“أمّي” انتمى الى القاعدة وادى “حزنه” على ضحاياه الى اعتقاله يؤكد: الصوفيون يجب ان يموتوا واستلم راتبي من الصحوات
المدى برس / صلاح الدين: “الصوفيون مبتدعون، والصحوات يجب قتلهم”، هكذا برر المتهم بالضلوع في تفجير جامع مصعب بن عمير في سامراء، الذي حصل قبل نحو اسبوعين، اشتراكه في العملية، التي ادت ايضا إلى مقتل احد ابناء عمه، ضمن 47 قتيلا وجريحا اخرين من المصلين في الجامع.
ويقول المتهم حميد سلمان صالح، (23 عاما)، الذي اعترف بضلوعه في زرع عبوتين ناسفتين قرب شبابيك الجامع الذي يقع على الطريق العام الرئيسي جنوبي سامراء في منطقة يطلق عليها أسم (الركة) ان “الأوامر صدرت لنا بتفجير جامع مصعب بن عمير يوم صلاة الجمعة من قبل شخص يلقب (أبو زيد) باعتبار أن هذا الجامع يصلي فيه عددا من رجال الصحوة وعدد أخر من الصوفية”.
ويبين صالح أن “الصوفية والمتصوفون مبتدعون وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة يجب أن تنتهي”، ويتابع “بعد الاتفاق تم تحديد ساعة العمل وهي الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة الخميس، إذ تم جلب العبوات وعددها أثنين إلى المدعو (فؤاد لطيف محمود) عن طريق شخص يدعى (سلام) وهو المخطط الرئيسي للعملية، وبالفعل تم التحرك عند الساعة الواحدة ليلا، وبما أن الساعة متأخرة وهناك حظر للتجوال قضينا ليلتنا عند أقاربنا اللذين يسكنون خلف الجامع بأمتار قليلة، من دون ان نبين لهم هدفنا او السبب الذي جاء بنا اليهم في ساعة متاخرة”.
ويضيف صالح “زرعنا العبوتين في شباكين من شبابيك الجامع وفجرناهما حينما اقيمت صلاة الجمعة وتسببتا بقتل نحو 22 شخصا و25 جريحا”.
ويبدو ان صالح لم يكن يعلم، او لم يكن يهتم، بوجود ابن عمه، حميد سلمان صالح، الذي قضى ليلته في منزله، ضمن المصلين في الجامع، لكنه يقول انه “علم لاحقا بمقتله، وشارك في مراسم العزاء”.
ابن عم المنفذ لم يكن قريبه الوحيد القتيل جراء الانفجار، اذ ان التحقيقات بينت ان اغلب القتلى والجرحى تربط بينهم صلة قرابة، وتربط المنفذ بهم صلات قرابة أيضا.
صالح: انتميت إلى القاعدة وبقيت بدون ترقية واستلم راتبي من الصحوة
يقول صالح انه انتمى إلى “تنظيم القاعدة” عام 2005، أي ان عمره لم يكن يتجاوز (15-16) عاما وقتها، ويضيف “انتميت إلى تنظيم القاعدة بصفة جندي، ولأني لا أقرأ ولا أكتب لم أتدرج وبقيت جنديا بدولة العراق الإسلامية”.
ويؤكد صالح، الذي يعمل بقالا في علوة سامراء (سوق البيع بالجملة) للخضر والفواكه، انه لا يتقاضى أي راتب شهري أو (كفالة) كما يسميها أعضاء التنظيم مبينا “أنا لا أستلم أي أموال لأنني معتقد بهذا الفكر ولا يهمني ما تأتيني منه من أموال”، مبينا انه “دخل في الصحوات منذ العام 2007 لإبعاد الشبهات عنه”، ويؤكد بأن هذا ساعده في الحصول على “معلومات تفيد تنظيم القاعدة بقتل عناصر الصحوة ومنتسبي الشرطة في القضاء”.
وتبين اعترافات صالح المصدقة قضائيا انه مسؤول ومشترك في نحو 48 جريمة قتل كلها طالت مواطنين من سامراء والمناطق المحيطة بها.
“حزن المنفذين الزائد” قاد إلى اعتقالهم
يقول قائد عمليات سامراء الفريق الركن صباح الفتلاوي في حديث إلى (المدى برس)، إن “معلومات استخبارية وصلت لشعبة استخبارات سامراء من مصدر موثوق به بعد التفجير مباشرة، بأن هناك شخصين شاركوا وبجدية في حمل القتلى والمصابين إلى سيارات الشرطة والإسعاف بطريقة تلفت النظر”.
ويبين الفتلاوي أن “هؤلاء كانوا يتظاهرون بأنهم متألمين جدا، حتى أكثر من أهالي الضحايا، وبعدها تبين بأنهم كل من المدعو (حميد سلمان صالح) والمدعو (محمد رشيد جهاد)، ليتم التعامل معهم وفق هذه المعلومة الاستخبارية عن طريق مراقبتهم، وبعد 48 ساعة تم إلقاء القبض عليهم في منطقة الجزيرة، وبحوزتهم عبوة ناسفة كانوا ينون زرعها على أحد الطرق، واعترفوا بعد التحقيق معهم بمسؤوليتهم عن هذا العمل الجبان الذي ازهق أرواح الأبرياء في بيت من بيوت الله”.
ويضيف الفتلاوي أن “فكر هؤلاء فكر تخريبي هدام لا يميز بين مكون وأخر ولا بين طائفة وأخرى، فكل من ليس معهم هو ضدهم”، مشددا على “دور المواطن في مساعدة الأجهزة الأمنية باعتبار أن مسؤولية الأمن هي مسؤولية مشتركة ويكون المواطن فيها سند وعون للأجهزة الأمنية”.
وتشهد محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت، تصعيداً أمنياً واسع النطاق عقب اقتحام قوات الجيش العراقي لساحة اعتصام الحويجة،(55 كيلومتر جنوب غرب كركوك)، في الـ23 من نيسان 2013، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا من المدنيين والقوات الأمنية على حد سواء.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية