تقرير (مدارك): النواب العراقيون الأعلى أجراً والأقل انتاجاً
اورنيوز/بغداد/ حيدر الحاج: رغم تقاضيهم مرتبات شهرية بأرقام فلكية لا تُقارن مع ما يتقاضاه نظرائهم في دول إقليمية أو حتى أوروبية، وحصولهم على امتيازات هائلة لم تكن قد وردت في أحلامهم أصلا، إلا “أنهم لا يعملون بقدر ما يحصلون عليه”، هذا مُلخص ما ذّهب إليه تقرير رقابي رُصد فيه أداء أعضاء مجلس النواب العراقي خلال الشهور الثلاثة المنصرمة.
وكشف التقرير الفصلي الثالث لسنة 2013 الصادر عن مؤسسة “مدارك” إن “معدل حضور ودوام النواب لم يتجاوز 12 يوم عمل، في حين كان المجموع النهائي للجلسات البرلمانية هو 84.35 ساعة خلال هذه الأشهر الثلاثة الماضية”، مبينا إن النواب الأكراد هم الأكثر حضورا في الجلسات النيابية مقارنة مع بقية زملائهم من الكتل الأخرى.
وأوضح التقرير بان يوليو الماضي كان الأعلى من حيث معدل حضور النواب لجلسات المجلس التشريعي، حيث حضر 234 نائبا لكل جلسة، وفي أغسطس كان النواب يحضرون بنائب لكل جلسة. اكبر الغائبين كان النائب فلاح النقيب وهو أول وزير داخلية في عهد النظام الديموقراطي الجديد، إذ سُجلت بحقه 158 حالة غياب بدون عذر 47 منها حالة غياب متتالي. وحل إياد علاوي رئيس أول حكومة شكلت في عراق ما بعد صدام حسين، في المرتبة الثانية من حيث أكثر النواب غيابا.
ويبلغ عدد أعضاء البرلمان 325 نائبا لم يكتمل جمعهم ولا مرة واحدة منذ بداية الدورة الحالية قبل أكثر من ثلاث سنوات، فقد رصد التقرير الرقابي غياب النواب المتكرر دون أي حجة أو عذر يبرر الغياب. وأفاد التقرير أن النواب من ممثلي محافظة صلاح الدين (شمال بغداد)، كانوا الأعلى غيابا من بين زملائهم من المحافظات الأخرى بنسبة غياب بلغت 14.8 بالمئة، فيما حل نواب محافظة الانبار (غرب) بالمرتبة الثانية بنسبة 5.9 في المئة، وجاءت محافظة بغداد بالمرتبة الثالثة بنسبة 5.2 في المئة. بينما تصدر النواب الأكراد من محافظة أربيل (شمال العراق) قائمة الحاضرين لجلسات البرلمان الاتحادي، بنسبة غياب 1.5 بالمئة هي الأقل بين المحافظات الأخرى، وتلاهم زملائهم ممثلي محافظة السليمانية (شمال) بنسبة 1.6 في المئة.
تقرير “مدارك” قسّم عدد ساعات عمل البرلمان على الشهور الثلاثة، وكان المجموع النهائي هو 84.35 ساعة لمجموع الجلسات، أي ما يعادل 12 يوم عمل بمعدل سبع ساعات عمل يوميا. ومقارنة مع عدد الجلسات خلال هذه الشهور الثلاث البالغ 20، فأن معدل الجلسة الواحدة من الوقت يبلغ 4.2 ساعة تقريبا لكل جلسة.
وأشار التقرير إلى أن عدد ساعات حضور النواب إلى الجلسات في يوليو كان 38.3 ساعة، وفي أغسطس 12.4 ساعة، وفي سبتمبر 33.65 ساعة، ليبلغ مجموع ساعات التي عمل بها النواب العراقيون في الأشهر الثلاثة هو 84.35 ساعة. وهذا لا يقارن مع المبالغ الضخمة والامتيازات الهائلة التي يحصلون عليها.
ويحصل النائب العراقي على راتب شهري بلغ في هذه الدورة 12 مليون و900 ألف دينار، أي ما يعادل عشرة آلاف و700 دولار أميركي في شكل مقطوع ويتضمن هذا المبلغ بدل إيجار سكن ولا تشمله أي ضرائب. وعند التقاعد، يحصل النائب ومن هو بدرجته على 80 في المئة من مجموع راتبه الشهري في حين لا يتجاوز راتب عموم المتقاعدين العراقيين وبعد خدمة 25 عاما مبلغ 400 ألف دينار أي (330 دولار)، وإلى جانب ذلك يتقاضى البرلماني سبعة ملايين ونصف دينار (6250 دولار) كمرتبات لحمايته وهم عشرة أفراد عند التقاعد.
وهذه الأرقام الضخمة وغيرها من الامتيازات يحصل عليها النائب مدى الحياة مقابل خدمة أربع سنوات فقط وفي بعض الأحيان أقل من ذلك، في بلد يبلغ فيه متوسط دخل الفرد 333 دولار شهريا أي (4000 دولار سنويا)، حسب إحصائيات رسمية.
وفي عشرين جلسة عقدها البرلمان في الأشهر الثلاث الفائتة، بلغ عدد غياب النواب بدون عذر 391 وهو يشكل ما نسبته 6 في المئة، في حين كان عدد الغياب بعذر 1593 ويشكل ما نسبته 24.5 في المئة. بينما بلغ عدد الحضور الكلي لأعضاء المجلس 4516 وهذا يشكل ما نسبته 69.5 في المئة. وهذا رصد كامل لحركة حضور وغياب النواب العراقيين في شكل متراكم.
وبهذه الأرقام، يتبين إن فريق المؤسسة التشريعية العراقية، يأخذون أكثر مما يعطون ويتمتعون بامتيازات لا نظير لها في المنطقة والعالم، كما يحاولون التغطية على ما غنموه من خلال محاولات بعضهم الفاشلة لركوب موجة التظاهرات الشعبية التي طالبت بإلغاء رواتبهم التقاعدية وامتيازاتهم الخيالية التي أَرهقت موازنة الدولة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية