على مدار اثنتي عشرة سنة في المدرسة كنتُ مجبراً على ترديد هذا الهتاف أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة, وأنا غير معني بهذه الجملة التي طالما كنت اختبىء خلف اصدقائي او احرك شفاهي فقط لأتهرب منها, بعكس صديقي العربي الذي كان يهتفها بكل حماس
اتخيل نفسي اليوم وأنا ارددُ الشعار على خلاف ما كان يقال, أمة كُردية مناضلة ذات حضارةٍ عريقة وتاريخ يمتد إلى قبل ميلاد المسيح ولغة تختلف كلياً عن تلك التي كنتُ اتعلم واكتب بِها
وشعب يختلف بعاداتهِ وتقاليدهِ وملبسهِ وثقافتهِ عن الأخرين, لو فعلتها وناديت بِشعارٍ كُردي لأتُهمت بالطائفية واضعاف الشعور القومي, وكيف اتحدث وأنا يمنع علي التكلم بالكُردية, شعورٍلا يطاق بأنك كُردي لك لغة خاصة بك و مفردات مختلفة تمتلكها ولكن لايحق لك التحدث بها,
ومع هذا تعايش الكُردي مع وضعه واستـمر في الدراسة واتقن اللغة اكثر من صديقه الرافض للغة الكردية, ولكن ما الذي كان سيحصل لو امتلك ذاك الصديق ثقافة العيش المشتــرك وليس العيش المفروض عليك اجباراً ولا حول لك ولا قوة إلا ان ترضى بالأمر الواقع,
ماذا لو بُنيت مدارس كُردية بجانب تلك التي تُدرس بالعربية او حصص مخصصة للكُرد, يدرس فيها تاريخ اسلافهِ الكُرد سكان الجبال المتمتعين بالروح القتالية العالية وعن كُردستان الكبرى المجزئة, والميديون العظماء وامبراطوريتهم ميديا التي امتدت من اذربيجان الى اسيا الوسطى وافغانسـتان, وأن نُعلمْ اصول الديانة الزردشتية, ونتعرف على لهجاتنا الكُردية: السورانية والكرمانجية والكورانية والتي تتفرع منها لهجات كثرة مثل الزازانية والبوتانية والبادنية وإلى ما هنالك من لهجات مختلفة,
وأن ندرس بجانب الألف والباء والتاء ايضاً حروفنا الكردية اللاتينية المؤلفة من احدى وثلاثون حرفاً, ورؤية الجغرافية الكُردية الخصبة بالاراضي والنفط والأنهار بدلاً من خرائط الدول العربية, وأن نملك كتاباً للتاريخ نَحفظ منه بطولات رجالنا امثال الشيخ سعيد بيران والدكتور عبد الرحمن قاسملو وقاضي محمد وملا مصطفى البارزاني ونسائنا الكرديات كالجميلتين ليلى قاسم وليلى زانا والكثير من الأسماء التي ساهمت وناظلت من أجل ابقاء الوجود الكُردي الذي حافظ على نفسه بالرغم من كل الصعوبات التي واجهها من قبل الميلاد إلى يومنا هذا .
سردار احمه . 29\9\2013
https://www.facebook.com/serdar.ehm
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية