها الى منطقة مجهولة من زمليها في محافظة البصرة.
وأثارت جريمة قتل الأكاديمية غضبا في البلاد، بعد ان كشفتها كاميرات المراقبة وألقت الشرطة القبض على المتهم ليتبين أنه شقيق زوجة مسؤول كبير في محافظة البصرة، وهنا أثيرت مخاوف من تأثير نفوذه على فرصة تحقيق العدالة.
*استغلال المنصب
وظهرت حادثة مشابهة لأستاذ جامعة تكريت من عميد كلية علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، الذي حول مكتبه الشخصي لغرفة خاصة لإشباع رغباته عن طريق الابتزاز والتهديد بالرسوب للطالبات مقابل الاستسلام لرغباته، قبل ان تفضحه كاميرات المراقبة التي نصبت بغرفته.
وظهرت لقطات جنسية داخل مكتب عميد الكلية على مواقع التواصل الاجتماعي تثبت تورط العميد باستغلال الطالبات وممارسة اعمال لا أخلاقية داخل الحرم الجامعي، مقابل النجاح او ابتزاهم بنشر الفيديوهات وفضحهم.
وقررت أيضا، وزارة التعليم العالي، “سحب يد عميد كلية الحاسوب بجامعة البصرة، وفقا لوثيقة نشرت من قبل الوزارة.
*ضعف القانون؟
وتُطرح العديد من التساؤلات عن أسباب استمرار الفضائح غير الأخلاقية بالجامعات بين فترة وأخرى، رغم الامتيازات وتوفير المستوى المعيشي الجيد التي توفره الوزارة للأستاذ الجامعي بغية خلق بيئة علمية ناجحة تنتج الطاقات الطلابية للمؤسسات الحكومية.
وبحسب مراقبين، فان استمرار ضعف القانون وتدخل النفوذ بتخليص المتورطين والقتلة والمغتصبين سيفاقم حالات الابتزاز داخل الجامعات، ما يستدعي الى فرض قوانين صارمة لمنع ابتزاز الطلبة بقضايا الشرف او النجاح او الترهيب.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
