أبريل 19, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

جميلة الغجرية، أشهر راقصة إستعراضية تتسول في شوارع بعقوبة

جميلة الغجرية، أشهر راقصة إستعراضية تتسول في شوارع بعقوبة

ديالى/واب/ على جانب زقاق ضيق قرب تقاطع حيوي وسط مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى تجلس امراة اربعينية، وهي تحمل طفلا يبكي لايزيد عمره عن اشهر معدودة تحاول تهدئته بترديد اغنية تراثية” دلول ياولد ياأبني”،  كانت في حالة يرثى لها بملابس متهرئة ووجه يعاني الالم والحسرة وعليه تظهر بوضوح تضاريس الايام الصعبة التي مرت بها.

نوال او ماتعرف بجميلة الغجرية كانت قبل اكثر من عقد من الزمن، اشهر راقصة استعراضية في محافظة ديالى، احيت مئات الاعراس والمناسبات والاحتفالات قبل ان تنقلب بها الاقدار وتتحول بين ليلة وضحاها من امراة محط انظار الجميع الى متسولة تجوب شوارع بعقوبة بحثا عن عطف الاهالي”.
جميلة الغجرية اوضحت في حديث لوكالة انباء بغداد الدولية/واب/ ، بينما علت الابتسامة شفتيها “بالامس كنت ارقص واغني واحيي الحفلات واليوم اتسول في شوارع بعقوبة هكذا الدنيا تعطيك كل شي وهي ذاتها تاخذ منك كل شي”.
وقال جميلة ان” الاوضاع اختلفت بعد سقوط النظام السابق وظهور الخط المتشدد الذي عمد الى الإستهداف الطائفتي، على نحو قاسي، لنهجر منازلنا وتسلب ممتلكاتنا ويتعرض العديد من ابناءها واباءنا للقتل والابادة ، مبينة ان” اغلب ذويها انتقلوا من منطقة شرق بعقوبة الى قرية متواضعة اغلب منازلها من الصفيح  في الضواحي الغربية لمدينة بعقوبة تنعدم فيها ابسط مقومات الحياة الاساسية”.

وبينت جميلة التي لاتزال تحتفظ ذاكرتها ببعض اجواء الحفلات الصاخبة التي كانت تحييها  ان “الامس كان جميلا لكن كل شي تغير والتطرف برز ولم نعد نامن على ارواحنا ونحن نسير في الشوارع بعدما حرم علينا كل شي حتى اللحظات الجميلة”.
وتابعت وهي تسرد فصول قصتها، ان” زوجها قتل واحد ابنائها بدوامة العنف الدامي في بعقوبة قبل خمسة اعوام فيما تحمل بيدها حفيدها الصغير الذي لم يزد عمره عن سبعة اشهر كاداة لجذب انتباه الاهالي لمساعدتها لتامين الطعام والشراب لاسرتها الفقيرة”.
واضافت جميلة انها كانت يوما ما احدى اجمل وابرز راقصة استعراضية في ديالى لكنها الان تجوب بعقوبة متسولة كلها تفكيرها ينصب في جمع مال يؤمن قوت اسرتها”.
زملاء جميلة…
قال جواد حميد، عازف الة موسيقية سابق فقد اشار الى انه احيا مع جميلة العشرات من الحفلات الغنائية بين اعوام 1995و2003 وكانت معروفة من قبل شرائح واسعة في المجتمع  مبينا انه تفاجا عندما سمع قبل اكثر من عام بانها تتسول في شوارع بعقوبة”.
واضاف حميد ان” اغلب المطربات الغجريات تعرضن الى ضرر بالغ بسبب تنامي خطر التنظيمات المسلحة والتي عمدت الى استهداف طائفة الغجر بشكل قاسي لدرجة انهم هجروا من منازلهم وقتل العديد منهم”.
اما هادي جاسم ابو ولاء، وهو مطرب ريفي سابق فقد اشار الى وجود عدة راقصات غجريات اشتهرن في اقامة الحفلات قبل عام 2003 ومنهن جميلة التي كانت الابرز بينهن”.
واضاف ابو ولاء انه لم يسمع عن اقامة اي حفل راقص بعد عام 2003 في عموم مناطق ديالى لان الاجواء لم تكن تسمح بمثل هذا الامور في ظل التشدد والتطرف وبروز الخط المحافظ الذي كانت له ادواته في تطبيق افكاره”.
وبين ابو ولاء ان “ما حصل لجميلة هو مصير مؤلم لكن هذه تقلبات الحياة التي تعطي يوما الكثير للانسان وفجاة تغدر به وتتركه لمستقبل مجهول “.

إنخفاض في أعداد الغجر..

ابو انمار احد مسوؤلي طائفة الغجر في ديالى اشار الى ان “اعداد طائفته انخفضت اعدادها بنسب تزيد عن 60% خلال السنوات العشرة الماضية بسبب عوامل عدة ابرزها الاستهداف المباشر من قبل التنظيمات المسلحة والتهديدات اضافة الى الفقر والجوع القاسي”.
واضاف ابو انمار ان” اقامة اي حفل موسيقي او غنائية امر محرم علينا واذا ما خالفناه سيكون عقابنا قاسي لذا امتهنت اغلب نساء طائفته التسول كطريق وحيد لسد جوع اطالفهن”.
تاريخ..
أكد الباحث الإجتماعي ظافر اللهيبي ان” الغجر من الطوائف التي تعيش في ديالى منذ زمن طويل وتمركز وجودها شرق بعقوبة في قرية كبيرة كان يبلغ عددهم  بالاف وكانوا مشهورين بالفنون والرقص”.
واضاف اللهيبي  ان” بعد سقوط النظام السابق برزت روح الاعتداء على الغجر وجرى استهدافهم كثيرا ودفعهم للنزوح في اتحاهات متعددة جزء منهم غادر ديالى بشكل نهائي وجزء صغير لايزال يتمركز في قرية صغيرة تسمى باسمهم قرب بعقوبة من الضاحية الجنوبية”.
وبين اللهيبي ان” هناك نضرة سلبية مجتمعية تجاه الغجر وتتعلق بانهم فئة تمارس الفحشاء ما خلق ردة فعل سلبية دفعت الكثيرين الى الامتناع عن تقديم اي عون او مساعدة او حتى القبول بان يعمل الى جوار غجري حتى لاتصيبه الاتهامات السيئة للسمعة والكرامة”.
وتابع  اللهيبي الى ان” اغلب المتسولات في شوارع بعقوبة في الاصل غجريات دفعهن البؤس والجوع لانخراط في مضمار التسول لتامين قوت اطفالهن واسرهن وهو مجال عمل ساهم في انقاذ الغجر من محنة الفقر الحاد منذ سنين عدة”.
ويطلق على الغجر في ديالى والعراق تسمية (الكاولية) وهي طائفة اشتهرت بالغناء والفنون منذ زمن طويل وينتشر وجودها في العديد من مناطق البلاد وخاصة في الجنوب والوسط.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi