ما خطورة تزامن كورونا مع الزكام والإنفلونزا؟
من المعروف أن موجة الزكام والإنفلونزا السنوية ستبدأ قريباً، مع حلول فصلي الخريف والشتاء، بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا.
فما الذي سيحدث عندما يجتمع الثلاثة في آن واحد؟ وكيف ينبغي مواجهتهم؟ موقع “دويتش فيللا” أجاب عن هذه الأسئلة بالشرح المفصل.
فالخريف والشتاء على الأبواب، وهو ما يعني حلول موسم نزلات البرد والزكام السنوي الذي سوف يتزامن هذه المرة مع انتشار كوفيد-19، وهو ما سيعني بروز حقل جديد أمام البحوث العلمية يتمثل في دراسة تداعيات تزامن عدة أمراض معدية.
فالسعال والزكام والبحة في الصوت أثناء الخريف والشتاء ليست ظواهر جديدة وحتى نزلة البرد هي جزء من فصل السنة البارد. ويمكن أخذ لقاح ضد هذه الإصابات، و”إذا ظهرت عوارض زكام على أشخاص ملقحين ضد الأنفلونزا، فإن ذلك لا يرتبط باحتمال كبير بالأنفلونزا”، كما يقول جيرار كراوزه من مركز “هيلمهولتس لبحوث العدوى” في مدينة براونشفايغ الألمانية.
لقاح ضد الزكام
اللقاح ضد الزكام قد يبين عوارض المرض إما زكام عادي أو كوفيد-19. لكن هل هذا اللقاح له أيضا تأثير على سلوك الفيروس الجديد؟ الأمر ليس واضحا بعد، بحسب الموقع الألماني.
فحتى كورونا يخضع للتقلبات حسب الفصل السنوي، كما هي المعلومات المتوفرة لحد الآن. ففي الشتاء تنتشر فيروسات البرد لأن الهواء البارد والجاف يقدمان ظروفا مثالية لانتشارها. كما أنه من الصعب تهوية الغرف بانتظام وبشكل مكثف. وسيكون ذلك إجراء إضافيا لمواجهة الفيروس وتقييد الخطر الناجم عن الهواء.
وحسب معطيات معهد “روبرت كوخ للأمراض المعدية وغير المعدية”، يُصاب في ألمانيا في كل سنة بين خمسة و20 في المائة من السكان بالزكام. وحتى هذا الفيروس قد يكون خطيرا ويمكن أن يؤدي إلى الموت. وفي كل سنة وجب تكييف اللقاح ضد الزكام مع فيروسات الإنفلونزا، لأنها تتحور. لكن على الأقل يوجد لقاح. ومن المستبعد أن يتوفر اللقاح ضد كورونا حتى حلول موجة الزكام المقبلة، كما تجمع غالبية الخبراء.
وعلى هذا النحو تنقص التجربة العملية في التعامل الآني كل من كوفيد-19 والزكام. لكن هذا يترك مجالا للتكهنات بأن الزكام سيسهل الإصابة بفيروس كورونا، فـ”حالة الضعف العام لنظام المناعة بسبب الإصابة بالإنفلونزا قد ترفع لدى المريض قابلية استقبال عدوى فيروس كورونا”، كما يشرح كراوزه.
ما هي خطورة هذه العدوى المزدوجة؟
هذا الأمر لا يزال غير معروف، كما أنه لا يُعرف ما الذي يمكن فعله ضد ذلك. وحسب كراوزه يجب علينا أن نتهيأ لمواجهة الأمراض الثلاثة. وفي حالة نزلة برد ينبغي ملازمة السرير، إضافة إلى شرب المشروبات الساخنة ومواد ضد السعال، وضد الزكام، ويمكن أخذ لقاح ضد نوع الإنفلونزا السائدة لهذا الموسم.
النظافة ثم النظافة
وينصح كالعادة بالالتزام بقواعد النظافة. وإجراءات النظافة التي نحاول من خلالها السيطرة جزئيا على كوفيد-19، تنطبق أيضا على نزلة البرد.
فكلما كان الاتصال بفيروسات أقل، كلما كانت الفرصة أكبر بأن نبقى سليمين من الإصابة بالعدوى أو أنها تمر بشكل خفيف.
ومن بين إجراءات النظافة العامة غسل اليدين المتكرر واستخدام الكمامة؛ كما أن “إجراءات النظافة المختلفة ضد كوفيد-19 ستقلص أيضا انتشار الإنفلونزا. فكلا الأثرين هما تقريبا عكسيان”، كما قال كراوزه الذي أضاف: “ربما سنكشف عن آليات مناعية إضافية”.
ويبقى الأمل قائما، لأن فصل الزكام لم يبدأ بعد.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية