يناير 12, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

بعد عقد على غيابها واقيم لها قبرا.. عراقية تعود الى اسرتها

بعد عقد على غيابها واقيم لها قبرا.. عراقية تعود الى اسرتها

بعد ما اقامت عائلة سيلفانا خضر قبرا لها في العراق ظنا أنها توفيت بعدما خطفها تنظيم داعش الإرهابي قبل عقد، عادت الشابة الأيزيدية أخيرا من سوريا ليلتئم شملها مع شقيقتها.
وذكرت الشابة البالغة 27 عاما لوكالة فرانس برس أنها “قضّت السنوات الأربع ونيفا الأخيرة مقيمة في قبو منزل في مدينة إدلب شمال غرب سوريا”.

وكانت هذه المنطقة في شمال غرب سوريا معقل فصائل معارضة مسلحة وحركات متشددة حتى 8 كانون الأول وهو تاريخ سقوط بشار الأسد في دمشق.

وتمكنت الشابة من مغادرة إدلب نحو إقليم كردستان في شمال العراق، حيث لاقت شقيقتها الكبرى ملوكا في منطقة شاريا قرب مدينة دهوك.

وتقول سيلفانا خضر “أنا فرحة لكن حزينة في الوقت نفسه لأن والدي شهيد وإخوي الاثنين شهيدان وأمي وأخي الآخر مفقودان فيما انتقلت أخواتي الأربع إلى أوروبا”.

وتلخص قصة العائلة المنكوبة مأساة المجتمع الأيزيدي الذي كان ضحية عنف تنظيم داعش بعد أن هاجم جبل سنجار الموطن التاريخي للأقلية في أب 2014.

وينظر التنظيم إلى الأيزيديين ودينهم التوحيدي الباطني على أنهم “زنادقة”.

وارتكب عناصر التنظيم مجازر ضد الرجال من هذا المجتمع الناطق بالكردية وخطف النساء وباعهن لعناصره، كما أقدم على تجنيد الأطفال.

ووجدت سيلفانا نفسها بين أيدي الجهاديين الذين خطفوها في سنّ 17 عاما.

ونقلت إلى منطقة تلعفر في شمال العراق حيث حاولت الهرب، لكنها فشلت ونقلت إلى الرقة معقل تنظيم داعش حينذاك في سوريا.

وانتهى بها المطاف في منطقة الباغوز شرق سوريا، حيث خاض التنظيم آخر معاركه الكبرى وانهزم أمام القوات الكردية السورية المدعومة من التحالف الدولي في آذار 2019.

وبينت سيلفانا “مرّت عشر سنوات وستة أشهر منذ أن تلقيت أي أخبار من أي من أخواتي ولم يعرفوا شيئا عني”.

وتتابع “لقد ظنوا أنني ميتة. حتى أنهم أقاموا قبرا لي في قرية كوجو بسنجار”.

في ما يتعلق بظروف عيشها في إدلب، فإن روايتها يشوبها الغموض. وينطبق الأمر نفسه على ظروف عودتها إلى كردستان العراق التي رتبها مكتب إنقاذ المخطوفين الأيزيديين في الإقليم.

وتضيف سيلفانا “لقد ساعدني الناس في إدلب، لم يكن هناك داعش”، موضحة أنها كانت تقيم وحدها “داخل قبو أحد المنازل”.

وتتذكر قائلة “كان الأمر صعبا للغاية. كان هناك الكثير من الخوف والجوع والألم وقصف الطائرات”.

وتوضح أن “عبور سوريا المنقسمة جراء الحرب إلى مناطق نفوذ، استغرق خمسة أيام على الطريق”.

وبينت الشابة إنها “وصلت بداية إلى مدينة منبج، ثم مشيت في الليل وصولا إلى الرقة، ومنها شرقا إلى الحسكة وعامودا وأخيرا إلى الحدود مع إقليم كردستان العراق حيث كان أفراد من عائلتها في انتظارها”.

وعند سؤالها عما إذا كانت قد أجبرت على الزواج، تصمت برهة قبل أن تجيب بصوت بالكاد يسمع “كلا”.

وأكدت عائلات أيزيدية أنها “دفعت آلاف الدولارات لاسترجاع أحبائها، وهي عمليات صعبة تتم من خلال شبكات مهربين في العراق وخارجه”.

ويذكّر مدير مكتب إنقاذ المخطوفين الأيزيديين حسين القائدي بأن تنظيم داعش خطف 6417 أيزيديا في سنجار، حيث تم إنقاذ أكثر من 3500 منهم في العراق وسوريا وتركيا المجاورة.

ولا يزال أكثر من 2600 أيزيدي في عداد المفقودين، حسبما أشارت بعثة الأمم المتحدة في العراق.

وحتى الآن، يستمر الكشف عن المقابر الجماعية التي دفن فيها تنظيم داعش ضحاياه في سنجار وأماكن أخرى في العراق.

وفيما لجأ آلاف من الأقلية الأيزيدية إلى خارج العراق، لا يزال أكثر من 200 ألف منهم نازحين في إقليم كردستان غير قادرين على العودة الى منازلهم المدمرة.

وأكد القائدي ان “سيلفانا خضر كانت بمنزل في ادلب وفريقه تلقى معلومات عنها قبل أن يتمكن، بمعية أصدقاء من الوصول إليها وإعادتها”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi