يناير 02, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

مسؤولون عراقيون يبتزون الصحفيات مقابل الخبر المتميز

 

بعد أن أجرت معه حواراً صحفياً داخل مجلس النواب، طلب لقاءها على انفراد لمدة دقيقتين، لبت دعوته خجلا.. وقالت بعد الاجتماع المنفرد بالنائب إنه “عرض عليّ السفر والاقامة معه في تركيا لمدة شهر، ووعدني أن يتحمل تكاليف السفر والاقامة.. اعتذرت بكل لياقة وادب عن تلبية دعوته المشبوهة هذه، لكنه لم يعد يعطيني أي تصريح صحفي“.
القصة، روتها صحفية تعمل داخل البرلمان، وقالت إنها وزميلاتها دائما ما يتعرضن “لمواقف مشابهة مع مسؤولين كبار”، رافضة الكشف عن اسمائهن خوفا على السمعة والوظائف. وقالت صحفية تعمل في احدى المؤسسات الاعلامية، إنه “من خلال عملي في مجال الصحافة، رأيت بعض المسؤولين بمجرد ان يرى صحفية شابة أو يسمع صوتها عبر الهاتف، تبدأ نبرة صوته بالانخفاض، ويبدو كأنه يتحدث مع عشيقته“.

واضافت أن “احد المسؤولين، واتحفظ على ذكر اسمه، بعد ان اخذت منه تصريحاً صحفياً عبر الهاتف، بدأ يغازلني، وأخذ يتحدث بأمور شخصية”، مؤكدةً أنها “رفضت الدعوات التي قدمها اكثر من مرة للحضور الى مكتبه الخاص”.وأشارت الصحفية إلى أنه “على خلاف كبير مع المؤسسة التي أعمل بها، ولكنه ابدى استعداده لمساعدتي في الحصول على المعلومات الخبرية المهمة“.

واوضحت “ليس كل المسؤولين يتعاملون مع الصحفية بهذه الطريقة، فمنهم من يحترم نفسه، ويقدر عمل الاعلام، ويتعامل مع الصحافة بمهنية واحترام”. واكدت صحفية اخرى، أنها رتبت موعدا مع وزير دفاع سابق عبر “هاتف سريع”، و”جعلني أرافقه في جولة ليوم كامل شملت عددا من القطعات العسكرية”. فيما، قالت اخرى انها “تجري حوارات للعديد من وسائل الاعلام مع مسؤولين كبار عبر الهاتف“.

ويقول الصحفي قيس العجرش، انه “شيء لطيف ان تتعامل المؤسسة الحكومية بكثير من اللطافة واللياقة مع الصحفية، لكن على ألا يتحول هذا اللطف الى استغلال وتلميح ومس بكرامة الصحفية”. واضاف العجرش، وهو عضو النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، “سجلنا حالات عديدة تخص التحرش بالصحفيات، إلا أن توثيقها قضائيا وقانونيا يحتاج الى أذن من الصحفية، وهي عادة تفضل السكوت خوفا على سمعتها“.

واشار العجرش الى ان “التحرش بالمرأة العاملة موجود، وظهر من المسؤولين أكثر من حالة تحرش بصحفيات اثناء عملهن، وهي حالة متكررة، كما تتكرر مع غير الصحفيات”. بدوره، قال الصحفي الشاب حامد السيد ان “بعض الصحفيات يعتمدن على جمالهن وميوعتهن في الحصول على المعلومة، وان التمييز بين الصحفي والصحفية للمسؤولين هو تمييز جنسي اكثر منه مهني او احترافي“.

واضاف ان “توظيف الصحفيات لا يتم وفق معايير الصحافة الحقيقية المتمثلة باللغة العالية والقدرة على ادارة الحوار وسرعة البديهية والقرب من الخبر ومعطياته”. وبين أن “معايير احتراف الصحافة تطبق على الصحفيين الذكور فقط، وتستثنى منها الاناث، اذ تعتمد المؤسسات الاعلامية على جمال الصحفية للوصول الى المعلومة”. واشار السيد الى ان “المسؤول يخشى الصحفي ويعمل له الف حساب على العكس من تعامله مع الصحفية التي لا تتوفر بها معايير الصحافة الحقيقية ويتعامل معها كشكل ليس الا“.

إلى ذلك، كشف استبيان اجراه منتدى الإعلاميات العراقيات تعرض 68 % من بين 200 صحفية شملهن الاستبيان للتحرش الجنسي، سواء اللفظي او محاولة الاعتداء الجنسي عليهن. وواصلن 42% من أولئك الصحفيات العمل بعد تعرضهن للتحرش، فيما تركن 45 % منهن العمل، و13 % تم طردهن بعد التحرش بهن.

وأظهر الاستبيان أن 67 % من الـ200 صحفية المشمولات به شكون من غياب تكافؤ الفرص في مواقع المسؤولية ومواقع صنع القرار. وكانت النتائج الايجابية حاضرة في الاستبيان، إذ أظهر أن 79 % من الصحفيات الـ200 لم يتعرضن للتمييز لأسباب طائفية. وأشار الاستبيان الى أن هناك مشاكل أخرى تتعرض لها الصحفية شخصت في نتائج الاستبيان الذي أعده المنتدى والذي تضمن أرقاما مخيفة عن مشاكل حقيقية تواجهها المرأة الصحفية في العراق، لعل أهمها التحرش الجنسي الذي يزداد في الأعمار ما بين 20 – 30 عاماً، فضلا على مشكلة غياب تكافؤ الفرص للنساء العاملات في المجال الإعلامي.

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi