مخاوف خليجية من ارتفاع انتاج النفط العراقي
شفق نيوز/ كشف تقرير اقتصادي عن وجود مخاوف حقيقية لدول الخليج العربية من ارتفاع انتاج العراق من النفط، عاداً ان زيادة الانتاج العراقي قد يخلق “تخمة نفطية” في السوق تهوي بالأسعار إلى مستويات تقل كثيرا عن مستوياتها الحالية البالغة 100 دولار للبرميل في المتوسط.
وقال تقرير صادر عن المركز الدبلوماسي الكويتي للدراسات الاستراتيجية، اطلعت عليه “شفق نيوز”، إن هناك تحديات تواجهها الدول الخليجية النفطية من أبرزها ما يعرف بـ”ثورة النفط والغاز الصخريين” التي تشهدها الولايات المتحدة.
واضاف ان هذه الثورة النفطية تحمل في طياتها تداعيات مهمة، متوقعاً طبقا لتقارير وكالة الطاقة الدولية أن تصبح الولايات المتحدة مكتفية ذاتياً من الطاقة بحلول عام 2035 وأنه إذا ما صحت تلك التوقعات فسيعني ذلك تقليل اعتماد وارداتها النفطية من دول الخليج العربية.
وأشار التقرير الى أنه في المقابل ستصبح الأسواق الناشئة الوجهة الرئيسة لصادرات الدول الخليجية، ولاسيما أن الاقتصادات الصاعدة في آسيا تشهد زيادات مطردة في استهلاكها مع زيادة الدخول، مبينا أن الصين تعد ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة في ضوء الزيادة الكبيرة في اقتناء السيارات والمركبات الأخرى، مما يزيد من طلبها على المشتقات النفطية.
وأوضح أن من العوامل التي تؤثر في السوق النفطية في العالم الزيادة الكبيرة التي يشهدها الإنتاج العراقي حاليا، والذي بلغ مؤخرا نحو 3.4 مليون برميل يوميا، وهو المستوى الأعلى له منذ عام 1979 ويعد أحد العوامل التي يمكن أن تهدد الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية.
وذكر التقرير أن العراق يخطط لزيادة إنتاجه إلى 12 مليون برميل يوميا في 2017 وفقا لجولات التراخيص التي تم توقيعها مع شركات النفط الأجنبية عامي 2009 و2010، مضيفا أن ذلك قد يخلق “تخمة نفطية” في السوق تهوي بالأسعار إلى مستويات تقل كثيرا عن مستوياتها الحالية البالغة100 دولار للبرميل في المتوسط.
وقال إن العراق يطالب بحصة داخل منظمة أوبك تصل لنحو 4.35 مليون برميل يومياً، أي أن حصته ستعادل تقريبا حصتي كل من الكويت والإمارات داخل المنظمة، موضحا أن إعادة العراق للعمل بحصص الإنتاج داخل المنظمة سيتأتى على حساب السعودية المنتج الأكبر داخل الأوبك.
من جهته، أكد تقرير المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية أن استهلاك النفط في الخليج سيتضاعف خلال عام 2024، إذا استمر الطلب على الوقود في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الارتفاع بنفس النسبة التي وصل إليها خلال العام الماضي.
وأردف أن إهدار الموارد الطبيعية في دول الخليج العربية خاصة الغاز والنفط من شأنه أن يؤثر سلباً في الاقتصاد على المدى البعيد ويقلص المرونة الاقتصادية في مواجهة الصدمات، لافتاً الى أن دول الخليج تستهلك في الوقت الحالي طاقة أولية تفوق ما تستهلكه دول إفريقيا بالكامل على الرغم من أن عدد سكانها لا يتجاوز 5% من عدد سكان القارة السمراء.
وأشار إلى أن نحو 100% من الطاقة في الخليج يتم إنتاجها من النفط والغاز دون الحد من غاز ثاني أوكسيد الكربون وإذا استمر الطلب على الوقود في الارتفاع سيتضاعف الاستهلاك خلال عام 2024.
خ خ / م ر
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية